كشفت مصادر دبلوماسية أجنبية في العاصمة صنعاء أن عدد من الحرس الثوري الإيراني يقاتلون في صفوف قوات جماعة الحوثي بقيادة العقيد فيروز خسرو .. وأكدت المصادر ذاتها أن أجهزة المخابرات الغربية تتابع عن كثب تطور الاحداث في شمال اليمن بمنطقة عمران وحجم التدخل الإيراني في البلاد بالسلاح والمقاتلين .. وكانت اللجنة الأمنية العليا برئاسة الرئيس هادي أصدرت بياناً أشارت فيه إلى أخر المستجدات في محافظة عمران. وطالبت اللجنة مسلحي جماعة الحوثي بسرعة مغادرة المدينة ،وتسليم جميع الأسلحة التي تم نهبها من مقرات ومعسكرات الدولة. كما حملت اللجنة جماعة الحوثي سلامة جميع القيادات العسكرية وفي مقدمتهم قائد اللواء 310 العميد /حميد القشيبي. مجلس الأمن الدولي عبر عن إدانة مجلس الأمن لما قامت به جماعة الحوثي من مهاجمة مدينة عمران والعدوان على المباني الحكومية والمعسكرات والممتلكات الخاصة والعامة بالإضافة الى ترويع المواطنين والآمنين وعدم الالتزام باتفاقات وقف أطلاق النار والتهدئة. وأوضح جمال بنعمر مبعوث الأممالمتحدة في اليمن : أن مجلس الأمن يعتبر أن ذلك العدوان يمثل خروجا سافرا على مخرجات الحوار الوطني الشامل ويتناقض ذلك مع الاتفاقات المبرمة من خلال اللجنة الرئاسية والمساعي الحميدة والوطنية التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي من اجل تجنيب البلاد ويلات التعصب ألمناطقي او المذهبي او الجهوي وحقن الدماء البريئة .. مبينا أن مجلس الآمن يحمل جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن ما يترتب على ذلك وضمان الممتلكات الحكومية العامة والخاصة وإعادة جميع المعدات والأسلحة والمعدات وعدم العبث بمقدرات الوطن الأرض والإنسان .. كما يحملهم المسؤولية كاملة عن أي تعارض لذلك وستكون جماعة الحوثي هي المسئولة عن كل ما جرى وستحاسب على كل ما ارتكبته . وأكد على ضرورة عودة جماعة الحوثي الذين هم من خارج المحافظة الى محافظة صعدة مع ترك الأسلحة والمعدات وكافة الممتلكات العامة والخاصة. وكانت مصادر محلية وشهود عيان في محافظة عمران أكدوا لصحيفة «الشرق الأوسط» سقوط مدينة عمران، عاصمة المحافظة بيد مسلحي الحوثي، بعد معارك امتدت على مدى أيام أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا، جعلت المتمردين الحوثيين على بعد 50 كيلومترا من صنعاء. وسيطر الحوثيون على المدينة بكاملها بعد أن استسلمت لهم قوات الأمن المركزي (الخاصة) وقوات الشرطة العسكرية. وقالت المصادر إن الحوثيين باتوا يسيطرون على كل المرافق الحكومية ويحاصرون مقر اللواء 310، في وقت تصاعدت فيه حالة النزوح الجماعي للسكان باتجاه العاصمة صنعاء. وحسب ما نقل مراسل الصحيفة بصنعاءعرفات مدابش , فقد شن الطيران الحربي اليمني أمس، ثلاث غارات استهدف فيها مقر الأمن المركزي وإدارة أمن المرور في محافظة عمران التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله الحوثية منذ صباح أمس في محاولة لاستعادتها. وكانت الجماعة المتمردة قد أعلنت في بيان على قناة «المسيرة» التابعة لها سيطرتها على مدينة عمران. وأشار مصدر إلى أن الطيران الحربي سيواصل قصفه على المحافظة حتى تعود إلى سيطرة الدولة. واشتدت حدة المعارك الدائرة في محافظة عمران القريبة من العاصمة صنعاء بين قوات الجيش وميليشيات الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على عاصمة المحافظة، منذ يوم الجمعة الماضي بعد انهيار هدنة وقف إطلاق النار التي توصلت إليها لجنة رئاسية لحل المشكلة، في وقت سقط فيه مئات القتلى والجرحى في هذه المواجهات العنيفة. ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر إلى وضع خطة سلام شاملة لشمال البلاد على ضوء نتائج الحوار الوطني الشامل. وتقول الجماعة المتمردة إنها تريد تطهير المدينة من ميليشيات الإصلاح (الإخوان المسلمون) حسب ما ذكر تقرير في قناتها الخاصة «المسيرة». وقال علي القحوم من المكتب الإعلامي التابع لأنصار الله، إن ميليشيات الإصلاح هربت من المعركة تاركة مواقعها وأسلحتها، وأشار إلى أن عمران تحت سيطرة أنصار الله وذلك بالتعاون مع اللجان الشعبية. وأكد القحوم لوكالة الأنباء الألمانية، أن المؤسسات العسكرية والمقرات الحكومية بأمان، مشيرا إلى أنهم يحرسونها مع اللجان الشعبية، خوفا من عودة الميليشيات إليها مجددا. وأكد مصدر أمني من اللواء 310 للوكالة الألمانية، أنهم محاصرون حتى اللحظة من قبل الحوثيين، وأضاف أن هناك وابلا من الرصاص يطلق عليهم من المباني الموجودة بقرب مقر اللواء من قبل الحوثيين في محاولة منهم للسيطرة عليها. وأكد عبد الله أبو ركبة، مصدر محلي محسوب على حزب الإصلاح، أن الحوثيين سيطروا على الأمن المركزي بعمران مساء أول من أمس. وقال إن «تسليم الأمن المركزي والملعب الرياضي الذي يحوي المعدات والأسلحة التابعة للأمن للحوثيين من قبل الجنود خيانة عظمى». كما أكد أن الحوثيين يحاصرون اللواء 310، إلا أن أفراد اللواء لا يزالون متمسكين بمواقعهم حسب قوله، مشيرا إلى أن الوضع الميداني بعمران أصبح مأساويا لدرجة كبيرة. وتشير المعلومات الميدانية إلى أن أعداد القتلى في صفوف الجانبين في ارتفاع متواصل وإلى أن جماعة الحوثي منيت بخسائر بشرية كبيرة تقدر بأكثر من 150 قتيلا (منذ يوم الجمعة الماضي)، وهم الذي جرى حصرهم ولم يجر سحبهم من قبل مقاتلي الحوثي، إضافة إلى قرابة 100 قتيل في صفوف قوات الجيش والقبائل المساندة له. وتعد عمران هي المعقل الرئيس لقبائل حاشد الشهيرة في اليمن والتي يتزعمها الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر وأشقاؤه والغالبية منهم ينتمون لحزب الإصلاح الإسلامي. ويمثل سقوط عمران في أيدي الحوثيين ضربة قوية للتيار الإسلامي السني وللقوى القبلية النافذة لآل الأحمر. في هذه الأثناء، قال مصدر في حزب التجمع اليمني للإصلاح، أحد ألد خصوم الحوثيين في اليمن، إن ميليشيات الحوثي المسلحة قامت بتفجير مقر المكتب التنفيذي للحزب (الفرع)، وهي حادثة مماثلة لما حدث في محافظات أخرى عندما استولى عليها الحوثيون الذين لا يقرون، حتى اللحظة بأنهم في مواجهة مع قوات الجيش وإنما يعلنون أن الحرب بينهم وبين حزب الإصلاح ذي التوجه السني. في السياق ذاته، ذكرت المصادر أن جماعة الحوثي اقتحمت منزل أحد الصحافيين المحليين في عمران وصادرت كافة محتوياته، حيث يهاجم الحوثيون مدينة عمران من ثلاثة اتجاهات ولم يتبق للمدينة سوى منفذ واحد تحت سيطرة القوات الحكومية وهو الذي يربطها بالعاصمة صنعاء التي وصلت منها، فجر أمس، تعزيزات عسكرية من الجنود والعتاد. من جهة ثانية، تتواصل عمليات النزوح بكثافة من عمران مع اشتداد المعارك، وأفاد الهلال الأحمر اليمني في بيان أمس، بأن نحو عشرة آلاف أسرة نزحت من مدينة عمران وضواحيها بسبب احتدام المواجهات بين المتمردين الحوثيين والجيش. وأشارت مصادر محلية إلى أن عدد النازحين تخطى 30 ألفا. وذكرت المنظمة التي وجهت «نداء استغاثة» أن خمسة آلاف أسرة أخرى تحاول الهرب من عمران إلا أنها عاجزة عن ذلك. ويبلغ عدد سكان المدينة 120 ألف نسمة. وشدد الهلال الأحمر في بيانه على الوضع الخطير الذي يعيشه المدنيون الذين باتوا محاصرين في أتون اشتباكات تزداد ضراوة.