أصيب مسؤول محلي يمني بجروح خطيرة، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في العاصمة صنعاء نفذها مسلحون مجهولون صباح أمس الخميس، في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات العنيفة في محافظة الجوف (شرق البلاد) التي يسعى الحوثيون إلى السيطرة عليها بالقوة المسلحة. وقال شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إن العقيد أمين الحيدري الذي يشغل منصب مدير مديرية مسور بعمران، تعرض صباح أمس الخميس لإطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين أثناء دخوله إحدى العيادات في شارع أربعين بسعوان شرق العاصمة، مشيرين إلى أن المسلحين كانوا يستقلون سيارتين من نوع «كاميري» و«هايلوكس» لا تحملان لوحات، حيث أطلق أحد المسلحين على الحيدري الرصاص من سلاح كلاشنيكوف، فيما كان مسلح آخر يصور العملية من كاميرا فيديو، ثم لاذا بالفرار. ولفت شهود العيان إلى أن الحادثة وقعت على بعد أمتار قليلة من نقطة تفتيش للشرطة العسكرية. وأكدت مصادر طبية أن حالة الضابط خطيرة بعد إدخاله العناية المركزة، فيما طوقت قوات الأمن المنطقة وفتحت تحقيقا حول الحادثة. وفي محافظة الجوف (شمال البلاد)، قالت مصادر محلية ل«الشرق الأوسط» إن المتمردين الحوثيين خسروا قيادات ميدانية كبيرة في معارك عنيفة مع الجيش واللجان الشعبية، منهم القيادي أبو يوسف الفيشي، وربيع مساعد المهدي، فيما نفذ الطيران الحربي 3 غارات جوية أمس الخميس استهدفت مواقع الحوثيين في مجز بمحافظة مأرب والغيل والصفراء والعرضي، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم. وأفادت المصادر بسيطرة اللجان الشعبية والجيش خلال اليومين الماضيين على مواقع للمتمردين الحوثيين، في «وادي إيبر»، بمديرية الغيل، في معارك عنيفة يشارك فيها الطيران الحربي. وأوضحت المصادر أن المعارك تركزت في جبهات الحباري والكباري، ووادي إيبر في مديرية الغيل، والزاهر، وسقط فيها قتلى من قيادات الحوثي أبرزهم ربيع مساعد المهدي، ويوسف الفيشي. فيما قصف الطيران الحربي لليوم الخامس على التوالي أهدافا حوثية في عدة مناطق يتمركز فيها مقاتلو الحوثي، خاصة في منطقة المنصاف بمديرية الزاهر، وفي المطمة بالغيل ومجز بمأرب. ولفتت المصادر إلى أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من صد هجمات مباغتة للحوثيين في مديرية الغيل، وقاموا بهجوم عكسي على مواقعهم، ما أجبرهم على سحب أسلحتهم الثقيلة ومقاتليهم إلى «وادي حليف». ومنذ مشاركة الطيران الحربي في شن سلسلة من الغارات في الوضع العسكري الذي تشهده الجوف منذ تجددها قبل نحو شهرين، تغيرت موازين القوى لصالح الجيش واللجان الشعبية وتراجع مسلحو الحوثي الذين يستخدمون أسلحة ثقيلة متطورة نهبوها من معسكرات اللواء 310 بمحافظة عمران في يوليو (تموز) الماضي، بحسب السلطات المحلية. ولقي أكثر من 100 شخص من الحوثيين مصرعهم في المواجهات خلال الساعات ال48 الماضية في مواجهات عنيفة في الجوف وفي ضربات الطيران الحربي اليمني، في حين يسعى الحوثيون إلى السيطرة على محافظة الجوف المحاذية للمملكة العربية السعودية والمجاورة لمحافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون بصورة كاملة منذ عدة سنوات، غير أن لجانا شعبية قامت بالتصدي لهم هناك. من ناحية أخرى، أكدت مصادر محلية في محافظة عمران أن شخصين على الأقل قتلا فيما جرح 6 آخرون من أنصار جماعة الحوثيين في انفجار عبوة ناسفة وضعت على طريق مسيرة احتجاجية لهم في مدينة عمران التي يسيطرون عليها منذ شهرين، في الوقت الذي ذكر فيه الحوثيون أن عدد القتلى وصل إلى 8 والمصابين 12. وأشاروا إلى أن 3 انفجارات استهدفت أنصارهم في سوق النجر والجنات وشارع صنعاءبعمران، فيما تم تفكيك 5 عبوات ناسفة بحسب الموقع الإلكتروني للجماعة. ويقود الحوثيون منذ منتصف الشهر الماضي حركة احتجاجية للمطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء رفع أسعار الوقود، ويديرون حاليا محافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء 55 كيلومترا، بشكل كامل بعد معارك عنيفة ضد قوات اللواء 310 انتهت بمقتلهم ونهب سلاح المعسكر وفرضوا على السكان قوانينهم التي طبقوها في معقلهم الرئيس في صعدة (أقصى شمال البلاد). إلى ذلك دعت هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، اليمنيين إلى الاحتشاد اليوم الجمعة تحت شعار «اصطفاف لأجل السلام»، في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات، وأكدت الهيئة الشعبية التي تساند الرئيس عبد ربه منصور هادي، في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء الحكومية، أن اليمن يمر بمرحلة خطيرة قد تجره أرضا وشعبا إلى وضع أسوأ مما هو فيه، ويؤدي إلى تقويض الدولة وانهيار مؤسساتها وإجهاض أحلام اليمنيين، محذرة من خطر تفتيت البلد وإحداث الشروخ في عمق المجتمع اليمني بسبب النفخ في مستنقع العصبيات.