أفادت القيادة المركزية الأميركية أن مقاتلاتها قادت 10 غارات جوية ضد أهداف ل«داعش» قرب كوباني منذ ليل الاثنين وحتى أمس، مبينة أن الضربات أسفرت عن تدمير 4 مناطق تجهيز و6 مواقع قتال وأصابت وحدات للتنظيم الإرهابي. وفي تطور لافت، أعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن قلقها من قيام «داعش» بتجنيد «آلاف» المتشددين داخل الدول الاقتصادية الكبرى في مجموعة العشرين، قائلة أمام مجلس النواب (البوندستاج) إن التنظيم الإرهابي يمثل «أحد أكثر التهديدات وحشية على الاطلاق، على حياة سكان المنطقة وكل دول العالم». وأضافت ميركل بعد 10 أيام من قمة بريزبن التي ضمت رؤساء دول وحكومات أكبر 20 اقتصاداً في العالم، أن «تنظيم (داعش) يجذب آلاف المقاتلين الأجانب من كل دول المجموعة، سواء في القسم الجنوبي من الكرة الأرضية أو في أوروبا»، محذرة بالقول «الغياب التام لأي رادع وارادة القتل لديهم يهددان أمننا». وفيما تكرر أنقرة مطالبتها بفرض حظر طيران وإقامة منطقة آمنة داخل سوريا مع تفكير باريس في شن «ضربات غامضة» لإنقاذ حلب، أكد اللفتنانت جنرال جون نيكلسون القائد الجديد للقيادة المركزية للقوات البرية في حلف شمال الأطلسي «الناتو» أن الأخير لا يدرس فرض منطقة حظر جوي شمال البلاد المضطربة معتبراً مهمة من هذا القبيل «عالية التكاليف» في ضوء تجربة الحلف الغربي في ليبيا. في الأثناء، تضاربت الأنباء بشأن حصيلة قتلى المجزرة التي ارتكبها الطيران الحربي السوري في الرقة أمس الأول، حيث قال ناشطون إن 205 أشخاص قضوا بالقصف العشوائي مع سقوط نحو 90 جريحاً، بينما أعلن المرصد الحقوقي ارتفاع عدد الضحايا لأكثر من 100 قتيل بينهم 52 مدنياً إضافة إلى نحو 120 جريحا. وشهدت محيط حي جوبر الدمشقي أمس، اشتباكات شرسة بين القوات النظامية وكتائب معارضة التي عمدت إلى تفجير نفق للجيش الحكومي بمحور النشار، تزامناً مع قصف ومعارك متفرقة بمشاركة ميليشيات موالية للنظام الحاكم في منطقة سيمة بوادي بردى، ترافقت مع قصف بصواريخ «أرض-أرض» على بلدة زبدين في الغوطة الشرقية. كما استمرت الاشتباكات الضارية بين مقاتلين معارضين بينهم «جبهة النصرة» من جهة، والقوات الحكومية المدعومة بميليشيات محلية و«حزب الله» من جهة أخرى، بمحيط بلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما أغلبية شيعية في ريف حلب وتحاصرهما المعارضة. وغداة المجزرة، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقر الرئاسة بمنتجع سوتشي، أفكاراً تعرضها موسكو بهدف إعادة إطلاق المسار السياسي الذي توقف في جنيف، لكن خبراء استبعدوا تحقيق تقدم بهذا الصدد. وبعد اللقاء الذي حضره أيضاً وزير الخارجية سيرجي لافروف، اكتفى الكرملين بالقول إن بوتين والمعلم «بحثا العلاقات الروسية السورية». وفي مؤتمر صحفي مشترك، شدد لافروف على أن بلاده ستواصل دعمها لدمشق في حربها ضد «الإرهاب» الذي يعتبره الجانبان التهديد الرئيسي للاستقرار بالمنطقة. وأضاف أن مكافحة الإرهاب يجب أن تستند إلى القانون الدولي، مشيراً إلى أن ضربات التحالف في سوريا «تتعارض والأعراف الأساسية للقانون». كما أعلن لافروف أن موسكوودمشق تدعمان مبادرة ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي بشأن «تجميد القتال» في بعض المناطق السورية بموازة مكافحة الإرهاب، مطالباً «بخلق الظروف المواتية» لاستئناف الحوار بين دمشق وجميع الأطراف المعنية السورية. وبدوره، قال المعلم الذي وصل إلى روسيا أمس، إن بوتين أكد تصميمه على تعزيز العلاقات مع سوريا ورئيسها بشار الأسد.