صنعاء – متابعات : وكأنها حبر على ورق، فهنا مبادرة يمنية خالصة، وهناك عمانية وأخرى إيرانية، مبادرات تلو الأخرى ولا جديد، القصف لا يزال مستمرا، والجماعة الحوثية لم تزل ماضية في تحركاتها العسكرية. فرغم الإعلان عن وقف "عملية الحزم"، والبدء في "إعادة اﻷمل"، ما زالت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تقصف مواقع للجماعة الحوثية التي لم تتوقف بعد عن طموحاتها العسكرية، الأمر الذي دفع البعض للتساؤل: "هل ثمة حلول سياسية قادمة؟ ولماذا تعطلت؟". المراقبون حددوا ل "مصر العربية"، 5 أسباب لتعثر الحوار اليمني حتى اللحظة، مؤكدين أن رفض الحوثيين الجلوس على طاولة التفاوض أحد أهم هذه الأسباب. مبادرة واضحة أكد الدكتور معتز سلامة رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن هناك عدة أسباب وراء تعطيل الحوار السياسي بين فرقاء اليمن حتى ألان، على الرغم من إعلان المملكة العربية السعودية وقف "عاصفة الحزم"، وبدء ما أسمته ب "إعادة الأمل". وأضاف سلامة ل"مصر العربية" أن السبب الأول يعود إلى عدم وجود مبادرة واضحة شاملة ببنود متفق عليها من كافة الأطراف المتصارعة، بل هناك مبادرة يمنية وأخرى إيرانية وثالثة عمانية وأفكار مصرية، لم ترتق جميعا إلى كونها مبادرة تسوية تحوي عدة بنود أساسية محل اتفاق من الجميع. أما عن السبب الثاني وراء تعطيل الحوار بحسب سلامة، جماعة الحوثي والتي رفضت قرار مجلس الأمن الدولي، وعلى الأرض ما زالوا يمارسون احتلالهم للمدن اليمنية، ظنا منهم أنهم يحققون مكاسب حقيقية على أرض الواقع ويحرجون بذلك دول الخليج والعرب. وتابع رئيس وحدة دراسات الخليج، أن هناك سبب ثالث في تعطيل الحوار، وهو التباين والاختلاف بين أنصار المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، فالرئيس اليمني السابق رحل برجماتي يبحث عن مصالحه، وموافقته على قرار مجلس الأمن يختلف عن قرار الحوثيين. وعن السبب الرابع، قال سلامة إن المبادرات التي تم طرحها لم تكن من قبل أطراف الصراع بشكل مباشر، بل كانت من قبل أطراف خارجية، كسلطنة عمان والتي تبنت الحل السياسي في اليمن ووعدت الخليج بحل الأزمة ظنا منها أنها قادرة على التأثير في جماعة الحوثي عن طريق علاقاتها مع طهران، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى اللحظة. موقف أمريكا ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية جامعة القاهرة إن الحوار السياسي اليمني لم يتوقف، بل ينتظر موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف فهمي ل "مصر العربية" أن العمليات العسكرية لقوات التحالف في عاصفة الحزم لم تتوقف فهي مستمرة رغم إعلان المملكة عن توقفها وبدء "إعادة الأمل"، مشيرا إلى أن السعودية مازالت تستهدف الحوثيين وتضرب مواقعهم وتمنع أية محاولات منهم للتمدد. وأكد أن هناك مبادرات طرحتها أطراف سياسية قريبة من علي عبد الله صالح في القاهرة، كما وجهت الولاياتالمتحدةالأمريكية الدعوة للأطراف المتنازعة لبدء حوار سياسي يضم الأطراف اليمنية الفاعلة والإقليمية خصوصا إيران والسعودية. وتابع أن السبب الذي يمكن أن يكون وراء تعطيل الحوار حتى ألان قد يكون الإصرار على إخراج الحوثيين من المعادلة السياسية وكذا على عبد الله صالح، مؤكدا أن الحوثيين طرف أساسي في الحوار باعتبارهم فاعل هام في الداخل اليمني، أما صالح فيمكن استبداله بابنه. الحوثي السبب ومن جانبها قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية: "إن المتمردين الحوثيين هم من عطلوا عملية الحوار السياسي في اليمن مؤكدة أن العملية العسكرية التي تنفذها قوات التحالف وتقودها المملكة العربية السعودية ليست سببا في تعطيل عملية الحوار". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيف راثكي في الإيجاز الصحفي اليومي إن "الأعمال العدوانية من قبل الحوثيين ومؤيديهم هي السبب الأساسي لاضطراب عملية الانتقال السياسي في اليمن. وتابع قائلا إن "عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن شنت ردا على الأعمال العدوانية من المليشيات الحوثية، ونحن نواصل العمل بشكل وثيق مع الأممالمتحدة ومع شركائنا الدوليين والهدف النهائي في اليمن هو حوار لانتقال سياسي سلمي ونحن نرى بوضوح تام أن العدوان الحوثي أدى إلى العملية العسكرية في اليمن " . وبشأن انهيار الاتفاق السياسي قال راثكي: "لم يلتزم الحوثيون بهذا الاتفاق فهناك جهود بذلتها الأممالمتحدة وتم دعم هذه الجهود من قبل المجتمع الدولي ورفض الحوثيين الانخراط في عملية الحوار ولجوؤهم إلى العنف هو الذي أوصل إلى الوضع الذي نجد أنفسنا فيه الآن". أزمة اليمن ووصل نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء، خالد بحاح، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة القطريةالدوحة، في أول زيارة له منذ تعيينه في منصب النائب. وقال مصدر حكومي يرافق بحاح، في تصريحات صحفية، إن بحاح سيلتقي خلال زيارته، أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ومسؤولين قطريين آخرين، لبحث آخر التطورات في اليمن. وتأتي الزيارة التي لم يعلن عن مدتها، في وقت يواصل فيه التحالف العربي بقيادة السعودية منذ 26 مارس الماضي، قصف مواقع تابعة للحوثيين، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في أماكن متفرقة باليمن. مجلس الأمن ومن جهته دعا مجلس الأمن الدولي، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى البدء في أسرع وقت ممكن في البحث عن حل سياسي للأزمة الحالية في اليمن. وقالت رئيس مجلس الأمن الدولي، دينا قعوار، مندوبة الأردن الدائمة لدي الأممالمتحدة، والتي تتولي بلادها رئاسة أعمال المجلس لشهر أبريل الجاري، إن "مجلس الأمن أكد خلاله اجتماعه المغلق علي أن يقوم السيد بان كي مون بالبدء في ايجاد حل سياسي للأزمة في اليمن". عاصفة الحزم وأعلنت دول التحالف المشاركة في عملية "عاصفة الحزم"، في 21 أبريل الجاري، انتهاء عملياتها بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتدشين عملية "إعادة الأمل"، التي ستتضمن استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2216»، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وبحسب بيان أصدرته قوات التحالف، فإن "إعادة الأمل" ستعمل على استمرار حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب، وتكثيف المساعدة الإغاثية للشعب اليمني، والتصدي لتحركات المليشيات الحوثية ومن يتحالف معها. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري، إن الأهداف الرئيسية من العمليات العسكرية تحققت وانتصرت، بعد تنفيذ 2400 طلعة جوية، وأكد مواصلة تفتيش السفن في مضيق باب المندب، واستمرار الحظر البحري والجوي، وشن ضربات عسكرية إذا تطلب الأمر. إلى ذلك حمل هادي، في خطاب وجهه للشعب اليمني فمليشيات الحوثي وصالح ومن معهم في الداخل والخارج "المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع نتيجة ممارساتهم. وأكد ضرورة تطبيق كافة الفقرات الواردة تحت الفصل السابع في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، داعيا القوى السياسية دون استثناء للتعامل الإيجابي مع هذا القرار. ودعا المؤسسة العسكرية والأمنية إلى منع تمدد الميليشيات، ووعد بتأهيل القوات المسلحة. " مصر العربية "