أعلن ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، امس الأحد، تبنيه لعملية اغتيال محافظ محافظة عدن اللواء جعفر محمد سعد بسيارة مفخخة مركونة على الطريق في منطقة "جولدمور" بمدينة التواهي استهدفت موكب محافظ المحافظة أثناء مروره بالطريق. يأتي قيام التنظيم بتنفيذ عملية اغتيال محافظ محافظة عدن، بعد يوم واحد، من نشره ل"مقطع مصور" تحت عنوان "ثأر الكماة" يظهر قيامه بإعدام 24 شخصًا، ب4 طرق بشعة قال التنظيم إنه أسرهم من جماعة الحوثيين. قيام التنظيم ببث فيديو إعدام الأسرى الحوثيين قبيل ساعات من تنفيذ عملية اغتيال محافظ عدن، بالرغم من حديث عدد من المواطنين في مدينة عدن أن عملية اعدام الأسرى الحوثيين وتوثيقها بالتسجيل المصور تمت قبل ما يزيد عن ثلاثة أشهر ونصف في إحدى المناطق بالمدينة، يشير إلى أن التنظيم يحاول لفت الأنظار وتسليط الأضواء نحوه وخلط الأوراق لتخفيف الضغط عن مليشيات الحوثي وصالح. كما نفذ تنظيم داعش في ال20 من نوفمبر الماضي هجمات استهدفت نقاط تفتيش تابعة للجيش اليمني المؤيد للشرعية في محافظة حضرموت وتسببت بمقتل وإصابة عدد من الجنود، وذلك بالتزامن مع الحديث عن بدء عمليات تحرير تعز من مليشيات الحوثي وصالح. أثارت العمليات الأخيرة الكثير من التساؤلات حول المستفيد من الظهور المفاجئ لتنظيم داعش؟ ومن هو الرأس المدبر للتنظيم؟ ومن أين حصل التنظيم على الدعم لتمكنه من تنفيذ العمليات؟ مخطط داعش منذ أشهر نشرت صحيفة "سبق" السعودية، في شهر أكتوبر الماضي، تقريراً قالت إنه لخطة الفوضى التي وضعها صالح والحوثيين بعد الهزائم المتوالية التي لحقت بهم. وقالت الصحيفة، إنه بعد الهزائم التي تلقاها صالح، وميليشيا الحوثي، وبعد تقدّم المقاومة وقوات التحالف الداعمة للشرعية باليمن، كشفت مصادر عن تحركات ل"علي صالح" لخلق الفوضى وإذكاء الصراعات العسكرية والمناطقية في محافظاتجنوباليمنوتعز، والاستعانة بمعاونيه في حزب الله، وبعض أقاربه الذين أوفدهم خارجياً؛ للتنسيق مع تلك الجماعات، قبل بدء عاصفة الحزم التي تسببت في كشف أوراق "صالح" ونواياه تجاه اليمن ودول الجوار، خاصة المملكة العربية السعودية. وبحسب التقرير فقد حدد المخطط مهمة العميد عبدالله قيران في إدارة الملف الأمني وعملية التنسيق واستخدام الجماعات الإرهابية في تنفيذ عمليات إرهابية ضد جهات وقيادات وأشخاص ومؤسسات؛ للإسهام في تعقيد المشهد الأمني بالتوازي مع الجزء الأول من المخطط، حيث وأفادت المعلومات بوصول أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية إلى محافظتي عدنوتعز. وحسب المعلومات التي تضمنها التقرير المنشور فقد عمل الجهاز الأمني ل"صالح" على تفريخ تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، ومنح السلطات الأمريكية معلومات عن قيادات "القاعدة" التي سبق له العمل معها، وتم تصفية هذه القيادات، ومنها ناصر الوحيشي زعيم التنظيم، وشوقي البعداني أحد أبرز قيادات التنظيم في اليمن، إضافة إلى قيادات أخرى من الصف الثاني، وذلك ليتسنى لصالح استغلال تنظيم "داعش" كورقة جديدة؛ لتنفيذ مهام لصالحه، بعد أن ظل يستخدم القاعدة كورقة ابتزاز للخارج وترهيب للداخل. وبحسب تقرير صحيفة "سبق" السعودية، جاءت مهام العميد قيران لتوظيف "داعش" ككيان مخترَق من قبل "صالح" وجهازه الأمني في تنفيذ عمليات إرهابية، بتسهيلات من خلايا صالح الأمنية الموجودة في كل المحافظات، وكانت ضمن الجهاز الأمني والاستخباراتي التابع له ولحزبه المؤتمر الشعبي العام. ويستهدف مخطط صالح عبر "داعش" تصفية قيادات المقاومة في الجنوب وضباط الجيش والمخابرات الذين وقفوا ضد الانقلاب، سواء كانوا من متقاعدي الجيش الجنوبي أو من العاملين حالياً في صف قوات الشرعية، فيما تتلخص مهمة العقيد عصام دويد، في التواصل مع الشيوخ والشخصيات الاجتماعية في الجنوب، وتوظيف نفوذهم لصالح ذات المخطط، ومنعهم من المشاركة في تطبيع الأوضاع؛ حتى تستمر عملية الفوضى حتى في مناطق الريف خارج إطار المدن. مراسلات مع أمير التنظيم "البغدادي" نشرت صحيفة "تعز المقاومة"، قبل أيام في عددها "213"، معلومات استخباراتية حول تواصل علي عبدالله صالح مع قيادات في تنظيم "داعش" للتنسيق حول تنفيذ عمليات هجومية في اليمن. وكشف مصدر حكومي رفيع للصحيفة عن تمكن الاستخبارات اليمنية من رصد أربع مراسلات لصالح مع تنظيم "داعش" واحدة منها مع زعيم التنظيم "أبي بكر البغدادي" وثلاث مع قيادي غامض بسوريا، مشيراً إلى أن المراسلات تركزت في كيفية التنسيق لاستهداف مصالح حيوية والقيام بعمليات انتحارية تستهدف شخصيات سياسية وأمنية. وأضاف المصدر: صالح أبلغ البغدادي استعداده لإقناع فصائل في تنظيم أنصار الشريعة الموالي للقاعدة في اليمن من أجل مبايعة ما أسماه "الدولة الإسلامية"، كاشفاً عن تسيق دائم له مع فصائل رئيسية في تنظيم أنصار الشريعة. ووفق للمصدر فقد أبدى صالح عبر مراسلة مع قيادي غامض في تنظيم داعش بسوريا تذمره من أداء فصائل القاعدة، قائلاً إن نجاحها يقتصر في العمليات داخل اليمن، وأنها فشلت في تنفيذ ثلاث عمليات متتابعة في أماكن مختلفة داخل المملكة العربية السعودية خلال نصف عام، مبدياً استعداده التنسيق مع تنظيم داعش وتمويل كافة العمليات التي سيجري التنسيق بشأنها مع التنظيم. وأضاف المصدر: إن هذا القيادي أبدى تفاعلاً ملحوظاً مع عرض صالح إلا أنه شدد أكثر على من مرة على ضرورة العمل من أجل إقناع فصائل أنصار الشريعة بمبايعة "الدولة الإسلامية"، معتبراً ذلك أولوية قصوى لدى التنظيم في المرحلة الراهنة. حديث عن العمليات قبل وقوعها وفي سياق متصل بعملية اغتيال محافظ عدن، قال الإعلامي عبدالرحمن العابد العامل في قناة اليمن اليوم، التابعة لعلي صالح، إنه يبشر من أسماهم ب"الغزاة والمحتلين" في المحافظاتالجنوبية بضربات سيتلقونها قريبا. وأضاف العابد، في منشور نشره يوم أمس السبت على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": نبشر الغزاة والمحتلين بعموم مناطق الجمهورية اليمنية وتحديدا في المحافظاتالجنوبية بالضربات التي سيتلقونها خلال الفترة القريبة القادمة والدروس الهامة التي سيحصلون عليها مما سينالهم من مفاجآت تجعلهم يفيقون من غيهم. السؤال .. عن المستفيد؟ من جهتها، علقت الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان على العمليات التي نفذها تنظيم داعش، بقولها " السؤال عن المستفيد من هذه الجريمة الإرهابية يقودنا مباشرة الى من يقف وراء داعش في اليمن". وأضافت كرمان: كنت ولا أزال على يقين بأن المخلوع علي صالح جذر الموبقات في اليمن، وهو رأس الأفعى والأب الشرعي لداعش مثلما أن داعش الإبنة البارة به. أما الإعلامي السوري فيصل القاسم، مقدم البرنامج الشهير "الاتجاه المعاكس" على شاشة قناة "الجزيرة"، علق بقوله: "في سوريا داعش تحارب القوى التي تقاتل النظام المجرم. واليوم في اليمن داعش تغتال القوى التي تقاتل نظام صالح وحلفائه، فمع من تكون داعش يا ترى؟". مندب برس