تحت شعار معاً نرتقي، انعقد الملتقى الثقافي الفكري الثاني في البيشاو بمقاطعة الخونان-الصين، وذلك للاسبوع الثاني على التوالي. وقد بدأ الملتقى أنشطته في اجواء يسودها الإخاء والمحبة بين الزملاء الدارسين بمختلف التخصصات في الصين وخصوصاً في جامعات الخونان والجونان والشيفان. و أثرى المشاركين الملتقى من خلال طرح أفكار إبداعية من شأنها أن ترتقي بثقافة وفكر الطالب مستخدمين اسلوب الحوار البناء والمشاركة في محاور الملتقى بجدية وحماس لتحقيق أقصى استفادة من خلال الملتقى الذي يركز على إكساب معلومات وبناء مهارات للمستفيدين من الملتقى ونقل صورة إيجابية وتجربة يمكن أن تنتشر بين أوساط الطلاب اليمنيين في الصين. وقد افتتح الملتقى بآيات من الذكر الحكيم، ثم رحب الدكتور حمدي القباطي بضيوف الملتقى والحاضرين الدارسين بالصين من مثقفين وأكاديميين مشيراً إلى أهمية قيام ملتقيات ثقافية كهذه ودعى جميع الطلاب في الصين إلى إقامة ملتقيات ثقافية للطلاب اليمنيين الدارسين في الخارج وإيجاد آليات للمشاركة بفعالية وتبادل الافكار والخبرات بين الطلاب والحرص على تشجيع مثل هذه الملتقيات التي تنمي شخصية الطلاب. و تميز الملتقى الثقافي لهذا الاسبوع بتنوع المحاور، لما للشعر من أهمية كبيرة في التعبير عن حال الأمة فالشعراء لسان الأمة الناطق، لذلك بدأت أولى فقرات الملتقى بقصيدة إني أراك ألقاها الشاعر والاديب نديم الجنيد طالب ماجستير بجامعة الخونان وقد نالت القصيدة إستحسان الحاضرين. كما ناقش الأخ محمد الاثوري طالب ماجستير بجامعة الخونان، موضوع الحكمة وكيف يمكن لأهل الحكمة أن يزيدوا من رصيدهم بالحكمة واكتسابها وقد افتتح بقول الله تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) صدق الله العظيم، حيث كان اختياره لموضوع رأس الحكمة مخافة الله موفقاً وقد شارك الحاضرين بفاعلية في فقرات هذا المحور وتقديم الأفكار بموضوعية. واكد المشاركون في الملتقى على اللحمة والتكاتف بين أبناء الوطن العربي، حيث كان للإخوة ضيوف الملتقى من فلسطين دور بارزاً في التعريف بقضية العرب الأولى، والحاضرة في وجدان كل إنسان حر. حيث استعرض الدكتور /فادي شحادة من فلسطين السجل النظالي والبطولي للقضية الفلسطينية ابتداء من وعد بلفور المشؤوم عام 1917الى عام النكبة عام 1948م وذلك نظراً لضيق الوقت ولكثرة الاسئلة من الحاضرين حيث تحدث الضيف عن الملاحم البطولية للشعب الفلسطيني في مواجهة الصلف الصهيوني وكل من يقف وراءة وقدم شرحاً مفصلاً عن المدن الفلسطينية والمعالم التاريخية والدينية التي يحاول اليهود طمسها وقدمت العديد من التساؤلات والنقاشات والتي اجاب عنها الظيف واستفاد منها الحاضرون . أيضاً بلاد المليون شاعر كانت حاضرة هي الأخرى، حيث عرض الاخ محمد عبد القادر.هندسة اتصالات جامعة الجونان من موريتانيا ثقافة دولة موريتانيا الأصل والنشأة والتركيز على أهم تفاصيل هذا البلد الشقيق. وقد استهل حديثه بابيات شعرية باللهجة الحسانية، ليبدأ بعد ذلك قدم عرضاً مفصلاً عن موريتانيا حيث تحدث الضيف عن شريحة كبيرة من الموريتانيين الذين ترجع اصولهم الى اليمن والذين هاجروا بعد حادثة سد مأرب قديماً وتحدث عن اللهجة الحسانية الموريتانية والتي تاثرت بوجود بعض الامازيغ والأفارقة وقال ان الاسم الحقيقي لموريتانيا هو شنقيط فهي بلد العلم والشعر والادب ومن ابرز علماء موريتانيا محمد الشنقيطي ومحمد الحسن ولد الددو واختتم بالقول ان موريتانيا من الدول الغنية بالذهب والمعادن الثمينة التي بداء التنقيب عنها واستخراجها بعد الاستقلال من فرنسا عام 1960 وكذا غناها بالثروة الحيوانية. وذكر أن اول رئيس لموريتانيا هو المختار ولد داده وقد كانت تونس والعراق من اوائل الدول التي اعترفت بااستقلال موريتانيا. و أثبت هذا الملتقى أهمية التكامل العربي من خلال الانفتاح على مختلف الثقافات حيث ركز هذا الملتقى على الثقافة اليمنيةوالفلسطينية والموريتانية وقدمها كلوحة فسيفساء متجانسة الألوان تروي سيرة حضارات وثقافات تعايشت في بلاد العرب والمسلمين .