احتفى التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بالذكرى الرابعة والخمسين لقيام ثورة 32يوليو الناصرية، بالعديد من الفعاليات في المركز والفروع. وأصدرت الأمانة العامة للتنظيم بياناً هاماً بالمناسبة، أكدت فيه أن ثورة يوليو بما تحمله من أبعاد إنسانية واجتماعية، مثلت دور المنقذ لما تكابده الشعوب من أوضاع مأساوية وجهل وتخلف. وأشار البيان لما تتعرض له الأمة العربية، والثوابت والخيارات التي حددتها ثورة يوليو، والتي تؤكد التحديات والأحداث الجارية صحة تلك الخيارات. ونوه بأن التاريخ اليوم يعيد نفسه، فها هي المقاومة في فلسطينولبنانوالعراق تقوم بنفس الدور الذي قامت به ثورة يوليو في الدفاع عن الأمة من الهيمنة الأمريكية والصهيونية. وتطرق للحالة المتردية والخصوع والاستسلام للأنظمة العربية أمام العدوان الصهيوني الأمريكي، الذي وصل حد التآمر والوقوف بصف الأعداء. وقال البيان: يتعرض الحاضر العربي لخطر التمزق والتجزئة، وعودة الهيمنة الاستعمارية على شعوب الأمة العربية، في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة يوليو، تلك الثورة التي حملت مشعل التغيير الى المستقبل، وتجاوزت مشارف التغيير الي عتبات التحول الشامل في الوطن العربي والعالم الثالث. تاليا نص البيان : بيان الامانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بالذكرى الرابعة والخمسين لقيام ثورة يوليو الناصرية بسم الله الرحمن الرحيم يا جماهير امتنا العربية المناضلة.. والحاضر العربي يتعرض لخطر التمزق والتجزئة، وعودة الهيمنة الاستعمارية على شعوب الامة العربية، تحل الذكرى الرابعة والخمسون لقيام الثورة العربية في الثالث والعشرين من يوليو 2591م بقيادة البطل القومي العربي جمال عبدالناصر.. تلك الثورة التي حملت شعلة الأمل الى المستقبل، وتجاوزت مشارف التغيير الى عتبات التحول الشامل في الوطن العربي والعالم الثالث.. التحول الذي أقض مضاجع الاستعمار والرجعية العربية، بما امتلك من مشروع إنساني تحرري وإجتماعي واقتصادي، لتخليص الشعوب من رق الحكام وهيمنة الاستعمار. لقد مثلت ثورة يوليو بما تحمله من أبعاد إنسانية وإجتماعية دور المنقذ لما تكابده الشعوب من أوضاع مأساوية وجهل وتخلف وهيمنة ووصاية غربية على قرارات ومقدرات الشعوب.. وذلك افرز واقعاً موضوعياً ناضجاً للثورة في مصر تلتها معظم الاقطار العربية في الانتفاض والثورة على الحكام والاستعمار، فكان الخلاص على يد كوكبة من العسكريين هم اعضاء تنظيم الضباط الاحرار في مصر يتقدمهم جمال عبدالناصر. وكان لاشتراكهم في حرب فلسطين ومعايشتهم المأساة دافعاً قوياً للقيام بثورة يوليو التغييرية، ولقد اعتبر جمال عبدالناصر ان تجربته في الحرب عكست لديه وعياً ظاهراً بأن رفح ليست آخر حدود مصر وأن نطاق سلامة الشعب المصري يقتضي منهم الدفاع عن حدود إخوانهم الذين يعيشون معهم في منطقة واحدة.. فبدأ تنظيم الضباط الاحرار بتخليص الشعب المصري من ثالوث: الاسرة الحاكمة والاحتلال البريطاني وقصور وسرايا الباشوات، ولعل النجاح في تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر جعل عبدالناصر ينتهج سياسة زلزلة أركان عروش الهيمنة الاستعمارية فثارت الشعوب العربية ضد أوضاعها آنذاك. أيتها الجماهير المجاهدة: إن الامة اليوم امام تحديات كبيرة حيث بدأ يطل من الأفق خطر تقسيم الدول كما يجري في العراق، وخطر تقسيم الأمة العربية ودمجها مع غيرها من الأمم والشعوب الأخرى من خلال ما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تتزعمه الولاياتالمتحدةالامريكية بهدف طمس الهوية القومية للامة. ويجري ذلك بمشاركة الانظمة الرسمية العربية التي قبلت بهيمنة امريكا مقابل الحفاظ على عروشها. ولعل توصيف انظمة آل سعود ومصر والاردن للعمل المقاوم الذي يقوده حزب الله ضد الاحتلال الصهيوني بمجموعة (المغامرين) يأتي في إطار الدور المرسوم لها امريكياً. والحال ان عملية استهداف لبنان ارضاً وإنساناً ومقاومة دخلت مرحلة خطيرة بعد أن وفر الحكام العرب للصهاينة والامريكان غطاءً لضرب وتصفية المقاومة ونزع سلاحها بالقوة خاصة بعد أن أعلنت الامبريالية الامريكية عدم سكوتها لما يجري من مقاومة بطولية ضد الفاشية والعنصرية الصهيونية في فلسطينولبنان. وما يجري من استهداف للأمة العربية كلها بحاجة الى تحرك شعبي عربي لإجهاض كل المخططات الاستسلامية وكل مشاريع الانهزاميين من الحكام العرب المتواطئين مع اعداء الامة. يا جماهير أمتنا المناضلة: إن المخاطر الجسام تقتضي من الأمة أن تعي وعياً ثورياً وقتالياً مقولة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر التي لخص فيها الموقف من قضية الصراع العربي الصهيوني والتي تقول: »إن الحق بغير القوة ضائع وإن أمل السلام بغير امكانية الدفاع عنه استسلام وإن المبادئ بغير مقدرة على حمايتها احلام مثالية مكانها السماء وليس لها على الارض مكان..«. والشاهد أن منطق ذلك العصر هو منطق لكل العصور وهو الدليل الماثل لما يجري اليوم من فلتان وارتهان للنظام الرسمي العربي للمخططات والمشاريع الأمريكية الصهيونية يترافق مع موجة قمع واستبداد للشعوب الغاضبة من تلك السياسات التي اهانت كرامة الامة وتآمرت على المدافعين عن شرف وسيادة وحقوق هذه الامة. اليوم ونحن نحتفل بذكرى الثورة الناصرية التي هزت عروش الطغاة يكرر التاريخ نفسه حيث تقوم حركات المقاومة في فلسطينولبنانوالعراق بنفس الدور الذي كان مطلع النصف الثاني من القرن العشرين- مرحلة يوليو- في الدفاع عن الامة من الهيمنة الامريكية والصهيونية. ولقد طالت صواريخ حزب الله في الجنوب اللبناني الاراضي العربية المحتلة في فلسطين وحققت معادلة توازن الرعب تحت قيادة البطل القومي الاسلامي حسن نصر الله. وكذلك ما ألحقه المجاهدون في فلسطين من خسائر فادحة بالعدوان والاحتلال الصهيوني. يا جماهيرنا العربية المجاهدة: إن نظرة فاحصة للانظمة العربية كفيلة بالاحاطة بما تضج به من مظاهر الخنوع والذل بل تجاوزت ذلك حد السماح والتواطؤ لضرب الشعب العربي اللبناني ومقاومته الشريفة وهو ما يحتم على الامة إسقاط العروش التي تساعد الصهاينة والامريكان لاحتلال البلدان العربية وتصفية مقاومتها الشريفة وضرب نسائها وأطفالها وشيوخها وبناها التحتية بمختلف الأسلحة التدميرية ومنها الأسلحة المحرمة دولياً.. ولقد صدق عبدالناصر حين قال »إن الاستعمار كشف نفسه وكذلك فعلت الرجعية بتهالكها على التعاون معه وأصبح محتماً على الشعوب ضربهما معاً وهزيمتهما معاً«. ولكي تتحقق هذه النهاية للاستعمار والرجعية تصبح الجماهير العربية مدعوة للوقوف وراء المقاومة العربية ودعمها مادياً وسياسياً وإعلامياً وقبل ذلك وبعده بتوفير الفرص للانخراط في صفوفها القتالية في فلسطينولبنانوالعراق. عاش نضال الأمة العربية.. والمجد والعزة لمقاومتها وقتالها المنتصر بإذن الله. صنعاء- 32 يوليو 6002م