أعلن مجلس قبلي سوداني، الأربعاء، مواصلة أنصاره لليوم الثالث قطع طريق بري حيوي وخط رئيسي للسكك الحديدية، يربطان العاصمة الخرطوم بمدينة بورتسودان شرقي البلاد. وعبر وضع المتاريس وجذوع الأشجار، يواصل عشرات من أنصار المجلس الأعلى لقبائل "البجا" شرق السودان، منذ الاثنين، غلق الطريق القومي الاستراتيجي الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان (أهم موانئ البلاد على البحر الأحمر) عند منطقة العقبة بولاية البحر الأحمر (شرق). كما يواصلون، أيضا، منذ اليوم ذاته، قطع خط السكة الحديدية "عطبرة بورتسودان" عند محطة صمد (على بعد 208 كيلومترات من بوتوسودان)، ما يعني أيضا قطع الطريق بين الخرطوموبورتسودان، وفق شهود عيان، وبيان سابق لوزارة النقل. وعادة، يحتج أنصار المجلس، الذي يترأسه محمد الأمين تِرك ناظر، على ما يقولون إنه "تهميش" مناطق شرقي السودان من التنمية، لكنهم صعدوا احتجاجهم مؤخرا بعد العثور على جثة لشاب من قبائل "البجا"، كان مفقودا بعد مشاركته في تظاهرات شهدتها العاصمة الخرطوم في 30 يونيو/ حزيران الماضي. وقال المجلس في بيان الأربعاء: "تم العثور على جثة المفقود عثمان عبد القادر المشارك في ذكرى 30 يونيو مساء الثلاثاء بعد إلقاء جثته في (نهر) النيل". وحتى الساعة 10:30 ت.غ، لم يصدر عن السلطات تعليق حول ما ذكره المجلس بخصوص العثور على جثمان عبد القادر. وتابع المجلس: "سنواصل التصعيد الثوري في الإقليم (ولايات شرق السودان) والإغلاق الكامل ووضع المتاريس على طول الطريق (القومي وخط السكك الحديدية عطبرة بورتسودان)"، مطالبا ب"القبض الفوري على المتهمين بقتل عبد القادر". وفي 30 يونيو الماضي، فرّقت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، تظاهرة في الخرطوم شارك فيها عشرات من قبائل "البجا"، وأوقفت عددا من المشاركين فيها. قبل أن تعلن هيئة دفاع سودانية، لاحقا، إطلاق السلطات سراح 42 من هؤلاء الموقوفين، دون أن يتضح إذا ما زال هناك موقوفون أم لا. وفي 30 يونيو 2019، خرجت مظاهرات كبرى لمطالبة المجلس العسكري آنذاك بتسليم السلطة للمدنيين، عقب فض اعتصام بالخرطوم، في 3 من الشهر ذاته، ما قاد إلى مفاوضات بين المجلس العسكري المنحل وقوى "إعلان الحرية والتغيير" (مدنية) أفضت إلى اتفاق بشأن إدارة المرحلة الانتقالية في أغسطس/ آب من ذلك العام. وتحتج قبائل "البجا" رفضا لمسار الشرق المضمن في اتفاق السلام الموقع في جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، بين حكومة الخرطوم وحركات مسلحة متمردة، حيث تشتكي من تهميش مناطق الشرق، وتطالب بإلغاء المسار، وإقامة مؤتمر قومي لقضايا شرق السودان، ينتج عنه إقرار مشاريع تنمية لها. وركزت وساطة مفاوضات سلام السودان في جوبا على 5 مسارات، هي: إقليم دارفور، وولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق، وشرقي السودان، وشمالي السودان، ووسط السودان. ومنذ 21 أغسطس 2019، يعيش السودان مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش و"قوى إعلان الحرية والتغيير" وحركات مسلحة وقعت مع الخرطوم اتفاقا للسلام، في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.