رفض التيار العربي في العراق رفضا قاطعا إبرام مايسمى بالاتفاقية الإستراتيجية بين حكومة العراق وأمريكا. وعقدت الأمانة العامة للتيار العربي في العراق اجتماعا استثنائيا بحضور الأمناء العامين للحركات والأحزاب المؤلفة لها لمناقشة ماسمي بالاتفاقية الاستراتيجية بين حكومتي العراق والولايات المتحدة الأميركية ، وبعد استعراض لمتابعة التيار عن كثب طوال الشهور الماضية لمراحل ومسارات انجاز هذه الاتفاقية وما اطلع عليه من بنودها السرية وأهدافها الآنية والمستقبلية، أعلنت الأمانة العامة مايلي : أولا : الرفض المطلق لهذه الاتفاقية وأهدافها وغاياتها الجائرة لأنها لانسجم مع تطلعات شعبنا في التحرر من الاحتلال واستعادة سيادته على وطنه وثرواته وخياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولانها تكرس الاحتلال الأميركي وتشرعنه وتطلق يده في سوم شعبنا مختلف صنوف الذل والهوان. ثانيا : تحذير أبناء شعبنا وأبناء امتنا العربية من مغبة الوقوع تحت تأثير ماكنة الإعلام الأميركية الغربية وبعض وسائل الإعلام العراقية التي تحاول ان تجمل هكذا اتفاقات وتموه حقائقها الدفينة وهي لاتختلف بأي حال من الأحوال عن أي صك من صكوك الانتداب الاستعماري التي تستهدف جعل العراق محمية أميركية هزيلة ومعسكرا أميركيا متقدما لغزو بلدان المنطقة وإجهاض أي تطلع وطني لها وتحويلها إلى توابع ضئيلة تدور في الفلك الأميركي وبؤرته الصهيونية تمهيدا لمسخ الخصائص الوطنية والقومية لشعوب المنطقة وتذويبها في مشروع الشرق الأوسط الكبير. ثالثا : يحاول بعض اللاهثين وراء الإبرام العاجل لهذه الاتفاقية تضليل شعبنا وايهامه بان توقيعها سيوفر للعراق خروجا من مظلة البند السابع واستعادة سيادته بينما الحقيقة التي لأتقبل الدحض أن توقيع تلك الاتفاقية سيخرج المحتل الأميركي من سلطة الأممالمتحدة ورقابتها وان كانت شكلية ومن مظلة القانون الدولي وان كانت لفظية كي يعيث فسادا وإفسادا وتدميرا ونهبا وعسفا وجورا في العراق فإذا كان البند السابع يقيد المحتل الأميركي وبرامجه في تمزيق وطننا ومحاولة إنتاج شعب بديل لشعبنا الرافض لغزوه واحتلاله وماترتب عن أثارهما فان الاتفاقية سيئة الذكر ستطلق يده في تخريب مالم يخرب وتدمير مالم يدمر ونهب مالم ينهب واستباحة مالم يستبح. رابعا : ان شعبنا غير ملزم بأية اتفاقية أمنية أو عسكرية أو اقتصادية أبرمت تحت الاحتلال وبتأثيره من قبل الحكومات السابقة أو الحكومة الحالية أو أية حكومة مقبلة، وانه ملزم وطنيا وأخلاقيا وقيميا بإلغائها بإرادته الوطنية المخلصة الحقيقية كما هو الحال مع صكوك الانتداب والاتفاقيات الاستعمارية الثنائية والإقليمية والدولية إبان الاحتلال البريطاني الأسود في النصف الأول من القرن الماضي. خامسا : يحذر التيار العربي الحكومة الحالية والأحزاب والحركات المشاركة فيها من مغبة اللهاث وراء المحتل الأميركي ومحاولة استمالته وإرضائه كي ينعم عليها باستمرارها على هرم السلطة، كما يحملها مسؤولية أية اتفاقية تعقد مع الاحتلال سرا ودون استفتاء شعبي حقيقي حر ونزيه. كما يحذر التيار وبشدة بعض الإطراف الحكومية التي تحاول أن تكسر الإجماع الوطني على رفضها وتمضي قدما بها تحقيقا لنوازعها الانفصالية خلافا لإرادة شعبنا بمختلف مكوناته المتآخية ، فان تهالكها على المحتل لن يضمن لها أبدا بلوغ أهدافها التمزيقية للوطن لان شعبنا وعى جيدا خفايا اللعبة ولن تنطلي عليه محاولات تزويقها وتزيين وجهها الكالح. سادسا : يدعو التيار العربي في العراق جميع فصائل شعبنا الوطنية والقومية وقواه الفكرية والثقافية والاجتماعية ومنظماته المدنية إلى وقفة واحدة شاملة وقوية لإسقاط هذه الاتفاقية وتعرية عرابيها وافشال جميع المساعي الهادفة إلى تحويل العراق إلى ثكنة عسكرية أميركية ومعتقل كبير لأبنائه الغيارى.