أكدت منظمة "هود" أن عدد المعتقلين يتزايد بسبب حرب صعده في هذا العام. و أن المئات تم اعتقالهم خلال الأشهر المنصرمة من عام 2009 بسبب أحداث صعده. كما تظل الغالبية قابعة في السجون. وأتى تقييم هود موافقاً لتقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان(هيومن رايتس ووتش) حول "وقائع الاختفاء والاعتقالات التعسفية في سياق النزاع المسلح مع المتمردين في شمال اليمن" حيث أكد التقرير أنه مع النصف الأول من عام 2008 توسع نطاق الاعتقالات و "الاختفاءات" القسرية، مع توسيع الحكومة من نطاق استهدافها للأشخاص لتشمل الإعتقالات أشخاصاً يقومون بتغطية آثار الحرب على المدنيين. و تقول دراسة "هود" لحالة المواطن نور الدين محمد فرج (18عاما) و المواطن سليم مسفر حسن (30عاما) أنه تم اعتقالهم بطريقة غير قانونية في 2 أكتوبر 2009 م في منطقة الصباحة غربي صنعاء العاصمة بينما كان سليم عائدا من زيارة لأهله في منطقة آنس بذمار وسط اليمن . نور الدين يعمل مع أخيه في محل اتصالات في صنعاء و سليم يعمل كسائق وقال فرج والد نور الدين سارداً قصة الاعتقال أن سليم سافر من صعدة لصنعاء ليبيع بضاعته ( الرمان). ثم قضى ثلاثة أيام مع أقاربه في ذمار" عند عودته لصعده ركب ابني معه ليوصله إلى مقر عمله في صنعاء" في الطريق اشترى سليم اثنى عشر برميلاً فارغ من منطقة متنة – حدود صنعاء من الجنوب الشرقي – من أحد التجار بثلاثين ألف ريال. وعندما وصل إلى منطقة الصباحة لم تسمح الشرطة له بأخذها. فطلب منهم أن يعيدها فرفضوا و تم اعتقال سليم و نور الدين و ابن أخ سليم البالغ من العمر سبع سنوات و قال فرج أن مدير أمن منطقة الوحدة طلب توفير ضمانة لسليم و سيتم الإفراج عنهم. و بالرغم من توفير الضمانات اللازمة إلا أنهم يماطلوننا في إطلاق سراحهم حتى هذه اللحظة. تصف "هود" هذه الحالة كصورة لإستمرار انتهاك حقوق الإنسان واستنكر أحمد عرمان السكرتير التنفيذي لمنظمة "هود" الاعتقال مشيراً أن السبب إما أن يكون بسبب أن رقم سيارتهم يحمل الرقم عشرة أي أنها من محافظة صعدة وهذا يعتبر استهداف بحسب الانتماء وناشد الطفل البالغ سبع سنوات ، ربيع خالد مسفر ، الجهات المسؤولة أن يتم الإفراج عن عمه (سليم) وكان الطفل ربيع قد اعتقل مع عمه لمدة ثلاثة أيام و من ثم أفرج عنه ليعيش مع أناس لا يعرفهم حيث قال فرج أن أسرة الطفل في صعده و عمه معتقل فقبل أن يأخذه معه "لأني أعتقد أنه سيتم الإفراج عنه بعد يومين أو ثلاثة أيام" و طالب فرج الإفراج عن ابنه و تعويضه عن الخسائر التي لحقت به بسبب متابعته للقضية حيث خسر بحدود مائتي ألف ريال مواصلات و تصوير أوراق و ترك عمله ليستطيع متابعة القضية. كما أوضح تقرير "هيومن راتيس ووتش" أن من تم القبض عليهم يشملون طيفاً واسعاً من الأشخاص، بمن فيهم الأفراد الذين لم يشاركوا بشكل نشط في الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية. و قسمهم التقرير إلى أشخاص تم احتجازهم فعلياً كرهائن للضغط على أسر يتلوهم الهاشميون، من أتباع الطائفة الزيدية الشيعية ، أو من تم الاشتباه في (تعاطفهم) مع المتمرديين. وأكد التقرير أن المنظمات اليمنية لحقوق الإنسان وثقت العشرات من وقائع الاختفاء و مئات من عمليات الاعتقال التعسفي في مختلف مراحل النزاع منذ عام 2004 ," في تقرير كتب بتاريخ 24 أكتوبر 2008 .