كتب/ حسين زيد بن يحيى نحن عنوان الأرض المتباكى عليها ،واسمها من اسمنا مسيلة آل شيخ بن يحيى- تريم -حضرموت،أما أنسابنا ولا فخر هي العروبة وعنوان مجدها ،ضف أن أيادينا بيضاء لم تتلوث بل نحن ضحايا العنف الثوري ،حيث من سحل هم أهلنا ،وأملاكنا في أبينوحضرموت أممت وآباؤنا وأعمامنا منهم من سجن والأخر شرد ،كل ذلك تناسيناه ايمانا بتصالح والتسامح ،رافضين استعداء "الاشتراكي" وثورة 14 اكتوبر ،ومن ذلك الارث نستمد الثقة ،لا نتمنن او نتطاول ،لكن تذكيرا للمتباكين عندما كنا معا بالمعتقل ،وايضا لمناضلي الملاهي الليلية في أوروبا ،وكذا ذلك النفر من مرضى صولجان السلطة وبهرجتها تحت مسمى "تيار اصلاح مسار الوحدة" ،في ذات الوقت الذي كنا ندعو فيه لحق تقرير المصير ،استعادة الدولة ورفض اليمننة تحت حجج واحدية الثورة ،الثورة الام والفرع والاصل. وبالتالي نرفض ان يزايد علينا احد ،ولا قائد أو بطل إلا الشعب الجنوبي الأصيل ،لذا بصوت عال نقول ما نعتقد انه الصواب ،ولا نخشى المرجفين والذين في قلوبهم مرض ،ورفضا منا للثقافة الماضوية الاقصائية ندعو للإقرار اولا ان "الجنوب "لكل مواطنيه ،مما يعني الاعتراف بحق الجميع افرادا وجماعات الحلم كيف يكون "الجنوب" مستقبلا؟!. عبر صناديق الاقتراع المعبرة عن ارادة اناس احرار متساوين دون اكراه او وصاية ،والسؤال :حتى الوصول لتلك الحالة ما هي المتطلبات ؟!. هنا تبرز الحاجة لدراسة جادة لتاريخ حركتنا الوطنية منذ خمسينات القرن الماضي حتى الاستقلال الاول 30/11/67م ،ومن ثم الدولة الوطنية الناشئة ودخولها طوعيا وسلميا للوحدة مع دولة "ج.ع.ي" وصولاً إلى حرب صيف 94م التي أفضت لبسط سيطرة "القوات الشمالية" على كل الجنوب بالقوة ،بالطبع ذلك لا يعني إغفال ارث الماضي وواقع التكوينات السابقة، حيث يصل إعمار بعض تلك "السلطنات الإمارات "مئات السنين ،وما ترتب عليه من خصوصيات ثقافية وتقاليد ومصالح يصعب إنكارها والقفز عليها. إدارة الظهر لإرث التاريخ ،مع غياب الرؤية المسبقة ،والأخذ بالحلول المقلوبة دون تلمس خصوصية الواقع وماذا يريد الناس هو ما ادخالنا "جحر" الحمار في 22 مايو 90م. لذلك نحن بحاجة لمراجعه نقدية فكرية وسياسية، نخرج بعدها برؤية واقعية تجنبنا اخطاء الماضي ، ورؤية كهذه سيلزمها خطاب جديد إن لم يكن سابقاً عليها ملازما لها ، خطاب قادر على طمأنة كل الجنوبيين بما فيهم إخواننا في سلطة 7/7 ، ناهيك عن شركائنا في "الحراك" المنتمين للأحزاب والتنظيمات السياسية المختلفة ، ووحده الخطاب المقنع الرصين يوفر قاعدة يقف عليها الجميع ، وبما يبعث برسائل للعالم إننا لن نذهب للفوضى الخلاقة بل قادرين على حفظ مصالح كل الأطراف في هذه المنطقة الحيوية والحساسة . وبعيدا عن المواربة لابد من إبداع خطاب تصالحي من الأحبة من مواطني "ج.ع.ي" الذين يعانون من ذات السلطة التي تستبيح الجنوب، وكلنا يعلم أن شعار هذه السلطة: "خير بلادنا لنا ولأولادنا" الذي يعكس حقيقة فلسفة سلطة ممثلة لمصالح 16شخص + 1... وتجاهل ذلك الواقع غباء سياسي ،فإن عجزنا اليوم عن ايجاد تقاطع مصالح تحالفية ، الحكمة تدعو إلى تحييدها على طريق إسناد انتفاضتها على خصم الجميع ، بدلا من "بلادة" استفزازها بشعارات "بلهاء" تدفعها دفعا للاصطفاف خلف مستبديها ضد "الحراك" ، ولا يخفى على احد ان الساحات "الشمالية" مثخنة بجراحات سلطة 17يوليو مع ضعف ملحوظ لقوى التغيير الجاد فيها. افتعال الحياء ،وعدم التطرق الجاد لتلك المسائل يوسع قاعدة الاستعداء للحراك الشعبي السلمي الجنوبي ،ويدخله في عبثية صراعات كان يمكن تجنبها ،وبكل أسف تخشب خطابنا الإعلامي وتخلفه وتطرفه غير المبرر يوفر أرضية تنمو عليها فسيفساء الانقسامات الجنوبية ،وهذا مبرر دعوتنا الصادقة للبحث وبجدية عن رؤية واقعية تحقق أهداف "الحراك" بأقصر الطرق ،بخطاب جديد يوصلنا لما نريد بأقل الكلف ،وبما يطمئن الداخل والخارج بأن مرحلة ما بعد انتصار أجندة "الحراك" هي الخيار الأمثل والأفضل للجميع. * حكمة: من اروع ما قاله شاعر ابين الكبير المرحوم "المشطر" : هذا زمان الهيك يا سعد من كان هيكه منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن. [email protected]