في حديث فخامته بمناسبة الذكرى (49) لثورة الرابع عشر من اكتوبر تحدث هادي عن الملامح المستقبلية لليمن واضعا مفردات براقة ومصطلحات ربما غفل عنها اوباما في برنامجه الانتخابي، ولا اخفيكم امراً اني تخيلت اليمن وهي تخرج من المرحلة الانتقالية تنافس ماليزيا. فهل ستبقى هذه المصطلحات مجرد احلام يتوارثها الرؤساء في خطاباتهم كلما هلت ذكرى وطنية ، ام اننا امام منعطف جديد في مرحلة البناء التي لاتزال معالمها غائبة، وعجلت التنمية التي لم نسمع يوما انها خطت ولو لخطوة واحدة ، وغيرها من المصطلحات والعناوين الكبيرة التي انسابت في خطاب فخامته وتكررت على مسامعنا لثلاثة عقود. من وجهة النظر الشخصية، أعتقد ان الرئيس هادي يتنبأ لما ستكون عليه اليمن بعد الف عام لو من الله عليها بالقوي الامين، فهل يدرك هادي مفردات خطابه ام انه ينحو على نحو اسلافه ، وهل اشمأز من الخطاب وهو يتابعه في نشرة التاسعة ؟ يبدو ان الموديل الجديد من الرؤساء يتباهون في فن الخطابة والضحك على مجتمعاتهم بالتغني في المنجزات الوهمية والتي لم يدرك منها المواطن شيئا ، لكن اليس من حقي كمواطن يمني ان اسأل فخامة الرئيس عن ثورة اكتوبر بشرط ان لا احرجه عن موقفه آنذاك من ثورة اكتوبر واين كان موقعه؟ وهو سؤال ينخر بذاكرة كل متابع.. فما الذي تحقق من أهداف ثورة أكتوبر؟ فخامة الرئيس.. لسنا بحاجة الى تكرار فزلكة من سبقوك بالحديث عن الثورة وعن المنجزات الوهمية، فالواقع على الارض شاهد حي، ويكفي ان نسرد من رحم تشرين بعض المفارقات، ففي حين كان الاحتلال البريطاني يسيطر عمليا على (20) الف كم2 مربع كثكنات ومراكز.. يسيطر بعض النافذين اليوم من القيادات العسكرية والجهوية على (83) الف كم2، وفي حين كان تلفزيون عدن هو اول تلفزيون عربي.. ها هو اليوم يعاني ما يعاني.. وجامعة عدن تصارع الموت في كل يوم ، ناهيك عن التراجع في مدنية المجتمع وتحويل بعض المحافظات من ليبرالية الفكر الى ارهابية الطابع.. فهل يملك الرئيس الشجاعة ليقول كل هذا بوضوح.. وان هذه هي منجزات الثورة والوحدة؟ لا يوجد ادنى شك لدى السواد الاعظم من المجتمع اليمني حول طموح الرئيس هادي في وضع اللبنات الاساسية تمهيدا لانتقال اليمن الى ما يسمى "دولة"، وبنفس الوقت لايوجد أدنى شك لدى المثقفين ومتابعي الشأن اليمني بأن الرئيس هادي لا يملك القرار، وكل يوم يمر من الفترة الانتقالية تتلاشى فيها الاحلام بإمكانية امتلاكه للقرار في ظل إعادة الإنتاج لقوى راديكالية ومراكز قبلية شكلت العائق الأكبر أمام أي تقدم في المرحلة السابقة وكانت الأساس في صناعة الازمات التي عصفت بالبلاد. ختاما.. لن نطلب من الرئيس الكثير، لكننا سنطلب منه باسم شهداء (سبتمبر واكتوبر) والدماء الزكية على ترابنا الطاهر ان يسعى جاهدا لتحويل قبيلة اليمن الى مشروع دولة يتمتع ابناؤها بالمواطنة المتساوية ويحكمها النظام والقانون.. لا شريعة الغاب.