استقبل المواطنون في محافظات الجمهورية رمضان في ظل أوضاع معيشية بالغة السوء، تتمثل بانعدام المشتقات النفطية وانطفاء دائم للكهرباء، بالإضافة إلى انفلات أمني طال عددا من المحافظات والمديريات. وفي الوقت الذي أعلنت أمنية العاصمة خطة أمنية أشركت فيها عقال الحارات خلال شهر رمضان المبارك، قتل أمس الأول الاثنين شخص من آل الحباري، وأصيب سبعة آخرون في هجوم مسلح على منزل رجل الأعمال المعروف علي الحباري في الحصبة بالعاصمة صنعاء. وقالت مصادر: أن مسلحين هاجموا منزل على الحباري في الحصبة مساء الاثنين. وأوضح عضو مجلس الشورى يحيى الحباري - في بلاغ صحفي - أن مجموعة من المسلحين هاجموا منزل والده رجل الأعمال الحاج علي الحباري الكائن في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء قبل صلاة المغرب بنصف ساعة، وأخذوا يطلقون الرصاص بشكل جنوني ما أدى إلى مقتل جلال عبدالولي الحباري وإصابة سبعة أشخاص آخرين، ثلاثة منهم في حالة خطيرة. وفي الوقت الذي انحسرت أزمة المشتقات النفطية، وتم توفير الكميات المخصصة لإعادة تشغيل مضخات المؤسسة العامة للمياه وتزويد المواطنين بالمياه بعد انقطاع دام لعدة أشهر بسبب أزمة المشتقات لا تزال عدد من الأحياء في العاصمة التي وصلها مشروع المياه تعاني الأزمة، وهو ما أثار حالة غضب في أوساط المستفيدين في الدائرة الرابعة، وأقدم المئات من المواطنين بقطع عدد من الشوارع وأغلقوها إغلاقاً كلياً في منطقة المشهد، مطالبين بتوفير المياه المقطوعة على منطقتهم منذ بداية شهر رمضان. وفيما يؤكد فشل الدولة في حماية الطرقات العامة، خصوصا الطريق الاستراتيجي الذي يربط محافظة الحديدة بالعاصمة صنعاء وتأمين إمدادات النفط تمكنت وساطة قبلية - الأحد - من رفع قطاع قبلي بين أبناء مديريتي "حراز" و"أرحب" على خط "الحديدة - صنعاء"، والذي دام لأكثر من أربعة أشهر إثر مقتل أحد أهالي "حراز" بمديرية أرحب عن طريق الخطأ. وفي تصريح صحفي أكد الشيخ/ عبدالله ناجي أحمد الشندقي، رئيس لجنة الوساطة، وأحد مشايخ خولان، أنه وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، لحل الخلافات القبلية العالقة قد تم الإفراج عن أكثر من 20 ناقلة وقود ومركبات أخرى كانت محتجزة في منطقة حراز جراء ذلك الخلاف، وأكد أن لجنة الوساطة قامت بتحكيم أولياء الدم بحوالى 26 بندقًا، وأنها في طريقها لإنهاء القضية من جذورها خلال الأيام القليلة القادمة. إلى ذلك حملت مصادر مقربة من أولياء الدم محافظ صنعاء والأجهزة الأمنية بالمحافظة المسؤولية الكاملة عن تفاقم المشكلة، مؤكدين بأن التجاهل المتعمد من قبل الجهات المعنية لقضيتهم هو من اضطرهم إلى القطاع القبلي واحتجاز عدد من الناقلات المحسوبة على الطرف الآخر. وفي ما يدل على فشل كافة الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات المحلية والأمنية في محافظة البيضاء عقب لقاء رئيس الجمهورية بمشايخ وعقال والسلطة المحلية بالمحافظة قتل جنديان - أمس الأول - في البيضاء، وقال مصدر محلي في البيضاء: إن مسلحين على متن دراجة نارية أطلقا النار على الجنديين في منطقة مشعبة الواقعة بالقرب من مدينة البيضاء قبل أن يلوذا بالفرار، واكتفت أجهزة الأمن بفتح تحقيق في الجريمة التي تأتي ضمن سلسلة هجمات متتالية تستهدف منتسبي الجيش والأمن في العديد من المحافظات. وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت وسط الشارع العام بمدينة البيضاء في ساعة متأخرة من مساء السبت. وذكر مصدر محلي أن عبوة ناسفة انفجرت وسط الشارع العام دون أن يسفر الانفجار عن أية إصابات نظرًا لخلو الشارع من المارة لحظة الانفجار. وفي محافظة عدن التي تشهد انفلاتًا أمنيًّا قطع العشرات من المتظاهرين الغاضبين - مساء الأحد - شوارع مدينة خور مكسر احتجاجا على استمرار اعتقال السلطات الأمنية في مدينة عدن مسئولا في مطار عدن الدولي، اعتقل قبل أيام على يد المخابرات اليمنية، وطالب المحتجون هي إطلاق سراح الزغلي نائب مدير مطار عدن. وكانت قوات أمنية تابعة لمكافحة الإرهاب قد اقتحمت منزل نائب مدير مطار عدن - الأربعاء في مديرية خور مكسر, وأطلقت النار بطريقة كثيفة على منزله قبل أن تقوم باعتقاله. وفي محافظة حضرموت تصاعدت هجمات القاعدة على عدد من المنشآت، فعقب مهاجمة مطار سيئون، الخميس الماضي، باشرت عناصر القاعدة شهر رمضان باقتحام مستشفى العبر، وقالت مصادر أمنية: إن ما لا يقل عن خمسة جنود يمنيين وأربعة يشتبه في أنهم متشددون إسلاميون قتلوا في هجومين بجنوب اليمن يوم السبت مع بدء شهر رمضان. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية: أن أربعة مهاجمين وجنديين قتلوا عندما هاجم من يشتبه في أنهم متشددون مستشفى في بلدة القطن بجنوب شرق اليمن كما أصيب ثلاثة جنود. وفي محافظة لحج هاجم مسلحون مجهولون في مدينة الحوطة كانوا يستقلون دراجات نارية نقطة تفتيش تتبع الجيش وقتلوا ثلاثة جنود، ولاذوا بالفرار. كما دارت اشتباكات بين جنود من الأمن الخاص، ومسلحين، ما أدى إلى مقتل جندي ومواطن، وأصيب جندي ثاني بجراح وصفت ب"البليغة"، وقالت مصادر محلية، إن مسلحين باغتوا الجنود، أثناء دخولهم السوق، لغرض شراء بعض الحاجيات، وأطلقوا النار باتجاههم. وأفاد المصدر: أن الجنود ردوا على مصدر النيران، وأن إطلاق النار الكثيف تسبب في مقتل أحد المواطنين المتسوقين، وجندي، فيما وصفت إصابة الجندي المصاب بالبليغة. وفي مديرية ردفان أغلق أعضاء في اللجان الشعبية في بلدة الحبيلين بردفان جنوبي اليمن محلات تجارية احتجاجا على ما قالوا إنه حرمانهم من مستحقات مالية لدى السلطات. وقال مصدر محلي إن أعضاء في اللجان الشعبية نفذوا - الخميس - احتجاجات في الحبيلين، وقطعوا الطريق العام احتجاجا على حرمانهم من مستحقات مالية أوقفتها سلطات محافظة لحج. وقال المصدر: إن "أعضاء اللجان الشعبية أغلقوا محلات تجارية يملكها شماليون، وطالبوا بصرف مستحقاتهم المالية التي يقولون إنها صرفت لأشخاص غيرهم". وفي محافظة الضالع التي تمددت إليها ظاهرة الاغتيالات بواسطة دراجات نارية تجددت المواجهات بين مسلحين وقوات الجيش - السبت - مما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة 16 شخصاً آخرين، بينهم 6 جنود إثر تجدد الاشتباكات بين مسلحين ومدرعات عسكرية تابعة للواء 33 مدرع بالضالع، الجمعة، وتضاربت الأنباء بخصوص الاشتباكات، ففيما ذكر شهود عيان لمراسل وكالة "خبر" للأنباء، أن اشتباكات مسلحة اندلعت حينما داهمت مدرعات عسكرية نقطة نصبها مسلحون على الخط العام. قالت مصادر أمنية: إن عناصر مسلحة نصبت كميناً لعدد من المدرعات العسكرية كانت تقل موادا غذائية وتموراً من معسكر عبود بالضالع إلى معسكر قعطبة التابع للواء، وإنه تم استهداف القافلة بمنطقة الجليلة، وامتدت الاشتباكات حتى مفرق الشعيب.