لا تزال أزمة المشتقات النفطية مستمرة رغم تطمينات شركة النفط اليمنية بوجود كميات كبيرة من البنزين والديزل الأكثر استهلاكاً في الأسواق المحلية، وخلال جولة ميدانية اليوم شوهد طوابير طويلة من السيارات بانتظار دورها في التموين. ووفق المصادر فان أزمة المشتقات النفطية عمت مختلف المحافظات وان الطوابير هي الاخري باتت مشهد مألوف في مختلف المحافظات والمديريات الشمالية بالإضافة إلى إن الوضع التمويني في محافظة عدن لا يقل سوا عن الوضع في الشمال . أسواق الغذاء هي الأخرى لم تستقر بعد وخصوصاً في مادة القمح التي انعدمت من الأسواق نتيجة ارتفاع الطلب عليها من قبل المستهلكين في الريف والحضر ليس لغرض الاستهلاك وحسب بل لغرض التخزين في المنازل ووفق تجار مواد غذائية فان الطلب على القمح ارتفع بنسبة كبيرة ولايزال الطلب متزايد رغم انتظار الأسواق تزويدها بكميات من القمح خلال اليومين القادمين إلا ان احد تجار القمح والدقيق في منطقة مذبح توقع ان تتواصل ألازمة بسبب استمرار حالة الهلع السائدة في أوساط المواطنين وفيما يتعلق بمادة الدقيق والزيوت والسكر والأرز فلم يرتفع أسعارها إلا بنسبة ضئيلة في السوق نتيجة توفرها بكميات تجارية بالإضافة إلى ان الدقيق غير قابل للتخزين ولذلك فان معدل الطلب عليه قليل خلافا لمعدل الطلب على القمح . وعلى الرغم من تأكيدات موردي القمح في اليمن والذين ارتفع عددهم إلى أكثر من 20 مورد بعد أن كان استيراد القمح محتكر على أربعة جهات مستوردة خلال الأعوام الماضية وتوفر كميات تجارية من القمح في صوامع الغلال في الحديدةوعدن إلا إن عملية نقل القمح من المحافظتين الساحليتين إلى عواصمالمحافظاتاليمنية أصبحت مكللة بالخطر في ظل استهداف ناقلات الدقيق من قبل الطيران الحربي السعودي وحلفائه وهو ما سيضاعف من أزمة القمح في الأسواق المحلية ويفتح المجال للمغالاة في أسعارها من قبل ضعاف النفوس . وفي ذات السياق قصف الطيران السعودي أمس الأحد عدد من القاطرات المحملة بالقمح في مديرية حيس محافظة الحديدة وكانت القاطرات في طريقها إلى محافظة تعز التي تعاني من أزمة خانقة بالقمح والتي وصل أسعارها إلى 10 الف ريال في السوق السوداء خلال الأيام الماضية . وقالت المصادر ان طيران التحالف السعودي قصف ست قاطرات محملة بأكثر من 170 طن من القمح ونجم عن استهداف القاطرات مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة تسعة آخرين، وعلى الرغم من ان استهداف إمدادات القمح أثار استياء واسع في أوساط المواطنين الذين اعتبروه دليل على ان عاصفة الحزم التي أعلنتها السعودية قبل 11 يوم لا تستهدف جماعة بعينها أو حزب وإنما الشعب اليمني برمته خصوصا وان السعودية وحلفائها كشفت عن وجود نوايا بفرض حصار اقتصادي شامل على اليمن من خلال وقف حركة المواني المحلية وتعطيلها ومنه السفن التجارية من تزويد البلاد بالمواد الغذائية الأساسية التي لا يمكن العيش بدونها كالدقيق والقمح والسكر والأرز . المتحدث الرسمي باسم تحالف عاصفة الحزم العميد محمد العسيري اعترف باستهداف قاطرات القمح في مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة ولكنة برر كالعادة استهداف القاطرات الست بأنها كانت تحمل مقاتلين ومواد حد قوله. إلى ذلك وفيما له علاقة بأزمة المشتقات النفطية التي تصاعدت إلى أعلى المستويات في مختلف المحافظات قتل شخص وإصابة أربعة آخرين في محطة عبدالله فاضل الكائنة جوار دوار الساعة بالحديدة. ووفق مصادر محلية فان خلاف بسبب دور التموين بين شخصين تسبب بمقتل احدهما وإصابة أربعة آخرين نتيجة التدافع الكبير الذي حدث أثناء الحادثة خوفاً من احتراق المحطة وانفجارها .