نشر معهد بروكنجز تقرير حديث تساءل عن السر خلف السكوت على سيطرة القاعدة على حضرموت وتوصل إلى ان الحرب في اليمن بها منتصرٌ محليٌ واحد هو القاعدة مشيرا إلى انه لا يبدو على السعوديين الاهتمام، بشكل مثير للاستغراب إذ لم يتم يستهدف طيرانهم إمارة القاعدة في الوقت الذي تستنزف فيه المدن اليمنية وهو ماعده ترحيب من الرياض بالقاعدة كحليف ضد الحوثيين وقال التقرير انه ومنذ بدء الحرب اليمنية، لم يستهدف الطيران السعودي الحربي وشركاؤه في التحالف إمارة القاعدة في حضر موت؛ إذ لم تستهدف إطلاقًا في وقت تستنزف به المدن اليمنية الأخرى. وكنتيجة لذلك؛ لجأ النازحون اليمنيون إليها بحثًا عن الحماية والملجأ، كما ظل الميناء مفتوحًا لبعض التحركات، بعكس الموانئ الأخرى التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون. رغبة الرياض الظاهرة للتسامح مع معقل القاعدة الكبير على الحدود الجنوبية أدت للحديث عن نظريات للمؤامرة في اليمن بأن السعوديين يرحبون، ضمنيًا على الأقل، بالقاعدة كحليف ضد الحوثيين. هناك شكوك باقية بأن المملكة قد ترغب بالاستيلاء على حضرموت للوصول إلى المحيط اليمني وكطريق لأنابيب النفط للمكلا، والتي قد تسمح بوصول النفط للبحر بدون نقله عبر مضيق هرمز. منذ بداية نيسان/ أبريل، سيطر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على خامس أكبر مدن اليمن: المكلا، وكثير من محافظة حضرموت المحيطة بها. حضرموت هي أكبر محافظاتاليمن، وتضم ما يقارب ثلث إنتاج اليمن النفطي قبل الحرب. أما المكلا، فهي ثاني أكبر الموانئ اليمنية على المحيط الهندي بعد عدن. مئات داعمي تنظيم القاعدة ذهبوا للمكلا بعد الهروب من السجون في أجزاء أخرى من اليمن منذ بدء الحرب. يسيطر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على المكلا بالتعاون مع تنظيمات سلفية محلية أخرى. في البداية، تجنبت فرض قوانين إسلامية صارمة للحفاظ على الدعم العام. منع التنظيم "القات" بشكل رسمي، لكن تطبيق ذلك كان اسميًا في البداية. الآن، أصبح التنظيم أكثر صرامة؛ إذ تفرض الشرطة الدينية قوانين متشددة على التصرف، كما دمرت مواقع دينية صوفية، وأصبح منع القات أكثر حزمًا. يواجه التنظيم معارضة في حضرموت من قبل تنظيم الدولة، الذي قام بهجمات صغيرة هناك. شمال حضرموت تسيطر عليه قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لكنها تجنبت الصراع مع التنظيم بشكل عام. الطائرات الأمريكية بدون طيار هاجمت أهدافًا للقاعدة في المكلا وحولها بنجاح منذ نيسان/ أبريل، بما في ذلك مقتل زعيم التنظيم ناصر الوحيشي في حزيران/ يونيو. قيل إن الوحيشي لم تتم مهاجمته تحديدًا؛ إذ قتلته ضربة مزعومة هناك. حل مباشرة مكانه كزعيم للتنظيم قاسم الرايمي، القائد العسكري للتنظيم، والذي اشترك في محاولة عام 2009 لتفجير طائرة في طريقها من ديترويت إلى أمستردام في عيد الميلاد. من قاعدته في حضرموت، ينفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هجمات قاتلة على أهداف حوثية في صنعاء والمدن الأخرى. باستخدام قاعدته في المكلا، استهدف مسلحو التنظيم مساجد شيعية وقادة ودوريات حوثية، وأهدافًا أخرى. تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يسمي نفسه أحيانًا "أبناء حضرموت"، في سعي لتأمين الدعم المحلي. لم يتخل التنظيم عن أهدافه بالجهاد العالمي، كما لم يترك عداءه للسعودية. ومن الممكن القول إن إبراهيم العسيري، صانع المتفجرات المحترف مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يعد من مكان ما في حضرموت لمزيد من الهجمات ضد أمريكا والسعودية
