الوسط تقرير تحاول الإمارات ايهام العالم بانسحابها من الجنوب متخلية عن أي مسئولية قادمة عن ضلوعها في تفجير الأوضاع في الجنوب مع تصاعد حالة التوتر حالياً بين القوات الموالية لها وبين قوات هادي، حتى لا تتعرض للوم من قبل المجتمع الدولي، وتبرر أي اتهامات قد توجه لها باحداث فتنه في الجنوب والانقلاب على الشرعية من المحافظاتالجنوبية والشرقية فابو ظبي تعمدت تسريب اخبار انسحابها من عدد من المحافظاتالجنوبية ومن الساحل الغربي ومن مأرب ، ولكن الحقيقة أن ماتناولته وسائل اعلام دولية مفرغ من المضمون ، ومجرد تسريبات مسبقة لأبوظبي توكد انفجار الأوضاع في المحافظاتالجنوبية بين القوات الموالية للمجلس الإنتقالي الجنوبي والقوات الموالية لهادي وحزب الإصلاح . ووفقاً لمصادر متعددة سحبت الأمارات قطع ومعدات عسكرية من جبهة صرواح (غرب مارب) على ان تحل محطة باتريوت سعودية محل محطة الباتريوت التابعة للإمارات وذلك في إطار توتر الأوضاع بينها وبين الإصلاح في المحافظاتالجنوبية ، الا ان وكالة "رويترز" نقلت عن اثنين من الدبلوماسيين، أمس، قولهما: "إن الإمارات سحبت بعض القوات من ميناء عدنالجنوبي ومن الساحل الغربي لليمن"، لكن لا صحة لتلك التسريبات التي تقف ورائها أبو ظبي للتخلي عن مسئوليتها القانونية والأخلاقية تجاه الممارسات التي تنتهك حقوق الانسان في السجون السرية في المحافظاتالجنوبية او عن أي صراعات قد تحدث خلال الأيام القادمة بين حكومة هادي المعترف بها دولياً وبين قوات موالية للإمارات تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً ايضاً والذي يسعى إلى فرض سيطرة كاملة عن الجنوب وإعلان الانفصال عن الشمال بدعم إماراتي ، بينما الإمارات ملتزمة امام الأممالمتحدة بالحفاظ على الوحدة اليمنية وهي عملية إلتفاف مكشوفة وتهرب واضح من قبل الإمارات عن أي التزامات بهذا الجانب . وبالتزامن مع تصريحات مسئول إماراتي بأن أبوظبي لن تضع أي فراع في اليمن ، كثف الضابط الإماراتي راشد الغفلي الذي يشعل منصب القائد العام لقوات التحالف العربي في مدينه عدن اليوم السبت تحركاته الميدانية إلى لحج والضالع ، وأفادت مصادر محلية أن الغفلي الذي قام بزيارة إلى معسكر اللواء الرابع دعم وإسناد ولإدارة الأمن في محافظة لحج صباح اليوم السبت لتفقد أحوال اللواء والاطلاع على سير العمل فيه والاستعدادات اللازمة والاحتياجات التي يطلبها اللواء وإدارة الأمن والتأكد من الجاهزية القتالية لدى قادة وأفراد اللواء والأمن ، يعد رسالة رد إماراتية باستمرار وجودها في الجنوب وعدم خروجها باي حال من الأحوال ، فالضابط الإماراتي الذي يرتدي رتبة عمية اصبح الحاكم العسكري في الجنوب وأمر مختلف التشكيلات العسكرية الموالية للإمارات ، وعلى مدى السنوات الماضية لم تكن هناك قوات كبيرة للإمارات في جنوباليمن ولم تشارك أبوظبي خلال العامين الماضيين بقواتها في الساحل الغربي وفي معارك الضالع ، وانما تستخدم قوات مواليه لها مدعومة منها اسستها في المحافظاتالجنوبية والشرقية لتنفذ اجندتها في الجنوب ، وتتقرب من خلالها إلى باب المندب والساحل الغربي وتسيطر من خلالها على موانئ البحر العربي وميناء الحديدة ، فالإمارات ليس لها تواجد عسكري مباشر حتى تقلص قواتها وكل القوات الإماراتية الموجودة في جنوباليمن وفي الساحل الغربي لاتتجاوز العشرات من الضباط والمساعدين الذين يشغلون جميعهم مناصب قيادية ، بل تحارب أبو ظبي في الجنوب وفي الساحل الغربي بأبناء الجنوب مستغلة شغفهم لإستعادة الدولة من جانب ومايعانون من فقر ومن فراغ لتحويلهم إلى أدوات موالية لها ، فعلى مدى السنوات الأربع من تدخل الإمارات في اليمن لم يقتل من جنودها سوى العشرات خلال العام الأول من تدخلها في موقعة صافر التي خسرت فيها الإمارات العشرات من جنودها وموقعة شعاب الجن في باب المندب التي قتل فيها كبار القيادات الإماراتية والسعودية بصاروخ توشكا اطلقه الحوثيين ، يضاف إلى مقتل 4 جنود إماراتيين بحارة العام المنصرم خلال محاولة الإمارات القيام بإنزال بحري في الدريهمي ، يضاف إلى مقتل اعداد محدد لا تتجاوز أصابع اليد من الجنود الإماراتيين في هجمات متفرقة شنها الحوثيين على مقر القوات الموالية لهم ، ولم يسجل مقتل جندي إماراتي واحد خلال معارك الساحل الغربي العام الماضي بينما قتل وأصيب في الساحل مايزيد عن 3000 جندي جنوبي . ورغم ذلك تحاول الإمارات التي انكشف دورها غير المباشر في الجنوب ووقوفها وراء مسلسل كبير من تصفيات القيادات الدينية في عدن والقيادات العسكرية الجنوبية الرافضة لوجودها ولممارساتها، وضلوعها في إنشاء العشرات من السجون السرية وارتكابها جرائم ضد الإنسانية أصبحت مشهودة عالمياً، تحاول أبوظبي إيهام العالم بأنها تقوم بالانسحاب من الجنوب تحت مبررات لا صحة لها ، بهدف صرف نظر الرأي العام الدولي عن جرائم أبوظبي في اليمن .