حذر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط من ان بلاده لن تسمح باقتحام حدودها ثانية، مؤكدا ان "من سيكسر خط الحدود المصرية ستكسر قدمه"، في حين برأت واشنطن أهل غزة من أزمة الحدود لتدين حركة "حماس". وقال أبو الغيط بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أمس، "من سيكسر خط الحدود المصرية ستكسر قدمه" مذكرا بأن بلاده سمحت للفلسطينيين بالعبور إلى أراضيها لأسباب إنسانية بحتة. وجاءت تصريحات أبو الغيط العنيفة هذه، على غير عادة، خلال مقابلة أجراها معه التلفزيون المصري ونقلت مقتطفات منها وكالة أنباء الشرق الأوسط. وحمل الوزير "إسرائيل" مسؤولية الوضع الراهن في قطاع غزة "لأنها ردت على إطلاق الصواريخ الفلسطينية بعقاب جماعي". ولكنه لم يوفر من انتقاده حركة "حماس". وقال ان الصواريخ التي تنطلق من غزة بدأت تسقط قرب محطة كهرباء ومخازن للوقود داخل "إسرائيل" تمد قطاع غزة بالوقود والكهرباء، واصفا مواجهة "حماس" مع "إسرائيل" بأنها "مواجهة كاريكاتورية ومضحكة". وقال إن "حماس عقب سيطرتها على القطاع قررت الاشتباك مع "إسرائيل"، لكن هذا الاشتباك يبدو كاريكاتوريا ومضحكا لأن الاشتباك مع خصم بمعركة يعني ان تلحق به ضررا، لكن لا تشتبك لكي تتلقى انت الأضرار". وأضاف "اليوم، الصواريخ التي تطلق إما تعود مرة أخرى لتقتل أبناء فلسطين أو تفقد في الرمال داخل "إسرائيل"، فتعطي الفرصة ل "إسرائيل" بأن تقوم بضرب الفلسطينيين". وشدد ابو الغيط على أن رفض "حماس" إعادة تشغيل معبر رفح وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2005 "يعني أنها تعاقب الشعب الفلسطيني، لأنه هو المتضرر من إغلاق المعبر". ومن جهة أخرى نقلت الوكالة عينها عن وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي ان بلاده لن تسمح لأي كان بانتهاك أمنها الوطني مؤكدا أن مصر تمتلك ترسانة عسكرية مطابقة "لأكثر التكنولوجيات العالمية تطورا". من جهته قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس "الأفضل من انتقاد المقاومة أن يتم تقديم العون للمقاومة والشعب الفلسطيني لتعزيز ثباته لأنه يدافع عن الأمة بأكملها". وتابع "نحن لا نقف عند تصريحات هنا او هناك بقدر ما نتواصل مع القيادة المصرية نضعهم في صورة المستجدات من اجل فك الحصار وفتح المعبر رسميا من دون الرجوع إلى الاتفاقات السابقة". واضاف "نحن حريصون على المواقف المصرية والفلسطينية لنجسد منظومة عربية وإسلامية داعمة للمقاومة ومناهضة للمنظومة الأمريكية". وقال برهوم ان حماس معنية بأمن وأمان ارض وشعب مصر كحرصها على أمن الشعب الفلسطيني وأضاف "قلنا منذ البداية ان فتح ثغرات في الحدود لن يحل الازمة لكن كان بمثابة الهروب من الموت لإغاثة الملهوف بالتواصل مع إخواننا بمصر". في الأثناء، طالبت مصر الحكومة "الإسرائيلية" بالتوقف عن "ممارسة سياسة العقاب الجماعي والإفراط في استخدام العنف" ضد الشعب الفلسطيني. وقال متحدث باسم الخارجية المصرية عقب لقاء وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، أمس، مع روبرت سيري المنسق الخاص الجديد للأمم المتحدة للتسوية في الشرق الأوسط إن أبو الغيط أكد للمبعوث الدولي التزام مصر بمسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني مع استمرار مواصلة كافة السلطات المصرية تقديم سبل المساعدة من أجل إنهاء الأزمة الحالية. والتقى أبو الغيط أيضاً مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد وولش الذي قال إن الإدارة الأمريكية تؤمن بأن أهل غزة ليسوا مخطئين وأن ما يحدث علامة على عدم احترام "حماس" التي تسيطر على القطاع للشرعية. وقال وولش عقب المباحثات مع أبو الغيط بالقاهرة "نؤمن بأن أهل غزة ليسوا مخطئين ولكن الذين يدعون أنهم القائمون على غزة (حماس) هم المسؤولون وما يحدث هو علامة على عدم احترامهم للشرعية والقانون والنظام لأنهم المتسببون في هذه الأحداث باستمرار لانتهاكهم القانون". وحول مسؤولية "إسرائيل" إزاء هذه المشكلة على الحدود بعد منعها الغذاء والوقود عن القطاع، قال وولش إن هناك استمرارا لتقديم المعونات الإنسانية والبضائع وقد تم فتح المعابر، ومن المهم جدا أن تدرك "إسرائيل" هذه المسؤوليات الإنسانية، مشيرا إلى أن هناك اتصالات أمريكية "إسرائيلية" حول ذلك. وردا على سؤال حول الرؤية الأمريكية للأوضاع على الحدود المصرية، قال وولش "إن مصر دولة مهمة، ولديها حدود طويلة وصعبة.. المشاكل في غزة لم تكن بسبب مصر وهناك حاجة لإعادة الالتزام لحل هذه المشكلة". (وكالات)