هذا ما حدث وما سيحدث.. صراع العليمي بن مبارك    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على طاولة مفكرين عرب..حسيب طالب بقبول اليمن في مجلس التعاون والمخلافي دعا لدعم وحدتها
نشر في الوطن يوم 25 - 02 - 2008

متابعات - أكد رئيس منتدي الفكر العربي وراعيه الأمير الحسن بن طلال ان مفهوم الانسان ايا كان ومفهوم الوطن فوق المفاهيم القطرية وان ذلك يرتب مسؤوليات علينا تجاه انسانيتنا المشتركة.
وقال في كلمة الختام لورشة العمل الفكرية التي نظمها منتدي الفكر العربي بمناسبة الذكري الخمسين للوحدة السورية - المصرية بعنوان مستقبل العمل الوحدوي العربي ان هناك ثلاثة انواع في الخطاب المتعلق بالتعاليم الايمانية وهي حوار القناعات والحوار التاريخي وحوار الجمالات منوها ان حوار القباحات هو من صنع الانسان.
واضاف الامير الحسن ان الحديث في الماضي كان حول تجسير الفجوة مع صناع القرار وان المشروع الدانماركي - الكندي يركز علي الامن الانساني وتصويب السياسات من خلال تعزيز الحوار بين النخب والقيادات مشيدا بما دار في لقاء الدوحة الاخير الذي نظمه المنتدي في يناير 2007.
وطالب في ذات السياق ببناء تشاركي مبني علي الانصاف لاعطاء كل ذي حق حقه موضحا ان هناك حديثا عن الجريمة المنظمة وحربا شاملة علي الارهاب دون تعريف لها وضد من وعلي من مؤكدا انها بررت ومن خلال التدخل الانساني وجوب التدخل في شؤون الدول الاخري.
الي ذلك قال في معرض حديثه عما يطلق عليه خارطة لعبة الشطرنج الدولية ان التركيز يبدو جليا علي اوروبا واسيا حيث انهم يرون ان روسيا والهند والصين دول واعدة وبالتالي فان التركيز يهدف إلي احتواء وتقسيم هذه الدول مشيرا إلي وجود تقارير امريكية تتحدث عن تقسيم روسيا إلي عدة اقاليم هي سيبيريا والبلطيق والقفقاز مبينا ايضا ان ما يجري في الباكستان ليس بعيدا عن هذا الامر اضافة إلي استشهاده بتصريح لمسؤول اسرائيلي قال فيه انه لا حل عربيا - اسرائيليا شاملا بسبب ايران وعقب الامير علي ذلك بقوله ان الخليج قريب من بوشهر الايرانية فيما يقع العرب بالقرب من مفاعل ديمونا الاسرائيلي ؟!.
وتساءل الامير الحسن : كيف نشرع بالتعاون فيما بيننا ذلك ان التعاون يولد التعاون ولا نلوم إلا انفسنا بغياب التعاون بين المصالح لبلورة قدرة احتمالية لمنطقتنا مشيرا إلي وجود ثلاثة عناصر للتعاون وهي البشرية والطبيعية والاقتصادية.
ودعا سموه إلي تأسيس صندوق للتضامن غير المتوازي لتمكين الفقراء كهدف اساسي ذلك ان سعر برميل النفط وصل إلي 100 دولار وان المنطقة تحتاج إلي 100 مليون فرصة عمل حتي العام 2015م.
وقال ان الامن تجاوز الدولة القطرية واصبحت القضية فردية شخصية وبات الافراد يستهدفون لانهم ابرياء مذكرا بما حدث في الفلوجة مؤخرا وما تشهده مسارح لندن من عروض مسرحية تبين ذلك. واضاف الامير الحسن ان الفقر ليس معيشيا بل هو فقر الحماية ذلك انه لا مجال للحديث عن حماية الدول للافراد الامر الذي يتطلب العمل الجماعي متسائلا اين حملات الاغاثة إلي دارفور وغزة ؟ معيدا إلي الاذهان حملة الاغاثة التي نظمتها برلين عام 1949.
كما اوضح ان هناك عشرة مليارات دولار عراقية في البنوك الامريكة وانه يتوجب سحبها وايداعها صندوقا عراقيا خاصا لمساعدة الشعب العراقي.
وفي سياق اخر بين الامير الحسن ان وزيرا بريطانيا اكد ان مشاركة بريطانيا في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 لم يكن بهدف الحفاظ علي الممرات الاستراتيجية بل للتدخل إلي جانب فرنسا لتعزيز معاهدة سايكس -بيكو والي جانب اسرائيل لجعلها دولة نووية بدعم فرنسي كما اوضح ان دخول الجيش الاسرائيلي بيروت عام 1982 كان بهدف السطو علي مركز الدراسات الفلسطينية لالغاء التاريخ الفلسطيني وقال ان جدار برلين الحديدي سقط عام 1989 ليقوم مكانه الستار الذهبي بهدف توفيرالحماية إلي 1.5 مليار مستهلك غربي مؤكدا ان المسالة حالية ليست ما بعد العراق وافغانستان وكوسوفو والبوسنة ذلك ان هناك توترات اخري في فلسطين والباكستان والهند ودول عربية اخري.
وتابع بالقول ان الصحة الجيدة والتعليم العالي يؤديان إلي مستوي معيشي لائق وان حرية الاختيار تخلق رفاهية عالية وتحقق المواطنة السليمة كاشفا النقاب عن تقديمه مشروعا للاتحاد الاروبي :Desert Tec ويتعلق بتوفير الطاقة من الشمس ونقلها من الخليج إلي المنطقة فشمال افريقيا منوها إلي اقامة محطات كهرباء في غزة وصنعاء وتعز كانت من ضمن تلك الدراسة مختتما بالقول انه يتوجب التركيز علي انسنة التنمية والعولمة.
ومن جهته قال امين عام المنتدي الدكتور حسن نافعة ان قيام وحدة فورية اندماجية بين سوريا ومصر في 22-2-1958 شكل حدثا ضخما بتداعيات محلية واقليمية ودولية وانه بقدر الفرحة الغامرة التي احدثتها الاوساط العربية كانت الفاجعة الكبري التي صدمت العرب بعد ثلاث بسبب انهيارها واستعرض د. نافعة مشاريع الوحدة العربية وهي سوريا الكبري والهلال الخصيب ومصر والسودان وليبيا والتي باءت كلها بالفشل لكنه نوه إلي وجود محاولات ناجحة مثل تجربة الامارات العربية المتحدة ووحدة اليمن الصامدة رغم محاولة الانفصال الدموية ناهيك عن محاولات تكتلات التكامل مثل مجلس التعاون العربي واتحاد المغرب العربي ومجلس التعاون الخليجي مختتما بالقول ان وحدة مصر وسوريا تعد نموذجا وحدويا ضمن نماذج اخري وان مسيرة الوحدة لم تنته بعد. أما رئيس الوزراء الاردني الاسبق طاهر المصري فاوضح في كلمته الافتتاحية ان الوحدة تجربة مهمة لكنها لم تستمر لظروف قاهرة داخلية وخارجية أفشلتها بعد ثلاث سنوات منوها إلي وحدة الضفتين التي افشلها الاحتلال الاسرائيلي عام 1967م.
وقال نائب رئيس مجلس امناء المنتدي ان العرب كافة يحلمون بتحقيق الوحدة ويتطلعون ويحلمون بذلك فلدينا الكثير من الاسباب الموحدة للعالم العربي وان هناك التفاعل مع ذلك واخر اوجهه التضامن مع غزة بيد انه اوضح أن المفهوم الوحدوي يتراجع بسبب تطور مفاهيم القطرية مع ان قيام الدولة القطرية الصحيحة والحديثة يعد الطريق الصحيح لقيام الوحدة.
وقال استاذ التاريخ في الجامعة الاردنية الدكتور علي محافظة في الجلسة الاولي التي تراسها رئيس وزراء اليمن الاسبق محسن العيني ان الفكر القومي مر بمراحل مختلفة هي البدايات ما قبل الحرب العالمية الاولي وما بين الحربين الاولي والثانية ومرحلة الاستقلال التي تلت الحرب الثانية والتي انتهت بحرب يونيه 1967 التي شكلت حدا فاصلا للفكر القومي مع ان هناك من يقول ان معاهدة كامب ديفيد هي نهاية هذه المرحلة ناهيك عن قول اخر وهو ان نهاية تلك المرحلة كان دخول الجيش العراقي إلي الكويت في أغسطس 1990 واضاف محافظة ان الفكر القومي لم يحل مشكلة الاقليات ولم يحسم الصراع بين القومية والاسلام إلا بعد حرب 1967 كما ان الامر ظل معلقا بخصوص الموقف من الحرية والديموقراطية لان القوميين ركزوا علي التحرر السياسي متجاهلين الحرية الفردية العربية.
واكد ان فشل الوحدة السورية - المصرية كان مؤامرة خارجية وليس بسبب اخطاء منوها إلي ان ظاهرة النقد الذاتي غابت عن الفكر القومي مع اهميتها كاساس لتقييم اي تجربة حيث تم التركيز علي الجانب العاطفي حسب ما ورد في كتاب ميشيل عفلق كما ان الفكر القومي ابتعد عن التنبؤ العلمي والدراسات المستقبلية وكان اسير اللحظة الراهنة مختتما بالقول ان الفكر القومي بحاجة لتجديد ذاته وان عليه تناول القضايا المحلية والقطرية بروح علمية وموضوعية وان يهتم بالتربية والتعليم.
وفي معرض تعقيبه علي ورقة محافظة قال رئيس المجلس الاعلي للاعلام السابق د. ابراهيم عز الدين ان الكيانات لا تستطيع الوصول إلي اطار وحدوي بسبب انعدام فكرة التدرج الوحدوي ذلك ان الحديث كان يدور عن وحدة فورية وعدم بلورة اطار ديموقراطي مشددا علي المشروع الصهيوني الذي يقاوم المشروع العربي الوحدوي.
وفي هذا السياق قال وزير الداخلية الاردني الأسبق سمير حباشنة ان العروبة هي التي تجمعنا وهي حالة وجدانية ومخرج لمكون تاريخي واجتماعي وسياسي وثقافي مسلحة بوقائع مادية وثقافة علي الارض مبينا ان الامة متكونة بكل المعاني لكنها مجزأة علي الارض في الوقت الذي نشهد فيه امما متفرقة تتجمع محملا مسؤولية الفرقة إلي السياسات العربية صانعة القرار.
وطالب حباشنة بعدم الانحياز لنظام ما أو لهوية قطرية بذاتها مؤكدا ان الاجيال الحديثة هي التي فشلت في موضوع الاقليات ذلك ان الامازيغ والكرد والاقباط واقليات بلاد الشام اسهمت في التحرر والنهضة العربية.
ومن جهته عقب الباحث السعودي رئيس موقع التجديد العربي د. يوسف مكي ان المشروع القومي في منتصف القرن التاسع عشر عبر عن ازمة واننا بحاجة لفهم الظروف والابتعاد عن جلد الذات مشيرا إلي ان ما بعد مشروع الشرق الاوسط الجديد والفوضي الخلاقة خلق رغبة ملحة في الدفاع عن الدولة القطرية.
وقال الامين العام المساعد الاسبق للامم المتحدة د. علي عتيقة ان الجامعة العربية كلفت سابقا الدول باعداد برنامج تنمية عربية وتم عقد اللقاءات في الاردن لكن الامور تعثرت عند اتخاذ القرار والتمويل وان الحرب العراقية - الايرانية عطلت المشروع وبسبب امتناع الدول العربية تسديد ما عليها إلا بعد قيام العراق بدفع ما عليه مختتما بالقول ان لا سياسات في العالم العربي بل هناك مغامرات سياسية فقط.
وقال الامين العام للتنظيم الشعبي الوحدوي الناصري في اليمن عبد الملك المخلافي ان هناك حالة عداء مستفحلة بين الفكر القومي والدولة القطرية مع ان الوطن العربي تاريخيا كان اقاليم واقطاراً موضحا ان الدولة القطرية تمنع الجماهير من الحركة وهي خاضعة للمحاكم كما انها انعزالية وتابعة ولا مجال للمصالحة معها.
واوضح استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك د. احمد سعيد نوفل ان القومية العربية فشلت في حين نجحت القوميات الغربية وان تبعية القطريات العربية للخارج هي اساس ما نحن فيه منوها ان النخب والمثقفين ساندوا القطريات ناهيك عن ازدواجية الشخصية العربية واصفا الدولة القطرية بانها ديكتاتورية قمعية مهزومة لم تتمكن من الدفاع عن حدودها وهي تستعين بقوي خارجية.
وقال مدير عام المركز الاردني لابحاث وحوار السياسات طاهر كنعان ان اسباب فشل الوحدة داخلية وخارجية وان الدول العربية مسكونة بهاجس خطر الوحدة وان المواطن العربي وجد نفسه مضطرا للاحتماء باقرب هوية له لكنه دفع الثمن غاليا بسبب هذه الهويات ما يحتم علي الدولة ان توفر الحماية وفرص العمل لمواطنيها حتي لا يذهب للعشيرة والطائفة مطالبا بانشاء اتحاد ثقافي اقتصادي عربي.
اما الباحث بسام هلسه فطالب بالفصل بين الممارسة والفكر لان التطبيق لم يحدث اصلا ولم يعكس الفكر الممارسة بوضوح مطالبا بدراسة اشكال التعبير القومية وان لا تحتكر القيادات عملية صنع القرار مشيرا إلي ان انشاء اسرائيل جاء لتمزيق الامة وفصل سوريا عن مصر ذلك ان عجز القيادة في مصر عن مقاومة الانفصال كان لسبب عدم وجود تماس جغرافي بين مصر وسوريا.
ومن جهتها قالت عضو مجلس الاعيان الاردني د. انعام المفتي ان المطلوب اولا بناء الانسان العربي ذلك ان الامر يبدأ من الاسرة بمعني اهمية دور المراة في التغيير متسائلة عن سر عدم نجاح الجامعة العربية في قضية الوحدة وكذلك المؤسسات الاقتصادية.
وقال نائب رئيس الوزراءوزير الخارجية الاردني الاسبق د. جواد العناني ان الدول القطرية لم تقدم شيئا لمواطنيها ما جعلها فاقدة للشرعية ولوحدتها السياسية علي حد سواء مطالبا باعطاء الشباب الذين يشكلون 90% من المجتمع دورا في الفكر القومي. مضيفا ان الصحوة الدينية اخذت كثيرا من الفكر القومي.
اما وزير الاعلام الأردني الأسبق عدنان ابو عودة فطالب بالتمييز بين المفكرين القوميين والحزبيين القوميين لان المفكر الحزبي نصب نفسه محتكرا للقومية وان الفكر القومي بقي مجردا مشيرا إلي اننا نعاني من غياب مفهوم المواطنة وان الدساتير العربية غير مطبقة وان المواطن يفتقر لثقافة الدولة ويجهل العقد الاجتماعي الذي بينه وبين الدولة مطالبا بعقلنة القومية العربي في ظل العولمة.
واوضح عضو مكتب اللجنة المصرية للتضامن السيد عبد الرسول ان الوحدة تعني التكتل وانها نتاج تكتل عربي في كيان واحد وانه يتوجب ان تتم تلقائيا متسائلا عن سر عدم قيام الوحدة وفشل وحدة سوريا ومصر بيد انه شدد علي ان اعداء الوحدة هم السبب.
اما رئيس مركز دراسات الوحدة العربية د. خير الدين حسيب فقال ان الفكر القومي لم يحسم العلاقة بين التغيير الاجتماعي والديموقراطي وانه انشغل خلال الثلاثين عاما الاخيرة بحقوق الانسان والديموقراطية وان الاسلاميين في المؤتمر القومي - الاسلامي عام 1994 تقبلوا فكرة حقوق الانسان والديموقراطية مختتما بالقول ان الوحدة الجزئية اسهل تحقيقا من الوحدة الكاملة.
وتابع د. حسيب القول في ورقته الرئيسية في الجلسة الثانية التي تراسها رئيس اللجنة المصرية للتضامن احمد حمروش ان موقع الوطن العربي وثرواته فأل سييء عليه مشيرا إلي ان الدول الكبري ضد الوحدة العربية عازيا فشل الوحدة إلي غياب المؤسسات الديموقراطية وقال ان كافة مشاريع الوحدة العربية كانت فاشلة بيد انه استثني عمليات توحيد كل من السعودية وليبيا واليمن والامارات موضحا ان الدول العربية تمارس المقاطعة الاقتصادية ضد بعضها البعض وان الاقتصاد خاضع للسياسة وأن الحكام لا يهتمون بمصالح الشعوب مؤكدا انه لا وحدة بدون ديمقراطية.
واضاف ان الوحدة التدريجية ممكنة لكن الحكام العرب غير مستعدين للتنازل عن الحكم واصفا الاتحاد المغاربي بانه في حالة اغماء ومطالبا بتطبيق الاتفاقيات العربية الثنائية وفي مقدمتها ما يتعلق بالعمالة.
وكشف حسيب عن اقتراح قدمه للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهو اقامة وحدة اتحادية بين الاردن والعراق وسوريا تضم فلسطين لاحقا ولها مجلس رئاسة مؤقت وان يقوم العراق الغني بتخصيص 5-6 مليارات دولار لمساعدة هذه الدول للتخلص من الهيمنة الامريكية وان يتم تأسيس مجلس اعمار الدول العربية الفقيرة وتزويدها بالنفط مؤكدا ان الرئيس صدام وافق علي ذلك وطلب منه عرض المشروع اولا علي الرئيس حافظ الاسد شخصيا.
واضاف انه قابل نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ولم يخبره بشيء واكد له انه مخول بعرض المشروع علي الرئيس فقط موضحا انه جلس مع الرئيس السوري الراحل ثلاث ساعات ونصف الساعة لكن الرئيس السوري رفض المشروع وقال انه سيعود للحزب ومن ثم سيرد عليه.
وبين كذلك ان الرئيس صدام سبق ورفض مصافحة خدام وان خدام حاول الثأر وعارض المشروع الوحدوي مع العراق مختتما بالقول انه لم يسمع من دمشق جوابا حتي اليوم.
وقال مستشار الشؤون الدولية في المعهد الدبلوماسي الاردني حسن الانباري انه لا يوجد مشروع متكامل باتجاه الوحدة وبالتالي يتوجب دراسة ذلك وتبيان المعيقات وادوات التنفيذ ذلك أن ما جري علي مدي الخمسين عاما الماضية كان مجرد تنظير وترف فكري مضيفا ان غياب القوة الريادية الرسمية والشعبية ادي إلي فشل الوحدة. مطالبا الانباري ببلورة مجموعة ريادية تبحث عن تمويل مناسب من جهة تؤمن بالوحدة كنوع من التعاون بين القومي والسياسي والرسمي.
ومن جهته بين الباحث بسام هلسه ان الانفصال بين سوريا ومصر عام 1961 لم يكن محتوما وان الخلل كان داخليا مشيرا إلي صمود كوبا في وجه العاصفة الامريكية وان الحديث عن الوحدات اللاحقة كان مجرد مناورات من القادة ولم يكن جادا متسائلا عن عدم قدرة حزب البعث توحيد سوريا والعراق مع انه حكم فيها مختتما بالقول ان غياب المشروع القومي اساس فشل الوحدة.
وقال مدير الدراسات الديموقراطية والسلام المهندس فخري ابو شقرة ان الديموقراطية هي اساس العمل الوحدوي فيما اوضح وزير العمل الاردني الاسبق عبد الحافظ الشخابنة اننا نعيش الان مرحلة نتمني فيها الحفاظ علي الدول العربية القاتمة في اشارة منه لمشاريع تفتيت السودان ومصر والسعودية والعراق وسوريا ولبنان.
وحذر وزير الداخلية الاردني الأسبق سمير الحباشنة من تشطير العالم العربي علي غرار كوسوفو مؤكدا ان فك الوحدة السورية- المصرية هدم جسور الثقة العربية وبين ان الحاح دمشق علي مصر للوحدة كان خوفا من سيطرة الشيوعيين علي سوريا.
وقال ابو عودة ان اموالا وجهودا كبيرة انفقت للقضاء علي الوحدة السورية - المصرية فيما شدد عبد الملك المخلافي علي وجود اشكالية حول الاولويات وهل هي للسياسي ام للاقتصادي ذلك ان الاوروبيين حسموا العامل السياسي.
وبين د. ابراهيم عز الدين ان احتلال العراق والقواعد العسكرية الغربية وتطور القوي الاقليمية والفجوة الاقتصادية بسبب ارتفاع اسعار النفط والفجوة بين المواطن والدولة الواحدة والخصخصة ومصالح الطبقات الجديدة ادت إلي زيادة التازم في بعض البلدان مثل لبنان والسودان.
وتحدث عبد الملك المخلافي في الجلسة الثالثة التي ترأسها د.ابراهيم عز الدين عن الوحدة اليمنية والمراحل التي مرت بها وواقع اليمن القديم الذي كان يضم 22 سلطنة ومشيخة وامارة.
وقال ان الوعي الوحدوي ظل قاتما رغم التجزئة بيد انه شدد علي ان الوحدة ما تزال تواجه تحديات خارجية وداخلية مختتما بالقول ان اليمن بحاجة للوحدويين العرب لدعم وحدتها ذلك ان ضرب هذه الوحدة سيشكل اخفاقا اعمق من اي اخفاق اخر.
ومن جهته حذر د خير الدين حسيب من وضع العمالة الاجنبية في الخليج والتي تشكل 39% من نسبة السكان مؤكدا ان هذه المشكلة ستكون اخطر من الوضع في فلسطين بسبب المشاريع الامريكية المشبوهة الداعية إلي تجنيسهم ليصبحوا مواطنين موضحا ايضا ان هناك توجها امريكيا لفصل الخليج عن الامة العربية ومطالبا بقبول اليمن في مجلس التعاون الخليجي لحل مشكلة العمالة وبالنظر في النفط كمورد رئيسي.
واوضح السيد عبد الرسول ان بصمة العامل الخارجي كانت واضحة علي بعض تجارب الوحدة السابقة بمعني اننا لانملك زمام امورنا لانها في يد اعدائنا مطالبا ببرنامج قوي موحد قومي لحزبه وانتقال الرساميل وبرنامج قومي لتحقيق الوحدة الاقتصادية وتنظيم العمالة الوافدة واصفا ظاهرة الكفيل بوصمة العار.
وقال د. حسن نافعة في الجلسة الرابعة التي ترأسها سمير الحباشنة ان العقل العربي منشغل بالسؤال لماذا نجح الاوروبيون وفشل العرب في مجال الوحدة مع ان ارادة الوحدة لدي شعوبنا اكبر من الاوروبيين ؟ مجيبا ان هناك خللا في بنية العالم العربي علما ان تباينات اوروبا لا تقل عن التباينات العربية. مضيفا ان البرلمانات كانت اساس التجربة الاوروبية كما انها اعتمدت سياسة التدريج وبدأت بست دول ثم انتهت اليوم إلي سبع وعشرين دولة اخذه بعين الاعتبار حجم وقوة الدول في نظام التصويت.
وتحدث السفير المصري السابق ايهاب سرور عن مشروع تجربة الميكوينغ في تايلاند ومجموعة الاسيان وعن امداد مصر للمنطقة بالغاز والكهرباء وعن امكانية الاستفادة من السودان كسلة غذاء العرب.
واوضح د. علي عتيقة ان الاوروبيين يقررون فقط ما يريدون تنفيذه ويؤجلون ما يختلفون عليه وان زعامات اوروبا بعد الحرب الكونية الثانية عملت علي تحقيق الوحدة وعكس الشعوب وان ما يجري عندنا هو العكس ذلك ان الشعوب ترغب بالوحدة لكن القيادات العربية لا تريدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.