أكدت مصادر رسمية متطابقة في محافظتي عدن ولحج أن التحقيقات الأولية لعمليات الشغب التي تم افشال تنفيذها أمس الاثنين في المحافظتين كشفت ضلوع قيادات فروع في حزبي (الإصلاح الإسلامي والاشتراكي اليمني) المنضوية في تكتل اللقاء المشترك المعارض وراءها . وقالت المصادر ل(الوطن) ان اعترافات عدد ممن تم التحفظ عليهم تفيد ان قيادات في الحزبين قاموا بتجميع عدد من الشباب من مديريات المحافظتين ومناطق اخرى من خارجها لزجهم في تلك المظاهرات وأعمال شغب حضر لها منذ وقت مبكر. وأكدت المصادر أن إمكانيات مهوله وفرها احد تلك الأحزاب لنقل أولئك الشباب إلى مدينتي عدن ولحج وتسكينهم في فنادق منذ وقت مبكر لتلك المظاهرات التي حاولت إقلاق السكينة العامة وبث الفوضى وعدم احترام القانون والتحذيرات المستمرة لأي تظاهرات دون تصاريح رسمية . وبأستثناء محافظة الضالع المجاورة للمحافظتين والتي ادت مظاهرت الامس غير المرخصة بالتزامن مع مثيلاتها في عدن ولحج ، الى إصابة ثمانية مواطنين من المارة في الشارع بينهم جنديين ،إثر انفجار قنبلة ألقيت من قبل شخص على طقم الأمن المركزي ، لاتزال التحقيقات جارية مع الجاني الذي تم القاء القبض عليه بتعاون المواطنين الى جانب سته اخرين مشتبه بهم الى جانبه . واكد مصدر امني بالمحافظة انه سيتم الاعلان عن نتائج التحقيق حالة استكمالها وبكافة تفاصيلها. وكان مدير أمن محافظة عدن العميد الركن عبدالله عبده قيران أكد إنه تم احتجاز عدد محدود من الأشخاص الذين حاولوا القيام بأعمال شغب والاعتداء على ممتلكات مواطنين أثناء المسيرة غير المرخصة التي فشلت فشلاً ذريعاً نظراً لعدم استجابة أبناء عدن للمشاركة فيها -على حد وصفه- . وفيما أشار الى ان الانتشار الأمني تم تحسباً لحدوث أي مشاكل قد تنجم عن المسيرة ، أكد عدم حدوث أي مشاكل وأن الحركة طبيعية في مديرية الشيخ عثمان التي شهدت تجمع عدد قليل من المتظاهرين وانصرفوا دون أن يستجيب لهم أحد . وأوضح العميد قيران ان الذين تم احتجازهم معظمهم من خارج المحافظة ولم يكن بحوزتهم أثناء نزولهم في الفنادق أي وثائق تثبت هويتهم .. مشيرا الى ان هذه الإجراءات تأتي ضمن إجراءات أمنية عادية .. مؤكدا انه سيتم الإفراج عنهم لاحقاً عقب استكمال الإجراءات القانونية. وفي محافظة لحج حالة الإجراءات الأمنية دون وقوع أحداث شغب عقب تجمعات حضرت لها قيادات في الإصلاح والاشتراكي حيث منعت صباح أمس العديد الشباب من أطراف المحافظة وخارجها من وصولهم إلى محافظة عدن للمشاركة فيما كان يعد له من أعمال شغب ،وفقا لمصادر محلية بالمحافظة. وبأتجاه متصل وصف الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك المعرضة في اليمن إفشال أجهزة الأمن لمظاهرات الأمس "بالإجراءات القمعية". وأعرب د.محمد صالح القباطي في تصريح صحفي عن إدانة المشترك لتلك "الإجراءات القمعية والعسكرية التي تعاملت معها السلطة بالقوة والعنف وبالمطاردات والاعتقالات الواسعة من خلال الانتشار العسكري والأمني المكثف في شوارع المدن ومداخلها الرئيسية وفي الطرقات العامة بما في ذلك محاصرة مقر الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة عدن". وفيما دان ناطق المشترك ورئيس هيئته التنفيذية حادثتي العنف في كل من محافظة الضالع ومدينة الشيخ عثمان في محافظة عدن، أعرب عن بالغ أسفه لما أسفرت عنه من ضحايا. وطالب القباطي الجهات الرسمية بالكشف عن تفاصيل الحادثتين وإخضاع المتورطين في كل منها للمساءلة القانونية. وقال: ان اللقاء المشترك وهو يجدد رفضه للإجراءات القمعية والعسكرية وممارسة القوة والعنف بكل أشكاله بما في ذلك التضييق الرسمي على هامش الحقوق والحريات العامة، يؤكد في ذات الوقت على ضرورة احترام حق المواطنين في التعبير عن الرأي بمختلف الوسائل السلمية المكفولة دستوريا، داعيا السلطة إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين المشاركين في الفعاليات السلمية ومحاسبة الجهات المتورطة في الإجراءات القمعية التعسفية بحقهم.