انقشعت سحابة الهدوء التي أعقبت التوافق بين السلطة والمعارضة على تأجيل الانتخابات بعد تمديد فترة البرلمان لعامين ، فيما يبدوا فاتحة لمعركة ابتزاز جديدة تدار رحاها بحسب مقتضيات وتداعيات الظرف وضغط الحاجة ، هروبا من اجندة الحوار المفترض بين الطرفين بموجب اتفاقهما . ووفقا لما افرزتها الظروف الراهنة من دعوات للانفصال والتي دخلت في طور الحركة المسلحة، صعد الطرفان المؤتمر الشعبي الحاكم واحزاب تكتل المشترك المعارض من لهجة الخصام وتراشقهما الإعلامي حول الحوار القادم الذي تطغا عليه أزمة الثقة و تعويم المسؤولية و تنظيرا يصب الزيت على نار الأوضاع الملتهبة ، في مارثون طويل ليس له نقطة نهاية محددة. وتبادلت المصادر المسئولة في المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن واحزاب تكتل المشترك المعارض تراشق إعلاميا مبطنا بالاتهامات ، عقب دعوة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كافة القوى السياسية ومن لديهم مطالب إلى الحوار الجاد من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ومعالجة أي إشكالات على المستوى الوطني بعيدا عن كيل الإتهامات والتخوين والكذب وتدليس ثقافة الشعب ،وعرضه للحوار بين حزبه والمشترك والذي افضى الى اتفاق مبدأي بينهم برئاسة الدكتور عبدالكريم الإرياني والأخ عبدالوهاب الآنسي والدكتور ياسين سعيد نعمان وسلطان العتواني على تأجيل الانتخابات والتمديد للبرلمان لاستيعاب الاصلاحات المتفق عليها. المشترك وفي تصريح صحفي لمصدره المسئول أبدى آسفة لما جاء في خطاب رئيس الجمهورية من أن هناك حوار بين المؤتمر الشعبي برئاسة الدكتور عبد الكريم الارياني وأحزاب المشترك، ونفى المصدر أن يكون هناك أي حوار منذ التوقيع على الاتفاق في 23 فبراير، وأشار المصدر إلى أن ما تقوم به السلطة وحزبها في معالجة ما يجري بالجنوب بالاعتماد على القوى العسكرية تتناقض مع ما تتطلبه الحوارات من توفير الأجواء والمناخات السياسية والظروف المناسبة التي تضمنها وأكد عليها الاتفاق. وأكد المصدر إدانته للحشود العسكرية واستخدام العنف ضد ما قال انه "حراك سلمي وعلى وجه الخصوص في المحافظات الجنوبية"، كما أكد المصدر أن البدء بالحوار يتطلب إرادة سياسية تتجه بالجهود إلى غاياتها الوطنية الجادة والمثمرة بعيدا عن المناورات التي اتسمت في الحوارات السابقة، حيث ما وصلت إليه الأوضاع في الساحة الوطنية والتي لم تعد تتحمل هذه السياسات التي يتم التعامل بها مع الأزمات القائمة التي تمر بها البلاد. وبالمقابل رد المؤتمر الشعبي الحاكم عبر مصدر مشابه ، عبر عن استغرابه من مواقف اللقاء المشترك الذي وصفه ب"الغريب والرافض لدعوة الحوار واعتبار الحوار وكأنه تهمه ينبغي التنصل منها ". وقال المصدر : لقد دعا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وخلال اجتماعات الدورة الثانية للمؤتمر الشعبي العام انطلاقا من حرصه واستشعاره بالمسؤولية كافة أطياف العمل السياسي في الساحة الوطنية للحوار باعتباره أفضل وسيلة وتجنب الوطن أي منزلقات أو حالة إنسداد سياسي يريد البعض إيصال الوطن اليها من خلال إغلاق أبواب الحوار وايجاد التبريرات لأعمال العنف والتخريب التي تمارسها بعض العناصر الخارجة على الدستور والقانون الأمر الذي يشجع تلك العناصر على ارتكاب المزيد من ممارساتها الضارة بمصالح الوطن وأمنه واستقراره وبالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي . وقال حري بالذين يرفضون الحوار ان يستجيبوا لصوت العقل والمنطق وان يغلبوا المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح والكف عن أساليب المناكفات السياسية التي لا فائدة منها .