بدأت في محافظة شبوة أمس الأحد حملة امنية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في الجبال التي يتحصنون بها في صعيد شبوة شرق اليمن. الحملة الامنية التي يشارك فيها اكثر من 1000 مقاتل وبمشاركة مسلحين من أبناء قبائل العوالق بمديرية الصعيد شرعوا ومنذ فجر أمس في تنفيذ هذه المهمة التي تم التخطيط لها بشكل محكم . وقبيلة العوالق هي التي ينتمي اليها الشيخ انور العولقي المطلوب للسلطات الامريكية والملاحق من اجهزة الامن اليمنية منذ اتهامه بالتخطيط لعمليات احدها استهدفت قاعدة عسكرية في الولايات المتحدة الامريكية وراح ضحيتها عدد من الجنود الأمريكان. وكان محافظ شبوة الدكتور علي حسن الأحمدي قال قبل ايام في حديث تلفزيوني ان انور العولقي ليس عضوا في القاعدة ولم يصدر بيان رسمي بذلك. وقال المصدر الأمني أنه جرى توزيع المقاتلين على خمسة عشر فرقة قتالية تتولى كل واحدة منها تنفيذ المهمة في مساحة جغرافية محددة من سلسلة جبال الكور ابتداء من أودية وشعاب كل من مرتفعات الشعبة ويشبم ورفض وعدس وحرو وأرنمة وأخواو ومربون ومذاب وخمار والمرتفعات المطلة على بلاد آل محمد من العوالق . ولفت المصدر الى أن منطقة التمشيط التي تشملها الحملة, تتضمن رقعة جغرافية شديدة الوعورة والتضاريس تصل مساحتها الى اكثر من مائة وخمسين كيلومتر مربع . واوفدت الحكومة قيادات عليا في الدولة ينتمون الى محافظة شبوة للتنسيق مع المسلحين القبليين وإقناعهم في انجاح المهمة . ونفذت القوات اليمنية مطلع الشهر الجاري عملية واسعة ضد عناصر تنظيم القاعدة في منطقة الحوطة بمحافظة شبوة انتهت الى مقتل عدد قليل من مسلحي القاعدة وفرار الاخرين الى مناطق جبلية مجاورة. وشبه مراقبون الحملة على القاعدة في شبوة بالمهمة المستحيله لان 150 كيلو متر من الجبال والمناطق الوعرة تحتاج الى عدد كبير من القوات والمعدات التقنية الحديثة لتسهيل عملية التواصل وتتبع مسلحو القاعدة. من جهتها عبرت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بمحافظة شبوة عن قلقها من التطورات الأمنية الأخيرة في المحافظة وقالت ان محاولة عسكرة الحياة في المحافظة بهدف استجلاب الدعم الخارجي هو نوع من المقامرة السياسية والإساءة المتعمدة لشبوة وتاريخها الوطني الناصع. وحذر مشترك شبوة من السعي لاستنساخ تجارب طبقت في أماكن أخرى من العالم ومحاولة تجربتها في محافظة شبوة وشبهت ذلك بزراعة الألغام التي لا يمكن إلا أن تثمر المزيد من الخراب والدمار والفتن . واشار مشترك شبوة الى ان تضخيم الأحداث بشكل متعمد يسهم في إضافة المزيد من المشاكل إلى الواقع المثقل بالأزمات وان التعامل مع قضايا الأمن كسلعة يتم الترويج لها إعلاميا للخارج واختلاق واقع ينافي الوقائع على الأرض لهو مؤشر على عدم مبالاة السلطة بالنتائج الخطرة لهذه الأفعال على المدى الطويل. وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي كشف أن الإحصاءات الرسمية التي توجد لدى أجهزة الأمن في اليمن تفيد بأن عدد أفراد تنظيم «القاعدة» على أرض اليمن يصل إلى 400 شخص، بينهم عدد من السعوديين، «يعملون وفق مخططاتهم لإثارة الفوضى والدمار في عدد من مناطق البلاد». وقال القربي لصحيفة الحياة إنه رغم «العمليات الإرهابية» التي شهدتها اليمن خلال الفترة الماضية يمكن وصف الأوضاع ب«المستقرة كون الأجهزة الأمنية مستمرة في ملاحقتها لطرد هؤلاء العصابات الإجرامية، وتضييق الخناق عليهم، والذين يسعون بين الحين والآخر لتنشيط أعمالهم في مناطق متفرقة».