حثت بريطانيا وفرنسا حلفاءهما في حلف الأطلسي على تصعيد العمليات ضد كتائب القذافي، وأعربت فرنسا عن أسفها إزاء تقلص الدور الأميركي كما إنتقدت عدم مشاركة ألمانيا. إلا أن الولايات المتحدة أكدت ثقتها في قدرة الحلف على أداء المهمة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي يركز على حظر إستعمال القذافي للطائرات وحماية المدنيين. وقال مارك تونر المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قدمت الكثير منذ بدء العمليات، وأضاف يقول: "يمتلك الحلف القدرة والهياكل اللازمة لتنفيذ مهمة بهذا الحجم، ونعتقد أنه يؤدي مهمته على نحو فعال، ولا تغيير في إستراتيجيتنا، إلا أن وزير الدفاع روبرت غيتس قال إن الولايات المتحدة ستقدم المساعدة إذا إقتضت الحاجة أو طلب منها ذلك." كما أعلنت الرئاسة الفرنسية مساء الثلاثاء أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيستقبل الاربعاء في الأليزيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لبحث النزاع الدائر في ليبيا. وقالت الرئاسة إن العشاء بين الرجلين سيتركز "خصوصا على ليبيا"، مؤكدة بذلك معلومات أوردتها لندن عن هذا الاجتماع. وقد حثت فرنسا وبريطانيا الثلاثاء الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي على بذل مزيد من الجهود في ليبيا لتفادي تفاقم النزاع. وأعرب وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه عن أسفه أمام الجمعية الوطنية لكون باريس ولندن تتحملان الجزء الأكبر من الجهد الذي يبذله التحالف الدولي في ليبيا. من جانبه، دعا وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ إلى "تكثيف الجهود داخل حلف الأطلسي" وذلك على هامش اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ. قصف مصراته هذا وتتعرض مدينة مصراته لقصف كتائب القذافي المكثف مما أثار الفزع في نفوس سكانها رغم صمود الثوار في وجه تلك الهجمات. ويقول الناشط السياسي الليبي مفتاح لملوم في تصريح ل "راديو سوا" إن مدينة مصراته تحتل أهمية كبيرة بالنسبة للقذافي، وقال موضحا: من ناحية أخرى، قال عبد الحفيظ غوقة المتحدث الرسمي باسم الثوار يوم الثلاثاء إن المعارضين الليبيين أرسلوا طلبا لمزيد من الأسلحة التي يحتاجونها إلى الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا لليبيا. وقال غوقة المتحدث الرسمي باسم المجلس للصحافيين في بنغازي إن المجلس قدم قائمة من المعدات العسكرية والفنية التي يحتاجها. وعندما سئل عن الدول التي تقدم إليها المعارضون بهذه الطلبات، قال إنها الدول التي اعترفت بالفعل بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا وحيدا لليبيا. مما يذكر أن فرنسا وقطر وايطاليا اعترفت بالمعارضين الذين يسيطرون على شرق البلاد. هذا وقد أكدت ايطاليا الثلاثاء دعمها التام للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا وأبدت استعدادها لتسليح وتجهيز الثوار حتى يتمكنوا من مواجهة قوات القذافي "بعتادها الثقيل" مشددة على أهمية التنسيق بين قوات الثوار وحلف شمال الأطلسي في هذا الشأن. جاء ذلك على لسان الناطق باسم الخارجية الايطالية ماوريتسو ماساري في ختام مباحثات أجراها الثلاثاء وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني مع مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الليبي علي العيسوي وقائد أركان جيش التحرير الليبي اللواء عبد الفتاح يونس حيث أكد انفتاح ايطاليا على امكانية دعم الثوار الليبيين بالسلاح الذي يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وخاصة بتزويدهم بوسائل الاتصال والمعلومات الاستخباراتية. وقال ماساري للصحافيين إن المجلس الوطني الليبي "يريد عملا أكثر قوة من جانب حلف الناتو" ضد قوات القذافي التي تقصف المدنيين وتدمر المدن المحاصرة أو "امكانية تزويدهم عوضا عن ذلك بأسلحة دفاعية" مشيرا إلى أن ممثلي الثوار يطلبون كذلك تلقي الدعم بمعدات الاستطلاع والاتصال اللازمة. وأوضح أن الحكومة الايطالية تأخذ في اعتبارها هذا الطلب مشيرا إلى أن روما ستبحثه مع حلفائها لافتا إلى أن ايطاليا عموما "منفتحة على دعم المعارضة الليبية وتزويدها بمعدات الاتصال مثل الهواتف الخلوية وتجهيزات أخرى وصولا إلى المعلومات الاستخبارية". وفي سياق متصل، ذكر أن فراتيني ناقش مع ممثلي المجلس الانتقالي قبيل مغادرته إلى لوكسمبورغ طلب بنغازي إمكانية الحصول على جانب من الأرصدة الليبية المجمدة وفق قرارات مجلس الأمن الدولي للتمكن من الانفاق على الأنشطة المؤسسية للمجلس مثل دفع الرواتب وكذلك "للتحلي بمصداقية أكبر لدى الشعب الليبي" كسلطة بديلة عن نظام القذافي. وأعلن فراتيني أن زيارة رئيس المجلس مصطفي عبدالجليل إلى روما التي تأجلت عن موعدها اليوم بسبب زيارة لجنة الوساطة الأفريقية إلى بنغازي سوف تتم يوم الجمعة القادم