قصفت كتائب العقيد معمر القذافي اليوم الأربعاء وسط مدينة الزنتان التي يسيطر عليها الثوار بنحو 15 صاروخا من نوع غراد، في حين واصل الثوار تقدمهم غربا وسيطروا على قرية المجابرة قرب الجبل الغربي بعد معارك عنيفة. ونقلت رويترز عن متحدث باسم الثوار يدعى عبد الرحمن قوله، في اتصال هاتفي من الزنتان الواقعة بمنطقة الجبل الغربي "كان هناك قصف شرس هذا الصباح، سقط نحو 15 صاروخ غراد في وسط البلدة وسقط صاروخان حيث أقف الآن". وأضاف المتحدث "دمر القصف خمسة منازل، ولم يسقط قتلى لحسن الحظ ولكن بعض الأطفال أصيبوا بجروح بسيطة". مصراتة أما في مصراتة فقد قال متحدث باسم الثوار إن ضربات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجوية أرغمت كتائب القذافي على الانسحاب من مواقعها بالمدينة خلال الليل، لكن الكتائب استأنفت قصف منطقة الميناء اليوم. وقال المتحدث لرويترز إن كتائب القذافي "تراجعت عن منطقة الميناء حيث كانت مرابطة أمس وذلك بعد الضربات الجوية التي شنتها قوات حلف شمال الأطلسي". وأضاف باتصال تلفوني "بدأت قوات القذافي صباح اليوم قصف منطقة تبعد حوالي عشرة كيلومترات إلى الشمال من المدينة، القصف مازال مستمرا، يستخدمون صواريخ غراد، الطائرات تحلق فوق مشارف مصراتة لكني لا أسمع صوت أي ضربات وكان الثوار واصلوا تقدمهم غربي ليبيا وأعلنوا سيطرتهم على قرية المجابرة بعد معارك عنيفة، بينما انسحبت الكتائب بفعل ملاحقة الثوار وتمركزت بالمنطقة الغربية من مدينة مصراتة تحديدا عند زاوية المحجوب، وفق ما ذكره المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة. وأشار غوقة إلى أن مدخل المدينة الشرقي يتعرض لقصف بالصواريخ، مؤكدا أن قوات القذافي لا تحترم وقف إطلاق النار الذي تعهدت به في المدينة. وذكر موقع "ليبيا اليوم" الإلكتروني المعارض أمس أنه تم أسر ما يقدر بنحو عشرين من الموالين للقذافي بينهم ضابطان، أحدهما هو الرجل الثاني بكتيبة خميس القذافي. دعوة قبائلية من جانب آخر أكد ممثلو 61 قبيلة ليبية، في بيان نشره الأربعاء في باريس الفيلسوف والسياسي الفرنسي برنار ليفي الذي يدعم الثوا، أنهم يريدون إقامة "ليبيا موحدة بعد رحيل الدكتاتور معمر القذافي". وقال البيان الذي أعد في بنغازي، معقل الثوار شرقي ليبيا، في 12 أبريل/ نيسان الجاري "في مواجهة التهديدات على وحدة شعبنا، وفي مواجهة المناورات ودعاية الدكتاتور وعائلته فإننا نعلن صراحة بأنه لن يفرقنا أي شيء. فنحن نتشاطر نفس المثل الداعية إلى ليبيا حرة وديمقراطية وموحدة". وأكد ممثلو القبائل ال61 في بيانهم، "ليبيا الغد وما أن يغادر الدكتاتور ستكون موحدة وعاصمتها طرابلس حيث سنكون أخيرا أحرارا بتشكيل مجتمع مدني كما نرغب". وأكد ليفي الذي قام بزيارتين إلى بنغازي منذ مارس/ آذار الماضي، لوكالة الصحافة الفرنسية، "القبائل ال61 الموقعون على البيان يمثلون عموم الأراضي الليبية، وكل قبيلة ليبية ممثلة بما لا يقل عن ممثل واحد". وأضاف "في هذه القائمة التي تضم 61 موقعا، بعض العشائر يمكن أن تكون ممثلة 100% فيما لازال الآخرون منقسمين". وأوضح ليفي أن الوثيقة تضم اسم مفتاح معتوق الورفلي عقيد قبيلة ورفلة الواقعة في بني وليد والتي تعد من أكبر القبائل غربي ليبيا بالإضافة إلى خليفة صالح القذافي أحد أعيان قبيلة العقيد الليبي. الناتو وأوباما من جهته قال حلف الناتو إنه شن هجمات جديدة على قوات القذافي في أحياء مصراتة الشرقية بعد وقت قليل على تردد أنباء عن قصف ميناء المدينة وأوضح وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس أن استخدام الطائرات الأميركية بدون طيار بالقتال ضد قوات القذافي أحدث تقدما لا سيما بمصراتة، وأكد بمؤتمر صحفي عقده بعد محادثات أجراها بالبنتاغون مع نظيره الأميركي روبرت غيتس أن النظام الليبي أضحى في وضع دفاعي. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الليبية نقلا عن مصدر عسكري أن قوات الناتو شنت أمس غارات على مدينة الخمس (شرق) وقالت أيضا إن سفنا أجنبية هاجمت خط اتصالات قبالة السواحل الليبية مما أسفر عن قطع اتصالات العديد من المدن بالشرق. وقال التلفزيون الرسمي إن طائرات الحلف قصفت مواقع بالعاصمة طرابلس وفي الجفرة شمال غربي البلاد. وبالتوازي مع خطوات الناتو، أمر الرئيس الأميركي بمذكرة وجهها الثلاثاء إلى وزيري الخارجية هيلاري كلينتون والدفاع روبرت غيتس بسحب 25 مليون دولار من أي وكالة حكومية أميركية لدعم من وصفوا بشركاء الحكومة مثل الوطني الانتقالي كجهد لحماية المدنيين والمناطق التي تعج بهم والمعرضة لتهديد الهجمات في ليبيا. كما يدرس حلف الناتو تعيين ضابط اتصال في بنغازي شرقي ليبيا الذي تسيطر عليه المعارضة لتحسين الصلات السياسية مع قيادتها.