قالت مصادر دبلوماسية ل"الوطن" أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر مدد زيارته الحالية إلى صنعاء لبضعة أيام ، بعد أنباء أشارت إلى انه قرر يوم الاثنين قطع زيارته والعودة إلى الأمم المتحدة تمهيدا لتقديم تقرير عن جولته الثامنة إلى اليمن لاجتماع مجلس الأمن في ال25 من يناير الحالى مركزا حول ما تم تطبيقه من قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية . وبحسب المصادر فان قرار بن عمر تمديد زيارته إلى يوم بعد غد يرتبط بعودة رئيس حكومة الوفاق ووفده الوزاري من زيارته إلى دول الخليج التي مدد في برنامج جولتها، ما أعاق مسار تحرك المبادرة الخليجية وتنفيذها في الداخل لاسيما فيما يتعلق بفاعلية إنهاء المظاهر المسلحة واستتباب الأمن وتجميد نقاشات مشروع قانون الحصانة في البرلمان لحين حضور الحكومة او ممثليها لمناقشة المشروع المقر من قبلها ، فضلا عن ما خلفته من فراغ في إدارة الحكومة كون لا نائب لرئيس الوزراء في تولي مهامه ، ما تسبب في تدهور على الصعيدين الأمني والخدمي والمعيشي لليمنيين. وكان بن عمر -وهو مهندس مفاوضات التسوية التي أفضت إلى التوقيع عليها في الرياض 23 نوفمبر الماضي -وصل إلى صنعاء الخميس الماضي حيث قام بلقاءات مع الأطراف الحكومية وغير الحكومية ومختلف الأحزاب والمنظمات والحركات الشبابية للتعرف عن كثب على الوضع في اليمن والمعوقات على الساحة اليمنية وكيفية تجاوزها من اجل تطبيق قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. والزيارة الحالية –بحسب الموفد بن عمر- تأتي في إطار متابعة قرار مجلس الأمن رقم 2014 بغرض تقييم الوضع في اليمن، لافتا إلى انه رغم تقدم محرز في العملية السياسية الا أن هناك معوقات وعراقيل وتحديات كبيرة لا بد من مواجهتها ، مشيرا إلى أن" هناك اجتماع لمجلس الأمن في ال25 من يناير الحالى وسأقدم خلاله تقرير سيركز حول ما تم تطبيقه من قرار مجلس الأمن والآلية التنفيذية " . وجدد المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر في تصريحات صحفية تحذيراته لجميع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية بعدم الوقوف ضد مساعي تطبيع الأوضاع الأمنية في البلاد، والمضي قدماً في تطبيق المبادرة وفق الآلية التنفيذية لها، وقبل بها الجميع، مؤكداً أن مجلس الأمن الدولي سيتخذ عقوبات رادعة في حق أي طرف يثبت عرقلته لجهود التسوية السياسية القائمة في البلاد . وكشفت مصادر مقربة من المبعوث الدولي عن استيائه من تعنت بعض أطراف الأزمة في تسهيل قيام اللجنة العسكرية المكلفة بإزالة المظاهر المسلحة بمهامها وبخاصة ما يتعلق بسحب المجاميع العسكرية والقبلية من أحياء وشوارع العاصمة صنعاء لتهيئة الأجواء المواتية لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في ال 21 من شهر فبراير القادم . وأشارت المصادر إلى أن ابن عمر كرس زيارته الراهنة لليمن حول بنود المبادرة المتعثرة انجازها لاكتمال نجاح المرحلة الانتقالية الأولى وهي، الحصانة القانونية وانتخابات الرئاسة المبكرة ، وتطبيع الأوضاع الأمنية والعسكرية في العاصمة صنعاء وعدد من عواصم المدن الرئيسة الأخرى وطبيعة الصعوبات التي تكتنف انجاز القانون وانتخابات الرئاسة وجهود اللجنة العسكرية تمهيداً لتضمينها تقييمه لمدى التزام الأطراف الرئيسة في الأزمة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بخصوص اليمن وبنود المبادرة الخليجية ورفع تقرير مفصل لعرضه على الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي في ال 25 من الشهر الجاري .