وصل إلى صنعاء اليوم مبعوث الرئيس الإيراني نائب وزير الطاقة مسعود حسيني في زيارة رسمية لليمن تستغرق عدة أيام. وبحسب تصريحات للمبعوث الايراني أن الهدف من الزيارة هو تسليم رسالة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية من أخيه الرئيس أحمدي نجاد تتضمن دعوة رسمية للمشاركة في قمة عدم الانحياز التي ستعقد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأكد المبعوث الإيراني لوكالة سبأ حرص بلاده على أمن واستقرار ووحدة أراضي اليمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية انطلاقا من العلاقات الثنائية التي تربط الشعبين الشقيقين. وكان في الاستقبال نائب وزير الخارجية الدكتور على مثنى حسن ورئيس دائرة الجزيرة والخليج عبد الرحمن صالح الشرعبي ومندوب عن تشريفات رئاسة الجمهورية والسفير الإيراني بصنعاء محمود حسن علي. يشار بأن زيارة المبعوث الايراني تأتي ، عقب تصريحات للرئيس هادي بدعوة ايران بعدم التدخل بالشئون اليمنية واكتشاف خلية تجسس ايرانية في ال 18 من شهر يونيو الجاري. وتصاعدة الازمة بين البلدين مجددا ، وظهرت الى السطح على خلفية اتهامات صريحة اطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي ضد النظام الحاكم في إيران بالتدخل في شؤون اليمن الداخلية بالتزامن مع اعلان ضبط شبكة التجسس الايرانية التي يتولاها قيادات في الحرس الثوري الايراني وانها تمارس نشاطها في البلاد منذ العام 2005 . وتراجعت الحكومة اليمنية عن تنفيذ قرار وشيك بطرد السفير الإيراني بصنعاء وعدد من الدبلوماسيين الإيرانيين على خلفية تلك الاتهامات ، والرد الإيراني الرسمي علىها والذي وصف ب "فظاً"، وعبر عن حالة من التعنت لدى القيادة الإيرانية وإصراراً على عدم وقف تدخلاتها في الشؤون اليمنية. وقالت مصادر موثوقة أن تراجع الحكومة اليمنية عن طرد السفير الإيراني وعدد من الدبلوماسيين العاملين في السفارة بصنعاء فرضته اعتبارات تتعلق برغبة الرئيس هادي إتاحة الفرصة لتسوية الأزمة القائمة وغير المسبوقة بين البلدين عبر القنوات الدبلوماسية وبعيدا عن صخب وسائل الإعلام المحلية والخارجية . وأشارت إلى أن اليمن أقر اتخاذ تدابير وإجراءات صارمة ومضادة تهدف إلى الحد من مظاهر التدخلات الإيرانية في البلاد، خاصة ما يتعلق بتمويل جماعات مسلحة للقيام بأنشطة تخريبية داخل اليمن من شأنها عرقلة مسار التسوية السياسية القائمة . وأكدت المصادر أنه في حال ثبوت تورط السفير الإيراني بصنعاء في دعم خلية التجسس التي تم اعتقالها مؤخراً فسوف يتم إشعاره رسميا بسرعة مغادرة البلاد باعتباره شخصاً غير مرغوب في بقائه . ووصفت المصادر الإجراءات التصعيدية المضادة التي يعتزم اليمن اتخاذها لوقف التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية بأنها ستكون "مؤثرة وصارمة ووشيكة" . وأرجعت المصادر توقيت إطلاق الرئيس هادي لاتهامات صريحة لإيران بالتدخل في الشأن اليمني إلى ما وصفته ب"التمادي الإيراني في افتعال مثل هذه التدخلات"، نافية أن يكون التصعيد اليمني المباغت للأزمة السياسية الراهنة مع إيران مرتبط بمساع يمنية لإرضاء بعض الأطراف الإقليمية والدولية كالسعودية والولايات المتحدة في ظل ما تردد عن وجود حالة من الركود الطارئ في العلاقات الثنائية بين صنعاء والرياض توج بإغلاق السفارة السعودية بصنعاء وتعليق أنشطتها لما يزيد على شهرين .