- دخلت تونس منعرج وصفته شخصيات سياسية ومدنية بالخطر جداً إثر اغتيال المحامي والسياسي شكري بالعيد ب4 رصاصات أمام منزله بالعاصمة التونسية، ووسط تنديد تونسي ودولي واسع، خرجت مظاهرات في مدن عدة للتنديد بالاغتيال رافعة شعارات تطالب في مجملها بإسقاط النظام وحل الحكومة وبرحيل علي العريض وزير الداخلية ، كما أحرقت عديد المقرات لحزب النهضة بمختلف الجهات التي رفعت شعار "خبز وماء والغنوشي لا" . وتوسع نطاق المواجهات بين الامن ومتظاهرين غاضبين منذ أمس بعد خروج عشرات الآلاف في العاصمة إلى شارع الحبيب بورقيبة للتعبير عن الغضب من ثاني حادثة اغتيال سياسي بهذا الحجم عرفتها تونس منذ اغتيال الشهيد فرحات حشاد زعيم الاتحاد العام التونسي للشغل عام 1952 زمن الاستعمار الفرنسي . وأقام المتظاهرون متاريس في شارع بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة، ومنعوا الشرطة من التقدم وهاجموها بالحجارة قبل أن تصل تعزيزات أمنية وتفرقهم باستعمال مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع . وصرح حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة بأن اغتيال شكري بالعيد جريمة سياسية واغتيال لتونس مؤكداً أن السلطات ستتعقب المجرم الذي قام بالاغتيال، وهو ما دعا إليه عدد من رؤساء الأحزاب . ورداً على جريمة الاغتيال، دعت أربعة أحزاب معارضة هي "الجمهوري" و"المسار" و"العمال" و"نداء تونس" إلى إضراب عام اليوم الخميس وإلى تعليق عضوية الأحزاب المعارضة في المجلس الوطني التأسيسي . وحمّل النائب بالمجلس التأسيسي سمير بالطيب مسؤولية اغتيال شكري بالعيد إلى زعيم "النهضة" راشد الغنوشي مباشرة، وطالب من خلال تصريح لإذاعة محلية بمحاسبته والتحقيق معه قضائياً . وأكد القيادي فى حركة نداء تونس لزهر العكرمي أنه "هناك قائمة للاغتيالات والتصفيات الجسدية لاستكمال الانتقال الديمقراطي المزعوم" . كما قرر المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت إلغاء زيارته إلى مصر والعودة الى تونس على إثر عملية اغتيال بالعيد . من جهتها أعربت الأمم المتحدة أمس عن إدانتها الشديدة لاغتيال الأمين العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين وأحد قادة كتلة الجبهة الشعبية المعارضة في تونس شكري بالعيد، كما دان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "بأكبر قدر من الحزم" الجريمة . ودانت وزارة الخارجية الأمريكية "اغتيال المعارض التونسي اليساري شكري بالعيد"، مطالبةً ب"تحقيق شفاف لكشف الفاعلين وسوقهم إلى العدالة" . وقال بيان أصدرته مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن المعارض التونسي شكري بالعيد اغتيل، صباح أمس، على يد مجهولين استهدفوه بالرصاص أمام منزله الواقع في ضاحية المنزه بتونس العاصمة . ووصف البيان بالعيد بأنه كان مدافعاً بارزاً عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية ومعارضاً للعنف السياسي الذي كان قد أدانه أمس الأول الثلاثاء في تونس علناً باعتباره ضربة ضد العملية الديمقراطية في البلاد . ودعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان السلطات التونسية إلى اتخاذ إجراءات جادة للتحقيق في مقتله وغيره من الجرائم ذات الدوافع السياسية لتوفير حماية أفضل للأشخاص الذين تلقوا تهديدات مثل شكري بالعيد والمعرضين للخطر بشكل واضح . وأعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالامم المتحدة عن صدمتها إزاء اغتيال الناشط السياسي التونسي . وأدانت نافي بيلاي رئيسة المفوضية بشدة الاغتيال واصفة إياه بالمدافع البارز عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية وأحد المناهضين للعنف السياسي في البلاد باعتباره تقويضاً للعملية الديمقراطية . وذكرت بيلاي في بيان لها أن تلك الجريمة ارتكبت في بيئة من العنف السياسي المتزايد في تونس تشهد هجمات على مقار الأحزاب السياسية والتجمعات . وأعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن "قلق" باريس من "تصاعد العنف السياسي" في تونس . وقال بيان صادر عن قصر الاليزيه إن هولاند "يدين بأكبر قدر من الحزم اغتيال شكري بالعيد" وأضاف الرئيس الفرنسي أن "عملية القتل هذه تحرم تونس من أحد أصواتها الأكثر شجاعة وتحرراً" . وأكد "أن فرنسا قلقة من تصاعد العنف السياسي في تونس ودعا إلى احترام المثل العليا التي حملها الشعب التونسي إبان ثورته" في 2011 . ولفت هولاند إلى أن بالعيد "التزم طوال حياته العامة المعارك من أجل الحرية والتسامح واحترام حقوق الإنسان مع هذا الاقتناع الراسخ بعمق لديه بان الحوار والديمقراطية يجب أن يكونا في قلب تونس الجديدة" .وتابع أن "رسالة الوحدة وجمع التونسيين من أجل الحريات الاساسية هي التي أراد قتلة شكري بالعيد تحطيمها" . ( وكالات)