- قال الكاتب الصحفي والناشط السياسي صلاح الدين الدكاك -عضو مؤتمر الحوار الوطني في اليمن -إن حرباً باردة تدور تحت سقف «موفمبيك» حيث أعمال المؤتمر بالعاصمة صنعاء ،متحدثا عن أن الجهات الراعية للحوار ومن خلال أدائها تعمل باتجاه تمديد المرحلة الانتقالية رغم كونها تصرح بعكس ذلك ، منبها أبناء محافظة تعز لما وصفه "المخطط اللئيم الذي يعمل أعداء الضوء والمدنية أن تنزلق المحافظة اليه"، محذرا كذلك من "موجات أفغنة جديدة وقودها شاب يمنيون تزج بهم قوى إقليمية عبر أدوات محلية للقتال في سوريا بالمئات".. وبالإشارة لما أعده "حرباً باردة تدور تحت سقف «موفمبيك»" ، قال الدكاك انها دائرة "بين من يمثلون إرادة التغيير من جهة ومن يستميتون لتحويل نهر الحياة إلى بركة آسنة تمكنهم من إعادة إنتاج مصالحهم و شرعيتهم المندثرة نظرياً من جهة مقابلة؛ بالتعويل على إستمالة و تبديد قوى الحداثة التي لا يبدو أنها أفلحت حتى اللحظة في خلق الإصطفاف المطلوب و الكفيل بتفويت الفرصة على المجدفين بالاتجاه المعاكس لمجرى التاريخ". وأكد الدكاك أن "التحالفات في الكواليس ماتزال قائمة ، وهي رهان القوى التقليدية المنتفعة من بقاء الوضع كما هو عليه الآن و نجاح الصفقات التي تحاول أن تعقدها في الظل رهنٌ باستعداد قوى الحداثة للتفريط بهذه اللحظة التاريخية نظير مصالح و مزايا شخصية لا تراعي مصلحة اليمن و لا تثمن تضحياته". وأعرب عضو مؤتمر الحوار عن جماعة "انصار الله" عن أسفه من أن "القوى المدنية التي تمثل غالبية قوام المنضوين في الحوار تبدو عزلاء وفي مهب الريح و الإملاءات و ليس لديها تصوراً واضحاً لطبيعة التغيير المطلوب ولا قواسم مشتركة بينها سوى قاعات المؤتمر كما لم تُبلور رؤية وطنية باتجاه الحل"... مضيفا "إن الحل الذي أردنا له أن يكون وطنياً صرفاً يتراجع بمثابرة لصالح رؤية خارجية جاهزة ستشغل هذا الفراغ الوطني ما لم نتدارك الأمر باكراً ". ولفت الدكاك في مقابلة صحفية نشرتها أسبوعية 26 سبتمبر الحكومية في عددها أمس الخميس إلى أن" الرؤى المطلوبة من حيث المبدأ لا ينبغي أن تكون توافقية لأن جُلَّ عثرات هذا البلد كانت و لاتزال في «التوافقية» التي تدور في العادة بين المسيطرين أصلاً على المشهد و بمعزل عن طيف المجتمع السياسي الواسع و مصلحة مختلف مكونات الشعب المفتقرة للإمكانات المادية التي تتيح لها أن تكون جزءاً من «التوافق»". وقال "هناك قضايا ليس شرطاً أن تنبثق عن مؤتمر الحوار و يكفي أن تمتلك الرئاسة الإرادة لإتخاذ قرارات بشأنها فمثل ذلك سيسهم في التنفيس عن الإحتقانات القائمة في الشارع و يقدم الدليل على جديتها في العمل بصورة مغايرة للأداء الإستلابي السابق هذا من ناحية أما الرؤية المتوقعة كمخاض للحوار فلا تتعدى كونها بلورة الأسس و المبادئ التي سيتأسس عليها العقد الإجتماعي الجديد نظرياً ". وتحدث الدكاك عن الجذور الإقتصادية الإجتماعية للأزمات المركبة في اليمن ..وقال "لا أحد يأخذ على محمل الجد ذلك البعد ، فالجميع تقريباً غارقون في سجال سياسي يُعلي من أهمية الحلول السياسية على حساب الوضع الإقتصادي المتردي بفعل إقتصاد السوق و سياسات الخصخصة.. هذا هو البعد المفقود لدى النخبة في مؤتمر الحوار...نحن نتداوى بالتي كانت هي الداء بالجدوى". وتوقع الدكاك اتجاه المرحلة الانتقالية والحوار بإتجاه التمديد .....وقال "هذا هو ما تعمل الجهات الراعية للحوار على أن يحدث حتى و إن صرحت بعكس ذلك إذ أن الخطط و الإحتياجات التي نرفعها الى الأمانة لا تلقى الإستجابة المطلوبة و تعود مشفوعة بسلسلة من الملاحظات و الإستفسارات...قد يكون هناك قصور بالفعل في رسم الخطط و تحديد الإحتياجات على النحو السليم لكن هذا لا ينفي محاولات الإعاقة الناعمة و المتعمدة الواضحة في أداء رعاة الحوار و إذا إستعرضت برنامج الحوار المزمَّن فستجد أن هناك أموراً كان ينبغي إنجازها في الأسابيع الأولى لبدء المؤتمر و لم تنجز حتى اللحظة...إن مؤشرات الأداء الراهن تنحو بإتجاه إحتمال التمديد". ورأى صلاح الدكاك أن "النجاح في بناء دولة مدنية حديثة مؤسسية تحتكر العنف و تنظمه و تعمل على ترسيخ سيادة القانون هو ما سيتيح لنا تحديد نظام الحكم الأنسب في حين أن فشلنا في ذلك سيجعل كل نظام نعتقد أنه الحل مجرد حراثة على الماء ..لأن عجز الدولة في وضعها الراهن يتيح لمراكز قوى الظل المسيطرة أن تسلب بعشرات الأيدي ما نحصل عليه كشعب بيد واحدة على طريق أشكال الحكم المختلفة ". ونبه عضو مؤتمر الحوار في حديثه أبناء محافظة تعز لما وصفه "المخطط اللئيم الذي يعمل أعداء الضوء والمدنية أن تنزلق المحافظة اليه".... وقال "تعز ليست سنية وليست شيعية ولا يمكن اختزالها في قمقم طائفي ..إنها الرئة التي يتنفس من خلالها البلد بأسره وليست حكراً على عرق أو مذهب أو تيار سياسي بعينه بل هي مزيج جميل متسامح ومتنوع من التعايش على أرضية المواطنة التي ينبغي أن تترسخ...ليس هناك عرق أو طائفة أصيلة في تعز وأخرى طارئة وهامشية، بل مجتمع متمدن قوامه أفراد وقوى منتجة تعوزها أرضية المواطنة ومظلة الدولة المدنية الحديثة التي تتيح لها العطاء والإبداع ولا تتعاطى معها كخزان بشري لحروبها القذرة وغزواتها شمالاً وجنوباً". كما حذر من "موجات أفغنة جديدة وقودها أبناؤنا الذي تزج بهم قوى إقليمية عبر أدوات محلية للقتال في سوريا بالمئات"..مضيفا بالقول "إنها قضية خطيرة سندفع أثمانها باهظة مستقبلاً وينبغي على الحكومة والرئيس أن يقف حيالها بحزم ويعاقب تجار الدم والدمار المشتغلين بهذا السوق القذر".