تنبهت وسائل الاعلام الغربية وحكومات بلدانها ،أمس، وبأثر رجعي لشريط الفيديو الذي نشره تنظيم القاعدة في اليمن قبل نحو 20 يوما ، عن حفل استعراضي ميداني للقوة هو الأكبر والأخطر تجمعا لمسلحيه منذ سنوات، وبرز فيه قائد فرع التنظيم في جزيرة العرب "ناصر الوحشي" وهو يحيّي أنصاره احتفاء بالسجناء الذين تم تحريرهم بهجوم استهدف السجن المركزي بالعاصمة صنعاء منتصف فبراير الماضي ، مؤكدا في كلمته أمام حشود مسلحيه أنه سيتعقب الولاياتالمتحدة. وإذ استغربت اوساط يمنية من هذه اليقضة المتأخرة على الرغم من مضي اسابيع على بث التنظيم للتسجيل وتداولته وسائل اعلام يمنية وعربية في حينه..خرجت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف، بتصريح اعتبرت فيه الشريط بانه تأكيد على أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتخذ من اليمن مقر له يمثل تهديدا رئيسيا لها و لليمن و لدول المنطقة وللعالم أجمع. واضافت إلى أن شريط الفيديو الذي ظهر لم يكن أمرا استثنائيا، غير أنه أبرز زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحشي والذي أشار إلى أنه يعد حاليا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة والتي أصبحت لا تتميز بالمركزية، وهو ما زاد بالفعل من قلق الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة مضت. وقالت هارف إنه من الصعب حاليا تحديد مدى قوة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من خلال شريط فيديو، لكن واشنطن تعلم أن جماعة اكتسبت بعض القوة وهو ما تتخذه واشنطن بجدية، وتعمل على زيادة الجهود للتصدي للجماعة منذ فترة وليس الآن فقط. مؤكدة أن واشنطن تتعاون بصورة وثيقة مع الحكومة اليمنية ودول أخرى لضبط عناصر الجماعة وممارسة الضغوط عليها. ولفتت المسئولة الامريكية إلى أن الجماعة حاولت شن هجوم ضد الولاياتالمتحدة عام 2009، بالإضافة إلى عدة الهجمات استهدفت اليمن. وكانت مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة بثت تسجيلاً بعنوان "أول الغيث" مدته أكثر من ربع ساعة يوم 27 من مارس الماضي للاحتفال بتحرير سجناء من العاصمة صنعاء. ورغم انفتاح اليمن على هجمات الطائرات الامريكية بدون طيار ضد اهداف وعناصر فردية للقاعدة في طول البلاد وعرضها، ظهر شريط الفيدو لأكبر وأجرأ استعراض ميداني يجمع فيه العشرات من مسلحيه وقياداته ، احتفاء بوصول السجناء الذي تمكن التنظيم من تحريرهم ، كما اشتمل على مقابلات بعض الفارين شارحين كيف تمت العملية. وكان قرابة 29 سجيناً غالبيتهم أعضاء خطرين في تنظيم القاعدة قد فروا من السجن المركزي بالعاصمة صنعاء منتصف فبراير الماضي حين هاجم مسلحون من القاعدة سور السجن بالرشاشات المتوسطة والقنابل وفجروا سيارة مفخخة أحدثت فرجة كبيرة في السور. وإلى جانب حشود التنظيم واستعراض القوة عدة وعتاد في منطقة وعرة تغطيها اشجار ، وهم يطلقون النار في الهواء مرددين أهازيج احتفائيه، كان الافت في شريط الفيدو الظهور النادر لزعيم القاعدة في شبه جزيرة العرب ناصر الوحيشي المكني بأبي بصير الذي ألقى خطاباً أمام حشود المسلحين. وقال الوحيشي في خطابه أمام انصاره "شرفنا الله بهذه العبادة من دون الخلق إغاظة العدو"..وأضاف: الأمة علت وارتفعت وسمت ومرحلة الاستضعاف إن شاء الله تذهب عن الأمة. العدو الصليبي أيها الإخوة لا زالت لديه أوراق يحركها. وتابع بابقول "فلابد أن نتذكر أننا دائماً نقاتل العدو الأكبر (أئمة الكفر) ولا بد أن نسقط هؤلاء الأئمة. لابد أن نزيل الصليب الذي ممسكه حامل الصليب أمريكا". وتصاعدت الهجمات المميتة التي يعتقد أن تنظيم القاعدة شنها في أكثر من محافظة يمنية ، وقتل فيها عشرات الجنود، فيما تصنف الدوائر الغربية المختصة بمحاربة الإرهاب جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتخذ من اليمن مقر له على أنه أنشط أجنحة القاعدة وأخطرها.