حزن الشاب طارق التميمي، عندما كان في زيارة إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، في الخليل، مع مجموعة من السائحين الأجانب، والتقت بمجموعة أخرى يرافقهم مرشد سياحي فلسطيني من مدينة غير مدينة الخليل، حاصل على شهادة تدريبية من معهد إسرائيلي للسياحة، يدلي بمعلومات مغلوطة وخاطئة عن الحرم، وينقل ما تدربه وتلقاه وتعلمه للأجانب، فأخذ على عاتقه البحث عن مبادرة شبابية لإطلاع المواطنين الفلسطينيين أولا والتعريف على أبرز معالم تلك المدينة التاريخية وربطهم بها وبتاريخها، كخطوة لرد الاعتبار ورفع الظلم والتهميش عن المدينة، فكانت حملة " زوروا الخليل" بتنظيم جولات مصورة وميدانية في المدينة برفقة مرشدين مؤهلين ومدربين ومرخصين من وزارة السياحة الفلسطينية يعكسون وجه الخليل الحقيقي. موسوعة صور وقال التميمي، صاحب الفكرة، أن الحملة انطلقت قبل عامين، بمجموعة من الشباب الغيورين على مدينتهم، قوامها عشرة من الشباب والصبايا، لتشجيع المواطنين على زيارة الخليل والتعريف بإرثها الحضاري والتاريخي. وأضاف، أن الحملة تستهدف الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية ومدن الأراضي المحتلة عام 48، بالإضافة إلى الزوار الأجانب والحجاج إلى مدينتي القدس وبيت لحم، لتكون الخليل جزء من زيارتهم. وبدأت الحملة بعمل صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، باسم " زوروا الخليل" بالتعريف على المواقع السياحية والدينية، بالتركيز على المناطق المهمشة وغير المعروفة للسائحين، مشيرا أن الموقع أصبح أكبر موسوعة للصور عن المناطق السياحية المختلفة في الخليل، مبينا أن أرشيف الصور القديمة جدا لمدينة الخليل، استقطب أعداد كبيرة خاصة من المغتربين ذات الأصول الخليلية. وأوضح التميمي، بعد عام على الحملة تم طباعة ست صور لتكون أول مجموعة بطاقات صور "بوست كارد" عن المدينة، لمصورين من الخليل، لتعزيز عمل مصوري المدينة، منوها أنه تم توزيع جزء من هذه البطاقات مجانا في مركز الزوار في بيت لحم لتشجيع وحث الناس للزيارة، متابعا ثم أطلق الموقع على الانترنت، الذي يعتبر اليوم مرجعا لزوار المدينة، ويعمل على تسهيل عملية الوصول إلى المدينة من القدس وغيرها من المدن، والتعريف بآلية استخدام شبكة المواصلات. اهتمام غير كافي ويأسف التميمي، أن الحملة بقيت غير مدعومة من مؤسسات المدينة أو الجهات الرسمية الفلسطينية، رغم طرقهم الأبواب، ولكنها لم تجد الاهتمام الكافي، وبقيت مبادرة شبابية فردية لا داعم لها، ما جعلهم يتقاضون بعض التكاليف الرمزية للمرشدين السياحيين، بما لا يزيد عن 20 شيكل، وتغطية بعض النفقات وفي أحيان كثير يقومون بجولات مجانية لا يتقاضون عليها أي أجر. وأشار، رغم ذلك حققت الحملة نتائج ايجابية جدا، بتخطيها الحواجز والجدران التابوهات المفروضة على الخليل، بالوصول إلى مختلف شرائح الشعب الفلسطيني والدول الإقليمية والدولية، باستضافة عدد كبير من الوفود الدولية، من وفود صحفية أجنبية يزورون الخليل لأول مرة، منوها أن آخر هذه الوفود كان وفد مؤتمر البيئة الفلسطيني الذي عقد في بيت لحم، بمشاركة أكثر من خمسين مشاركا وعقد المؤتمر الختامي في مقر لجنة اعمار الخليل، موضحا أنهم يدعون الذين لم يأتوا الى الخليل من قبل. وأكد التميمي، أن الجولات بعين الكاميرا من خلال أجهزة الهواتف الذكية وغيرها التي بثت وسجلت عبر الانترنت نقلت جزء عن الوضع في تل الرميدة وشارع الشهداء والبلدة القديمة، وعن الحرم الإبراهيمي الشريف، شكلت وعيا فكريا ووجوديا عن الخليل وأهميتها دينيا وتاريخيا والمشاكل التي تواجهها من الاحتلال ومستوطنيه، كما عرفت بأماكن غير معروفة للمهتمين في القطاع السياحي مثل المسكوبية والرامة، وكل الأماكن التي ليست على الخارطة السياحية، لافتا أن من يريد أن يعرف أهمية انضمام فلسطين للأمم المتحدة عليه زيارة الخليل، ويشاهد بأم عينيه الكتل والبؤر الاستيطانية كيف غيرت ملامح المدينة، وتغير معالمها كما هو حاصل في الحرم الإبراهيمي الشريف، موضحا أننا نحاول تطوير الفكرة من منطلق الإيمان بأن كل واحد يجب أن يقدم شيئا ما لمدينة كمدينة الخليل يتعرض تراثها وارثها الحضاري للسرقة وطمس ومحو معالمها تحويلها لوجه غريب غير ناطق بالعربية بإنعاش الذاكرة بأن هذه المدينة الكنعانية لم ولن تكون في يوما من الأيام إلا عربية فلسطينية الهوية. زوروا موقع المبادرة على الفيسبوك www.facebook.com/visithebron او الموقع الالكتروني www.visithebron.ps