وشنت الطائرات والمروحيات الحربية غارات جوية متزامنة استهدفت عشرات المقار والمواقع للأجهزة الأمنية، ومواقع تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" وفصائل المقاومة، في جميع مدن القطاع. وشاركت مقاتلات "إف 16" ومروحيات أباتشي وزوارق حربية، في عمليات القصف المكثف، الذي تزامن مع خروج تلاميذ المدارس الذين اختلط صراخهم بأعمدة الدخان ورائحة الموت. وقال مسعفون وشهود عيان ل "الخليج" إن جثث الشهداء والجرحى تناثرت في الشوارع وبين الأزقة وتحت أنقاض المباني المدمرة، فيما أكدت مصادر طبية أن عدداً كبيراً من جثث الشهداء وصلت أشلاء ممزقة ومحترقة، وسط توقعات بارتفاع عدد الشهداء جراء وجود حالات كثيرة من المصابين في وضع حرج. وأكد قادة الاحتلال أن هذه العملية "ضربة افتتاحية وبداية لمعركة طويلة تم الإعداد لها مسبقاً وسيتم توسيعها، مع عدم استبعاد الهجوم البري". بالمقابل أعلنت كتائب القسام وشقيقاتها في فصائل المقاومة الاستنفار العام، وهددت برد موجع ومزلزل على المحرقة، ودعا المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم كتائب القسام إلى توسيع نطاق عملياتها وإطلاق الصواريخ إلى أبعد مدى ممكن. وأكد رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية القيادي في "حماس" في كلمة، مساء أمس، أن الهجمات "الإسرائيلية" لن تجعل حركته تتراجع "حتى لو أبادت "إسرائيل" غزة". وقال "نقول للاحتلال لن نتنازل ولن نتراجع حتى لو أبدتم غزة ولن تتمكنوا لأنها عصية على الكسر". واضاف "ان هذه المجزرة البشعة لم توقف زحف المقاومة وسنواصل مسيرتنا في وجه الاحتلال المتغطرس وسياساته الماكرة"، مشددا على أن حكومته "ستستمر في مهامها". وقال "انهم يريدون استهداف الأمن والاستقرار والنظام ويريدون مؤسسة تبنى على أعينهم ووفق إرادتهم وهذا لن يكون". وتابع هنية "أمام أهداف الخطة "الإسرائيلية" والمجزرة نقول لو علقنا على أعواد المشانق ووزعت دماؤنا في الطرقات وتناثرت أشلاؤنا على الجدران ما ركعنا ولا تنازلنا عن فلسطين والقدس وعودة اللاجئين وحرية أسرانا". أضاف "لو قتلتم الآلاف منا فلن تقتلوا منا روح الأصالة والوفاء للشهداء..نحن لسنا طلاب دنيا بل طلاب كرامة واستقلال وعودة للديار، وسنظل رغم هذه الدماء من شرطتنا وأطفالنا نحمي مشعل الحرية والعودة". وقال هنية "العدو يحاول ان يغطي هذا الوجه القبيح من خلال المفاوضات والمصافحات والاحتضان لبعض القيادات والزعامات على ساحتنا الفلسطينية والعربية"، داعياً مصر والجامعة العربية الى "رفع الحصار عمليا عن غزة واخذ قرار عربي وإسلامي لفتح معبر رفح الى الأبد". وتزامناً مع الغارات، تمكنت فصائل المقاومة من إطلاق عشرات الصواريخ محلية الصنع، وصواريخ "غراد" روسية الصنع، على مستعمرات وأهداف للاحتلال متاخمة للقطاع. وأقرت مصادر "إسرائيلية" بمقتل مستوطنة، وإصابة آخرين في تجمع "نتيفوت" الاستيطاني في النقب الغربي، تبنت إطلاقها كتائب القسام التي قالت متوعدة: "سيعلم الاحتلال أنه ألقى بنفسه في النار". وفي حين اختارت معظم العواصم الغربية لغة الدعوة إلى "ضبط النفس"، فضّلت الولاياتالمتحدة الوفاء كعادتها في تقديم الدعم المطلق ل "إسرائيل". وحملت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس حركة "حماس" المسؤولية. وقالت في بيان "تدين الولاياتالمتحدة بقوة هجمات الصواريخ والمورتر المتكررة ضد "إسرائيل" وتحمل حماس المسؤولية عن انتهاك وقف إطلاق النار وتجدد العنف في غزة". وأضافت "يجب استعادة وقف إطلاق النار فورا". وتابعت "تدعو الولاياتالمتحدة كل المعنيين الى معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة للناس الأبرياء في غزة".