قتل تسعة أشخاص في هجوم تبناه تنظيم داعش واستهدف كنيسة مارمينا في ضاحية حلوان بجنوب القاهرة صباح الجمعة، في اعتداء تزامن مع استعدادات الاقباط المصريين للاحتفال بعيد الميلاد بعد تسعة أيام. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول تعليق على الاعتداء أن "هذه المحاولات الارهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية". ومساء الجمعة، اعلنت وزارة الداخلية في بيان ان منفذ الهجوم يدعى إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى (33 سنة) وهو عامل ألوميتال ومتهم بارتكاب عدة اعتداءات سابقة من بينها هجمات ضد الشرطة. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مجاهد قال بعد الظهر للتلفزيون الرسمي إن الاعتداء على الكنيسة الجمعة أوقع تسعة قتلى، إضافة الى المهاجم الذي اردته الشرطة. الا ان وزارة الداخلية قالت بعد ذلك في بيان ان قوات الامن "تصدت لمجهول كان يستقل دراجة بخارية حاول اجتياز النطاق الامني الخارجي لكنيسة مارمينا وتمكنت من القبض عليه بعد اصابته"، من دون أن تؤكد مقتله. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لشخص يعتقد انه منفذ الهجوم يظهر فيه رجل ملتح يرتدي سترة ذخائر ملقى على الأرض، بالكاد واعيا، فيما قيد الناس ذراعيه ثم كبلوا يديه. وأوضحت الوزارة في بيانها ان قوى الامن ضبطت مع المهاجم "سلاحا آليا" وخزان رصاص وعبوة متفجرة "قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة". واشارت الى أنه قَتَل مواطنين اثنين بعد إطلاق النار في اتجاه محل تجاري كانا داخله قبل اقترابه من الكنيسة، ثم قتل سبعة أشخاص بينهم شرطي. واكدت وزارة الداخلية في بيانها أن "الارهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير عبوة ناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حالا دون ذلك". وأغلقت الشرطة محيط منطقة الاعتداء فيما تجمع الناس في المكان. وأمكن مشاهدة بقع دماء في موقع الحراسة أمام الكنيسة. - جنازة جماعية - ومساء الجمعة اقيمت جنازة جماعية للضحايا في كنيسة السيدة العذراء مريم بمطرانية حلوان. وقدم البابا تواضروس الثاني في بيان تعازيه الى "اسر الضحايا والشرطة والكنيسة"، مؤكدا ان "مصر ستظل قوية وقادرة على دحر قوى الظلام والعنف التي بلا ضمير وبلا احساس". وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قدم "تعازيه لأسر شهداء هذا الهجوم الارهابي" الذي "استهدف أحد الأماكن المقدسة في الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد"، بحسب بيان اصدرته الرئاسة. واكدت رئاسة الجمهورية أن "هذه المحاولات الارهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الارهاب والتطرف". ودان الإمام الأكبر شيخ الازهر أحمد الطيب في بيان "بأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الغادر"، مشددا على أن "تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التي تستهدف الإخوة الأقباط في أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف". واعتبر "أنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر مما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك". ودعا الإمام الأكبر "أبناء الشعب المصري كافة إلى التصدي لهذا المخطط الخبيث، من خلال مشاركة المسلمين لإخوتهم الأقباط في الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح". في باريس، دانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجوم الذي يأتي "في فترة اعياد مسيحية"، واكدت في بيان "تضامنها مع مصر في هذه المحنة". ودانت حركة حماس الفلسطينية في بيان "جريمة كنيسة مار مينا" مؤكدة انها "تثمن المواقف المسؤولة لأشقائنا في مصر وللطائفة المسيحية فيها تجاه قضية فلسطين ورفضهم لإعلان ترامب بخصوص القدس، وتتمنى لمصر وشعبها الأمن والأمان والاستقرار والازدهار". كما دانت السعودية والامارات وقطر الاعتداء، فيما بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري دان فيها الهجوم. ويشكل الاقباط المصريون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط وواحدة من اقدمها إذ يمثلون نحو 10 بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم 95 مليون نسمة.