الاقتصادية/عبد الله باجبير - ما مدى قوة الحب؟.. وتأثيرها في صحة الإنسان.. وهل للحب مفعول سحري قادر على علاج الأمراض، مثل خفض ضغط الدم.. والحد من الاكتئاب.. والتعجيل بالتئام الجروح؟ العلم يجيب بنعم.. فقوة الحب أكبر مما نتصور بكثير. الدراسات النفسية التي أجريت عن العلاقات الاجتماعية وتأثيراتها في الصحة والمرض، تؤكد أن علاقاتنا العاطفية الجيدة تساعدنا على التكيف مع التوتر، لذا فإذا كان لدينا شخص يمكننا اللجوء إليه للحصول على دعم عاطفي أو نصيحة، فإن ذلك يمكن أن يساعد على الوقاية من التأثيرات السلبية للتوتر.. الدراسات ركزت على الصلة بين الحب والصحة.. وتحديدا الزواج وضغط الدم. الدراسة بينت أن مستوى ضغط الدم لدى الأزواج السعداء أقل من غير المتزوجين.. في حين أن الأزواج التعساء يعانون ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالفئتين. هناك عادات حميدة يتبعها الأزواج المحبون، مثل التشجيع على الوقاية من الأمراض.. وتبني السلوكيات الصحية.. مثل ممارسة التمرينات الرياضية، الذهاب للنادي صباحا والمشي ساعة يوميا.. والابتعاد عن العادات الضارة، مثل الإفراط في التدخين والشيشة واستبدالها بعادات مفيدة كالقراءة، الكتابة، حل الكلمات المتقاطعة.. وتناول المشروبات والعصائر الطازجة. كذلك يمكن للعلاقات الرومانسية أن تعطي معنى للحياة يمكن ترجمته إلى رعاية ذاتية أفضل ومخاطرة أقل.. والمثير للدهشة أن إحدى الدراسات اكتشفت أن العناق وتلامس الأيدي يؤدي إلى إفراز هرمون "أوكسيتيكون" الذي يخفض ضغط الدم ويحسن المزاج ويزيد القدرة على احتمال الألم. إذا كان الوقوع في الحب يجعلك سعيدا، فإنه يعود بالنفع على صحتك أيضا، فالذين أحسوا بمشاعر، مثل السعادة والسرور والاسترخاء كانوا أكثر قدرة على مقاومة نزلات البرد، مقارنة بالذين يشعرون بالتوتر أو العداء أو الاكتئاب. قوة الحب على العلاج والتعالي لا تقتصر على المتزوجين، بل تطول علاقات الصداقة والعلاقات العائلية القوية.. والترابط الاجتماعي مفيد للأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية ونفسية.. فعلا ومن الحب ما شفى!!