تقدم دول خليجية على رأسها السعودية والامارات الدعم الخارجي الاقوى للمرشح المتوقع فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية عبد الفتاح السيسي، اذ ترى فيه رجلاً يضع حدًا لمشروع الاخوان المسلمين الذي يمكن أن يهددها، بحسب محللين. في المقابل، يبدو السيسي بحاجة ملحة الى استمرار المساعدات والاستثمارات الخليجية لتعويم الاقتصاد المصري بعد سنوات من التراجع بحسب محللين، وذلك بعد اعلان السعودية والامارات والكويت عن دعم مالي ب12 مليار دولار. وقال المحلل السياسي الاماراتي عبد الخالق عبد الله لوكالة فرانس برس إن دعم الخليجيين للسيسي، لا سيما السعوديين والاماراتيين هو بالنسبة لهم دعم "اولاً لمصر وثانياً لشخص يمثل مؤسسة وطنية مصرية وحيدة قادرة على اعادة الاستقرار في مصر هي المؤسسة العسكرية"، وليس لشخص السيسي. واشار عبد الله الى وجود "ارتباط شرطي" بين الاستقرار في مصر والاستقرار في الخليج، موضحًا أن "استقرار أو عدم استقرار في مصر يعني استقرارًا أو عدم استقرار في الخليج".
وتابع المحلل أن "دول الخليج كانت على وشك أن تخسر مصر وكانت مصر على وشك أن تخسر دول الخليج في ظل حكم" الرئيس الاخواني محمد مرسي الذي وصلت العلاقات بين القاهرة والدول الخليجية في عهده الى الحضيض، عدا قطر التي تغرد خارج السرب الخليجي بدعم الاخوان. وباتت السعودية تعتبر الاخوان المسلمين مجموعة ارهابية محظورة فيما حاكمت ابوظبي خلايا اخوانية بتهمة "التآمر على نظام الحكم" وجمع التبرعات لمنظمة الاخوان الام في مصر.
ومسألة الاخوان هي السبب الرئيسي في الخلاف بين السعودية والامارات من جهة، وقطر. وبعد انطلاقة الربيع العربي في نهاية 2010، بدأ تمكن المجموعات الاسلامية ولا سيما الاخوان المسلمين يقلق بشكل كبير دول الخليج الغنية التي تحكمها أسر حاكمة وراثية.
وامكانية استمرار الاخوان لسنوات طويلة في الحكم في مصر، البلد العربي الاكبر والاكثر رمزية، كانت تشكل كابوسًا لدول الخليج لا سيما للسعودية، اذ أن الاخوان المنظمين في مصر كانوا سيسعون من دون شك الى تمدد نموذج حكمهم الى غالبية دول المنطقة، بحسب المحللين. وقال المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان إن نظامًا اسلاميًا طويل المدى في مصر "كان سيستخدم الدين ليتوسع الى باقي الدول العربية ويعيد زعامة مصرية الى العالم العربي بلون اسلامي (...) وهذا كان اشبه بكابوس" بالنسبة لمعظم الدول العربية والخليجية بالتحديد.
كما أن الدول الخليجية كانت تنظر بقلق كبير الى امكانية أن تصبح مصر الاخوانية في الفلك الايراني بسبب تقارب ايران والاخوان، أو في الفلك التركي في ظل الارتباط بين الاخوان ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ما يؤثر بشكل جذري على توازن القوى في الشرق الاوسط.
وقال بدرخان، انه "عندما لاحت الفرصة بأن الشعب المصري يرفض حكم الاخوان، كان هناك اقبال من الانظمة الخليجية لدعم المؤسسة العسكرية لأنها الوحيدة التي يمكن أن تضمن ازاحة حكم الاخوان دون أن تحصل كارثة مثل حرب اهلية أو ما شابه".
وبعيد اعلان الادارة العسكرية بزعامة عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي مطلع تموز/يوليو 2013، اغدقت دول الخليج المساعدات المالية والاستثمارات الى مصر. واعلنت السعودية والامارات والكويت مجتمعة تقديم دعم مالي لمصر يصل الى 12 مليار دولار، بينما قال السيسي في مقابلة بثت في وقت سابق هذا الشهر إن المساعدات الخليجية لمصر بلغت في الواقع 20 مليار دولار.
من جهته، قال رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب الثلاثاء من دبي، وفي اشارة واضحة الى دول الخليج "لن ننسى أبدًا تلك الأيادي الصديقة التي امتدت إلينا بالتأييد والمساندة".