قدم عبدالملك الحوثي في كلمته الأخيرة مبادرة لحل مشكلة عمران سيكون من الخطأ الفادح تجاهلها: لقد دعا قيادة الدولة والجيش ممثلة بالرئيس هادي ووزير الدفاع إلى تولي زمام الأمور في عمران، ووضع في أيديهم التزامين اثنين:
التزاما من جماعته بوقف إطلاق النار،
والتزاما آخر بتسليم عمران، أو المواقع التي تسيطر عليها جماعته في عمران، لقيادة يختارها الرئيس هادي، قيادة محايدة في مواقفها من طرفي الحرب هناك.
كان هذا تقريبا فحوى مبادرته، التي أرجو أن أكون قد وفقت في التقاطها وتلخيصها هنا، والتي أجدها في المجمل تستحق من هادي ومنا جميعا تلقيها بالاهتمام والجدية المطلوبين بصرف النظر عن أي مواقف لدينا تجاه صاحبها وجماعته.
عبدالملك الحوثي، وكمبادرة منه لتعزيز مبادرته هذه وإظهار استعداده لايقاف الحرب والخروج بحل لمشكلة عمران، أعلن عن أنه غدا سيطلق سراح (100 "أسير"):
إعلانه هذا أتى مغلفا ب"هدف معلن" هو رغبته في إظهار أنه جاد في مبادرته الرامية لايقاف الحرب وحل المشكلة في عمران،
ولكنه- بهذا الاعلان- كشف لنا أيضا عن أن هناك (100 فرد) من الجيش وقعوا أسرى في أيدي جماعته، وهذا رقم كبير ينبئنا عن وضع صعب يواجهه الجيش في هذه الحرب.
وفي الحالتين،
هذه خطوة منه تحث الدولة على المسارعة لتولي زمام الامور في عمران.
غير أن أهم ما حملته مبادرة الحوثي تمثل في أنها تضع في يد الرئيس هادي "تفويضا" للدولة من طرف الحوثي وجماعته لتسلم زمام الأمور في عمران، وتضع الكرة في ملعب خصومه (علي محسن والقشيبي والإصلاح) الذين يخوضون في مواجهته حربا باسم وبواسطة الجيش والدولة رغم أنف قيادة الجيش والدولة، فهل سيفعل هؤلاء الشيء نفسه ويسلمون زمام الأمور في عمران الى هادي أم أنهم سيستمرون في خوض حربهم مع الحوثي رغم أنف هادي؟
وأكثر من هذا، هذه المبادرة تضع الكرة في ملعب هادي ووزير الدفاع، وكأن لسان حال الحوثي يقول لهم:
تعالوا تولوا زمام الأمور في عمران، نحن مستعدون لتسليمكم زمام الأمور، وليس عليكم سوى اقناع علي محسن والقشيبي بتسليمكم زمام الأمور من طرفهم أيضا!
فهل سيفعلون؟
وهل سيتحرك الرئيس هادي ويتولى زمام قيادة الجيش والدولة في عمران؟