أعلن الرئيس علي عبدالله صالح قرار مجلس الدفاع الوطني بفرض حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات وحظر التجوال بالأسلحة. وعبر صالح في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم بدار الرئاسة عن أسفه الشديد لما حدث اليوم الجمعة من سقوط قتلى وجرحى من المواطنين في العاصمة صنعاء.. وقال :" شيئ مؤسف ماحدث اليوم من سقوط ضحايا من أبناءنا المواطنين ". وقال :" كان هناك تواصل بين اليمن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لإجراء وساطة لرأب الصدع بين أطراف العمل السياسي في اليمن" .. مؤكداً بأن ماحدث اليوم أفشل هذه المساعي لرأب الصدع وحقن الدماء في الساحة اليمنية . وجدد التأكيد أن هناك توجيهات صدرت منذ وقت مبكر لكافة الأجهزة الأمنية بحماية المسيرات والاعتصامات سواء كانت مؤيدة أو معارضة والفصل بينهما .. مشيراً إلى أنه تم سحب الإعتصامات المؤيدة إلى ساحات أخرى بعيدة عن الإعتصامات المعارضة تجنباً للإحتكاك. وقال :" للأسف الشديد تتمدد اعتصامات المعارضة كل يوم وتنتشر في الشوارع والأحياء السكنية وهو مايسبب إزعاج للمواطنين, ويعيق حركتهم الإعتيادية اليومية وتعليم أبنائهم ". وأوضح فخامة رئيس الجمهورية أن ما حدث اليوم هو نتيجة مواجهات بين مواطنين ومعتصمين إثر اقتحام المعتصمين لأحياء سكنية جديدة وهدم جدران بناها سكان تلك الأحياء لحمايتها. وأكد أن الشرطة لم تطلق أية رصاصة واحدة كونها من قوات مكافحة وفض الشغب ولا تحمل أية أسلحة. ولفت إلى أن المعتصمين إذا رغبوا في مواصلات إعتصاماتهم فعليهم أن يبحثوا عن أماكن أخرى بعيدة عن الأحياء السكنية لتجنب الإحتكاك مع المواطنين. وقال صالح :" تم تشكيل لجنة من جهات محايدة للتحقيق في الحوادث التي وقعت في صنعاء وعدن وتعز وأبين ومأرب والجوف والحديدة، لكشف ملابسات تلك الأحداث و معرفة السبب والمسبب سواء من السلطة أو المعارضة". واعتبر الضحايا الذين سقطوا اليوم شهداء وجرحى الديمقراطية" .. مؤكدا أن الدولة ستولى رعاية واهتمام بأسرهم. وكانت مصادر طبية وشهود قد ذكروا أن قوات الأمن اليمنية أطلقت النار على جموع من المحتجين المناهضين للرئيس علي عبد الله صالح، وذلك بعد صلاة الجمعة اليوم (18 آذار/ مارس 2011). وأدى تدخل قوات الأمن إلى مقتل العشرات وجرح نحو خمسين آخرين. وتفيد أخر حصيلة قابلة للارتفاع أن 30 من المحتجين قتلوا وأن المستشفيات، التي لم تعد قادرة على التعامل مع حالات، تعج بالجرحى. ونقلت قاة الجزيرة عن مصادر طبية قولها إن الإصابات كانت في الرأس والصدر والقلب وأن عدد المصابين وصل حتى الآن لأكثر من 200 شخص. وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس أن إطلاق النار جاء من المباني المجاورة لساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء، والتي باتت تعرف ب"ساحة التغيير".