مقابل التواطؤ مع العدو الصهيوني والصمت عن جرائمه في عدوان 2006 على لبنان وعدوانه الاخير على غزة, تتعالى نبرات الاعلام الرسمي العربي ضد ايران وما يسميه هذا الاعلام بالتدخل الايراني في شؤون المنطقة سواء في العراق او من خلال دعم حزب الله وحركة حماس الفلسطينية. واذا كان ما يقوله هذا الاعلام تدخلا يستدعي الادانة والصراخ اليومي على بعض الفضائيات والصحف, فهل يملك هذا الاعلام ربع الجرأة المذكورة, في إدانة الدور والتدخل الايراني ايام الشاه, وذلك بصرف النظر عن طبيعة التدخل في كل مرة, وهل يمتلك هذا الاعلام الاعتراف بأن عواصم عربية معروفة هي التي أدخلت ايران في المنطقة ايام الشاه. ولمن نسي ذلك نُذكره بالمحطات التالية: 1- انخراط دول عربية معروفة مع نظام الشاه في حلف عسكري يضم »اسرائيل« بصورة غير مباشرة هو حلف السنتو وكان موجها ضد الحركة الشعبية وحركة التحرر الوطني والقومي العربية بقيادة جمال عبدالناصر »ليس شيعيا ولا علويا«. 2- ولم يقتصر الامر على دور عسكري ايراني رأيناه في ظفار والخليج بل امتد الى افريقيا بمشاركة مصرية ايام السادات فيما عُرف بحلف السافاري وكان في خدمة شركات اوروبية وامريكية. 3- والاخطر من كل ذلك موافقة بعض العواصم العربية على بناء خط نفطي من البحر الاحمر الى عسقلان التي تحتلها »اسرائيل«. 4- وهذا غير المؤتمرات والمنظمات الاسلامية التي لعب فيها نظام الشاه دورا حاسما في رسم سياساتها وتوجيهها ... واذا كان مفهوما ان يتحدث الاعلام الرسمي العربي عن »التدخل الايراني« لايران ما بعد الشاه, ويتجاهل التدخل الايراني السابق ايام الشاه, فمن غير المفهوم ان يتورط كُتاب عرب من خارج الاعلام الرسمي بهذه اللعبة المكشوفة وان يروا في دعم ايران لحزب الله وحماس امتدادا لايران الشاه وتحالفاتها مع النظام الرسمي العربي مع التأكيد دائما وفي كل مرة بأن تقدير الشعب العربي لموقف ايران مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية لا يعني الصمت على الموقف الايراني في العراق.