رغم عمرها القصير استطاعت جمعية المنشدين أن تجمع هواة هذا الفن الراقي في صعيد واحد وتقدم للجمهور اليمني والعربي والعالمي أعذب الألحان. ولا غرابة أن تحصد الجمعية جوائز ومراكز متقدمة في مهرجانات عالمية نظير أعمالها الفنية الجليلة التي تفوقت بها على الموشحات الأندلسية، وتحاول الجمعية الاستمرار في تقديم دورها الفني وسط إهمال رسمي ملحوظ. يشار هنا أن عدد أعضاء الجمعية يبلغ120منشدا، وللجمعية فروع في الحديدة وتعزر وإب وحجة وذمار والمحابشة بحجة وشبوة. علي محسن الأكوع رئيس الجمعية تحدث لموقع" براقش نت" عن تفاصيل أخرى، فيما يلي نصه: ماهو الهدف من إنشاء جمعية المنشدين ؟ جمعية المنشدين منذ تأسيسها في عام 1989 استطاعت بفضل الله أن تحقق الكثير من الطموحات التي رسمها النظام الأساسي وفي مقدمتها جمع المنشدين في كيان واحد من أجل تدارس وحفظ ونشر التراث الفني اليمني المتمثل في الموشحات والأناشيد التي كادت أن تنقرض بمجرد وفاة الآباء المنشدين الذين كان لهم الفضل في الحفاظ على هذا التراث الثقافي الفني الذي يصاحب المجتمع في كل عاداته وتقاليده وأفراحه وأتراحه. وبطبيعة الحال منذ انطلاقة الجمعية استطعنا نشر هذا ا التراث داخل اليمن من خلال الإذاعة والتلفزيون ولم يكن ذلك كافيا بل حرصنا على إظهار هذا الزخم الفني الرائع للعالم عن طريق مشاركاتنا العربية والدولية والتي حصلنا فيها على المراكز الأولى وماهي الدول التي شاركتم فيها ؟ شاركنا في بلدان عديدة هي مصر والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والجزائر وسوريا والأردن وتركيا والعراق ولبنان وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وقد لمسنا في تلك المشاركات أن تراثنا الإنشادي يتمتع بزخم هائل لا نظير له تجلى ذلك في إعجاب الجمهور الأجنبي بأدائنا ونحن نقدمه مصحوبا بالأزياء اليمنية التراثية . وماهي أهم منجزات جمعية المنشدين ؟ بقد استطعنا توثيق أكثر من 200 لحن تراثي واعتمدنا في غالبيتها على المشارب التراثية باستثناء بعض الألحان أخذناها عن مبدعين يمنيين كذلك اعتبر إصدار كتابي " روائع شعر النشيد الصنعاني " من أهم منجزات الجمعية الذي يعد المرجع الأول في المكتبة اليمنية للنشيد التراثي ماذا عن الكلمات ؟ إن كثير من أناشيدنا هي من قصائد الشعراء المبدعين القدامى الذين توفاهم الله أمثال الانسي والكحلاني والعنسي ولم يقتصر الإنشاد على ذلك بل هناك شعراء عرب أمثال أمير الشعراء شوقي في رائعته ولد الهدى فالكائنات ضياء وأبو فراس الحمداني أراك عصي الدمع هل ثمة صعوبات تواجهكم ؟ نعم، وأكبر معوق هو انعدام الدعم وأستطيع القول انه غير موجود وكل ما نحصل عليه هو مبلغ زهيد جدا والجهات المعنية لا تهتم بالتراث والعتب على وزارتي الثقافة والإعلام الآن وبعد مرور 20 عاما على تأسيس الجمعية ماهو موقعها عالميا ؟ اسمح لي أن أقول أن الجمعية استطاعت أن تحقق شهرة عربية وعالمية ويتضح ذلك من الحفاوة الكبيرة التي نحظى بها في مشاركاتنا الخارجية من قبل الأجانب الذين يظهرون اهتماما بالغا بتراثنا أكثر من اهتمام جهاتنا الرسمية في اليمن وإنني أؤكد هنا أن التراث الإنشادي اليمني يتفوق على الموشحات الأندلسية وقد أشاد به كبار الفنانين في مصر وسوريا وقالوا لنا انتم تملكون كنزا لا يوجد في أي مكان آخر.