الحكومة الفرنسية حركت حاملة الطائرات العملاقة " شارل ديغول" نهاية الأسبوع الماضي إلى الخليج، ومنه ستتوجه إلى المحيط الهندي.. فلماذا حركوا"شارل ديغول" بعد هجوم الأربعاء في باريس، وحوادث أخرى تلته أودت بحياة 17 فرنسيا؟ هناك من يعتقد أن فرنسا التي تشعر بالإهانة، وتعتبر 7 يناير2015 بمثابة هجوم 11 سبتمبر2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي منحها صلاحية غزو أفغانستان، والحرب والضرب في مختلف البقاع.. وأن فرنسا حركت حاملة الطائرات "شارل ديغول" إلى المنطقة، وعينها على اليمن، وهذا يفهم من كلام كرره الرئيس هادي في الأيام الماضية، عن حملة إعلامية ظالمة ومسيسة ضد اليمن بعد الهجوم الإرهابي في باريس، وأن هذه الحملة تصور اليمن وكأنه هدف لضربة انتقامية.. المؤكد أن فرنسا لن تكتفي بالإجراءات التي اتخذتها في مواجهة الإرهاب داخل حدودها، ولن تتوقف عند مشاركتها في الحملة الدولية لضرب الإرهاب في العراق وسوريا، وهذا يفهم بوضوح من قول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لوزير الخارجية الأمريكي: تعرضتم أنتم لاعتداء إرهابي استثنائي في 11 سبتمبر 2001، وتدركون ما يمثله ذلك بالنسبة إلى الدولة، وعلينا العمل معا لإيجاد الرد اللازم! إن الإرهابيين عندنا يستدعون فرنسا للمجيء إلى هنا، فالإرهابي الأساسي في هجوم 7 يناير علموه ودربوه هنا، وتنظيم القاعدة هنا خرج ليؤكد صراحة- على لسان الإرهابي ناصر الآنسي- أنه المسئول عن تخطيط وتمويل وتنفيذ ذلك الهجوم، واختيار هدفه، بعد أن عده المسئول الشرعي للتنظيم حارث النظاري فتحا، وغزوة باريسية مباركة.. فلم نستبعد أن يكون الرد الفرنسي اللازم، المؤكد أو المحتمل، على أراضينا، بعد هذا الاستدعاء، إضافة إلى ما يكون قد توافرت لفرنسا من معلومات وأدلة أخرى، نتيجة الإجراءات والتحقيقات التي قامت وتقوم بها، خاصة بعد هجوم 7 يناير؟ التوجه الفرنسي المؤكد، أو المحتمل لرد لازم، ينبغي أن يدفع الرئيس هادي إلى تجنيب اليمن أي ضربة فرنسية، عن طريق المبادرة إلى إقناع الأصدقاء بضرورة التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وأن ما حدث في فرنسا هو نتيجة غياب هذا التعاون، وتساهل فرنسا مع الجماعات الإرهابية عندها.. ثم أين ستضرب فرنسا، وماذا ستضرب إذا كان الإرهابيون قد أصبحوا متحالفين مع طرف سياسي معروف، ومتغلغلين بين السكان؟ لسنا ناقصين ضحايا، ولا تدخلات تزود الإرهابيين بمزيد من الذرائع.. ونذكر هنا أن أمريكا كانت ستضرب اليمن بعد أفغانستان عام 2001، ولكن التحرك السريع الذكي للرئيس صالح منع ذلك.. هل تفهم يا صاحبنا؟