تستعد الحكومة اليمنية لفتح أول قناة اتصال مع نائب الرئيس السابق، المعارض الجنوبي المقيم في الخارج علي سالم البيض، وذلك للمرة الأولى منذ نزوحه من اليمن عقب حرب صيف 1994. وقالت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية حورية مشهور ل"العربية.نت" إن لجنة الاتصال الرئاسية هي المخولة بالحوار مع البيض وغيره من المعارضين في الخارج أو الأطراف المعنية في الداخل، مشيرة إلى أن أي حوار مع البيض سيكون تحت سقف الوحدة وليس تحت سقف مشاريعه المغامرة. وانتقدت الوزيرة اليمنية - التي تعد من أبرز الشخصيات الجنوبية في حكومة الوفاق الوطني - ما أطلقه البيض مؤخراً من تهديدات بنقل الحراك الجنوبي السلمي إلى الكفاح المسلح، قائلة "بهذا التفكير فإنه يحاول كلياً قتل القضية الجنوبية وأعتقد أن المجتمع الدولي سيمارس عليه ضغطاً للكف عن مشاريعه المتطرفة، لأن اللجوء إلى العنف غير مقبول إطلاقاً". وأكدت الوزيرة أن الجنوبيين لن ينجروا إلى مربعات العنف وحمل السلاح لأنهم في الأصل مدنيون، مشيرة إلى أنها تعتزم الذهاب إلى عدن وحضرموت خلال الأيام القليلة القادمة للتواصل مع جماعات الحراك، انطلاقا من التنسيق القائم بين لجنة الاتصال الرئاسية واللجنة الوزارية التي ترأسها للحوار مع المكونات الشبابية في مختلف الساحات. ولفتت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية إلى أن القضية الجنوبية ستكون الملف الأبرز على طاولة مؤتمر الحوار الوطني المرتقب، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كونها "أم القضايا الوطنية وبحلها سنكون قد اقتربنا بنسبة 70% من حل كافة القضايا والمشكلات اليمنية العالقة" على حد قولها. وأشارت الوزيرة التي ترأس اللجنة الوزارية للحوار مع الشباب المعتصمين في الساحات إلى أن لجنة الاتصال الرئاسية عقدت خلال الساعات الماضية اجتماعاً مع لجنتها الوزارية المكلفة بالتواصل مع الشباب، وذلك بحضور سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وممثل الأممالمتحدة. ونوهت إلى أن التعاون والتنسيق بين اللجنتين هو لضمان الانسجام في الرسائل الاتصالية على طريق تهيئة الشاب ومختلف القوى السياسية للحوار الوطني أحد الإجراءات أو المكونات الأساسية للمرحلة الانتقالية، والتي يتوقع أن تكون مخرجاتها خارطة طريق ليمن جديد آمن ومستقر وموحد. وتابعت وزيرة حقوق الإنسان التي ترأس لجنة الحوار مع الشباب: الحقيقة أن الكثير من المكونات الشبابية عبر عن تعاطٍ إيجابي مع هذه العملية، وهذا يعكس النضج والخبرة السياسية التي اكتسبوها خلال أكثر من عام في الساحات العامة، وهم يدركون المخاطر والتحديات المحدقة بالوطن ويدركون أن الحوار يمثل قيمة عقلانية إنسانية، أخلاقية ودينية ووطنية ولا يمكن أن يرفضه إلا كل متطرف يسعى لحلول متطرفة أكثرها حدة وأسوأها العنف. موقف "البيض" من الحوار الوطني للحكومة اليمنية أكد القيادي في الحراك الجنوبي ماجد الشعيبي ل"العربية.نت" أن علي سالم البيض، هو الرئيس الشرعي للجنوب، وهو يشكل مع حسن باعوم القيادة العليا للحراك. وأضاف، أن البيض يؤكد أنه مع المجتمع الدولي في حلحلة الأزمة والقضايا باليمن ومحاربة الإرهاب والحوار هو أمر يطالب به وفق قراري مجلس الأمن رقم 924 ورقم 931 الصادرين في 1994 وعلى أساس ندي متساوٍ بين الجنوب والشمال، وهو يؤكد أن الاستقرار والأمن لليمن لن يتم إلا عبر حل معضلة الوحدة وإخراج قوات الشمال من الجنوب حتى يتم الحوار بدون سياسة الأمر الواقع والمجتمع الدولي الذي يضع الوصاية على اليمن لن ينجح في مهمته إلا عبر إعطاء الجنوب ما يريده باستعادة الدولة وفك الارتباط مع الشمال. وكان البيض شغل من قبل منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب, ثم كان نائبا للرئيس اليمني السابق بموجب إعلان الوحدة اليمنية بين الشطرين الشمالي والجنوبي في 22مايو/أيار1990 غير أنه دخل في أزمة سياسية مع صالح وحزبه انتهت بحرب 1994 التي أفضت إلى خروج الحزب الاشتراكي من السلطة ونزوح البيض وعدد من كبار معاونيه إلى خارج اليمن. واعتزل البيض العمل السياسي طيلة إقامته في سلطنة عمان قبل أن يغادرها في مايو 2009 إلى بعض البلدان الأوروبية معلناً عن عودته لقيادة الحراك الجنوبي المنادي بفك ارتباط الجنوب عن الشمال. ومؤخرا اتخذ البيض سياسة اعتمدت التقارب مع طهران حاصلا على دعم إيراني بعد أن فشل في إقناع دول الخليج والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بدعم مخططه الانفصالي الرامي إلى تقسيم اليمن مجددا وفك ارتباط الجنوب عن الشمال. وفيما اعتبره مراقبون مؤشرا قويا على التحالف الذي بات يربطه بإيران أكد البيض في حوار بثته أمس قناة "عدن لايف" التابعة له، أن ما يجري في سوريا عمل تخريبي يقف وراءه "عدونا الأول إسرائيل" بحسب وصفه، كما تمنى في الوقت ذاته التوفيق لجماعة الحوثي التي قال إنها عانت كثيرا من نظام صالح.