حسنا فعل حزب المؤتمر الشعبي العام عندما أصدر مجلة وأطلق عليها اسماً واقعياً هو: الثوابت . ذلك لأن اسم الثوابت مشتق من الثبات، ونحن والحمد لله مازلنا ثابتين في مواقعنا نتكلم ونخاطب بعضنا البعض بنفس اللغة التي كنا نتكلم بها في عهد الإمام يحيى : لغة الكراهية والحرب والمذابح. في كتابه "ملوك العرب " وفي الجزء الخاص عن الإمام يحيى يسرد الكاتب والمؤرخ اللبناني أمين الريحاني هذه الحكاية التي سمعها من يمني مغترب في أمريكا وأثارت فيه الحنين إلى زيارة اليمن ذلك المذبوح : ( كنت ذات يوم في إدارة إحدى الجرائد النيو يوركية حين دخل رجل غريب اللهجة لا اللسان يريد كتاباً يعلمه الحديث في اللغة الإنجليزية فسألته :من أين أنت ؟ فقال: من اليمن، وكنت يومئذ في أهبة السفر إلى بلاد العرب فاستأنستُ بالرجل وبلهجته وقلت وأنا راغب في الاستفادة: إجلس وحدثني عن بلدكم. فقال على الفور: بلادنا طيبة الهواء والماء ولكن أهلها دائما في احتراب، فقلتُ ومن يحاربون؟ فأجاب: حاربنا الأتراك وحاربنا القبائل وحاربنا الإدريسي ويحارب دائماً بعضنا بعضا. - وهل الإمام يحيى حاكم اليمن كله ؟ - لا . هو يحكم جزءاً صغيراً منه، نحن أهل اليمن لا نخضع لأحد، دائما نحب الحرية ونحارب من أجلها ونذبح أقرب الناس إلينا. ثم سألته ما إذا كان من أجانب في اليمن؟ فقال: لا، وإنه لا يؤذن لهم لا بالذهاب ولا بالإقامة - وإذا جاءكم الأجنبي - والله نذبحه - وإذا ساح متنكراً - إذا عرفناه فوالله نذبحه - أوما يؤذن للسوري وهو عربي مثلكم ؟ - إذا كان مسيحياً فهو والقونجي سواء وقد يحميه لسانه أو يصرف النظر عنه. - قلت وإذا انكشف أمرهُ وعرفتموه ؟ فأجاب الرجل دون إن يغير من لهجته الناعمة اللطيفة: - والله نذبحه كأنه يقول نضيفه ونكرمه .