شهدت الساحة المصرية خلال اليومين الماضيين موجة من المعارك الاعلامية والسياسية والبلاغات القانونية اثر 'حرب الشوارع' التي اشتعلت في وسط القاهرة الجمعة اثناء مظاهرات معارضة للرئيس محمد مرسي. وحملت الأحزاب المدنية واليسارية، الرئيس محمد مرسى، وجماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة، مسؤولية أحداث العنف التي تسببت في إصابة المئات. وطالب حزب المؤتمر - تحت التأسيس- الذي يترأسه عمرو موسى، بالتحقيق الفوري في الأحداث ومحاسبة المسؤولين عنها، وألقى باللوم على جماعة الإخوان المسلمين، واعتبر نزول أعضائها الميدان استفزازاً للقوى السياسية المدنية التي دعت للمظاهرات لأهداف أعلنت عنها قبل أسبوعين، محذراً الإخوان مما وصفه ب'غرور القوة'. وجددت القوى والأحزاب والحركات المدنية التي شاركت في جمعة كشف الحساب، يوم الجمعة الفائت اتهامها لجماعة 'الاخوان' باستخدام ميليشيات مسلحة ب'الخرطوش' والقنابل المسيلة للدموع، وكسر الرخام، والعصي، للاعتداء على المتظاهرين السلميين المشاركين فى المظاهرات. وتضاربت تصريحات قيادات 'الاخوان' حول احداث الجمعة، اذ نفى بعضها تورط عناصر الجماعة في تحطيم منصة 'التيار الشعبي' بميدان التحرير والتي كان من المفترض ان يستخدمها معارضو مرسي، بينما لم يستبعد اخرون ان يكونوا من اعضاء حزب الحرية والعدالة. وهددت الاعلامية في قناة 'دريم' جيهان منصور، بمقاضاة القيادي الإخواني عصام العريان، الذي اتهمها بانها ' تريد فرض وجهة نظرها دون الاستماع له، وانها تتقاضى اموالا لكي تنتقد 'الاخوان' بعد ان واجهته بالاتهامات للاخوان بالتورط في اعمال العنف. وطالبت جيهان، عبر بيان، العريان بالاعتذار عما بدر من ألفاظ تُشكل اتهاما خطيراً بدون أدلة، قائلة: وإلا فسيُطرح الأمر على القضاء لقول كلمته الفصل في الموضوع. وكان القيادي الإخواني قد قال للمذيعة، أثناء مداخلة هاتفية ببرنامجها الأحد، ما نصه: اسمعيني، ده مش حوار، إنتي عاوزة تفرضي وجهة نظرك، ومش عاوزة المُشاهد يسمعني، إرجعي للشريط، وخلي حد بيفهم في الميديا يقولك إنتي غلطتي في إية، عيب يا جيهان أقولك الكلام ده على الهواء، مقاطعتك كتير، ولا أريد أن أسألك بتأخدي إيه عشان تقولي الكلام ده. وبدا ان العريان فقد اعصابه بعد ان ان ذكرت له المذيعة بأن صور الفيديو اظهرت ان من حطموا منصة التيار الشعبي في ميدان التحرير كانوا يهتفون ' حرية وعدالة .. مرسي وراه رجالة'، ورد بانهم اناس 'انتحلوا صفة حزبية او انهم اعضاء في الحزب فعلا'. وعلق العريان، عبر تدوينة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قائلاً: 'الشوشرة على صوتي في صباح دريم كانت واضحة تماماً'. وأضاف: 'سقطة مهنية شنيعة لقناة دريم عندما غلوشت على صوتي، بينما صوت المذيعة واضح، وصوت كريمة الحفناوي قبلي واضح، يجب على الادارة محاسبة المسؤول والمذيعة'. ومن جانبها، أوضحت جيهان، في بيانها، إنها أفردت للعريان مدة زمنية بلغت أكثر من 15 دقيقة، وإنها لم تتعمد مقاطعته، وإنما مارست دورها في توجيه الأسئلة المتفق عليها معه، موضحة أن مداخلة كريمة الحفناوي، أمين عام حزب الاشتراكي الوطني، لم تتعد 3 دقائق، على حد قولها. وأضافت جيهان أنها فوجئت خلال المداخلة التليفونية بالعريان يتجاهل الحديث عن اشتباكات التحرير، والحديث عن سبب عدم اتفاق الإخوان مع القوى السياسية المتواجدة في الميدان على موقف موحد، ليكيل إليها الاتهامات، مشيرة إلى أنه حاول إيهام المشاهد بأنها تتقاضى أموالاً لمهاجمته. ورفضت الجبهة الحرة للتغيير السلمي، تصريحات القيادي الإخواني عصام العريان، وطالبته بالاعتذار، وتساءلت الجبهة في بيان أصدرته الأحد، كيف لقيادة في مثل حجم العريان وهو المرشح لحزب من المفترض أنه يقود البلاد، أن يقوم بإرهاب الإعلام بمثل هذا الأسلوب الفج؟ . كما طالبت الجبهة بضرورة إظهار ما لديه من مستندات تؤكد اتهاماته لجيهان منصور، متسائلة كيف يصدر من أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، مثل تلك الاتهامات غير المسؤولة؟. وفي غضون ذلك قدم عدد من القوى السياسية، أمس، بلاغاً إلى النائب العام، اتهموا فيه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعدداً من قيادات الجماعة بالوقوف وراء الاعتداء على المتظاهرين من القوى المدنية فى جمعة 'كشف الحساب'، فيما جدد 22 حزباً وحركة مدنية اتهامها للجماعة وحزبها بالوقوف وراء العنف الذي شهدته الأحداث، واُتهمت الجماعة باستخدام 'ميليشيات مسلحة' للاعتداء على المتظاهرين. وطالب الحزب المصري الديمقراطي، الرئيس مرسي، بإحالة المتورطين في الأحداث إلى محاكمة عاجلة، من بينهم وزير الداخلية لتقاعس وزارته عن تأمين المظاهرات، ما اعتبره بيان الحزب 'تواطؤاً واضحاً' مع جماعات 'الإرهاب السياسي والفاشية الدينية'. وقال خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي، إن الجماعة أرادت أن توصل رسالة لقوى الثورة بأن نظام 'مرسي' ليس نظام 'مبارك' وحاولت قمع المظاهرات. وانتقد حزب المحافظين اعتداء المنتمين للجماعة على التيارات السياسية المعارضة لهم، وقال في بيان: 'جماعة الإخوان (غير المقننة) تنصب خطتها على فرض إرادتها على رئيس الدولة'.