مثل ما كانت زيارة أعضاء مجلس الأمن غير المخططة، واختلط حابل الحساب الخاص بتقديرات حصاد الحقل، جاء ترشيح جون برينان ليكون مديراً لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) هي الأخرى مفاجئة للأمريكيين أكثر من أصدقائه اليمنيين، والمفارقة أن احتمال فشله في الفوز بهذا المنصب وكذا نجاحه يرتبط بشكل وطيد بمهامه الخاصة جداً في اليمن وجزئياً المنطقة، الرجل الذي يصف قادة المنقطة الذين أتت بهم موجة التعاون مع الإخوان المسلمين في المنطقة بقليلي الخبرة وبمحدودي الكفاءة، وإذا استثنينا حجم المكاسب التي أحرزتها إدارة أوباما عن طريق هؤلاء (قليلي الخبرة) لا تقدر بثمن وربما ليس بوسعها أن تكسبها بجهد ووقت يتجاوز ومضة الربيع العربي السحرية قواعده -صلاحيات- إدارة النخبة، تولي ملفات حساسة تتعلق بأحزاب ونخب. برينان يربط اسمه بالمهمات (الدقيقة والعمليات الحساسة) وعادة ما يُجمع بين اسمه ومنظمة هيومن رايتس ووتش التي تلعب في مناطق الاهتمامات الأمريكية الخاصة وتدافع بهيئة ادعاء ومزاعم ومعلومات تلتقطها من هنا وهناك، ولكنها تقدم تقريراً مصمماً كأفضل مؤسسات الموضة السياسية يناسب كل المقامات والأجساد والاحتياجات، تاريخها يعاني من ضعف الاهتمام بحقوق الإنسان ولكنها دون سابق إنذار وحتى دون الحاجة إلى مصادر لتقصي المعلومات يمكنها أن تصمم نصوصاً قادرة على إبكاء الكونجرس إذا ما شاء طبعاً، وتصيب المنتفعين بحالة هلع لا يمكنهم التوازن أو اليقين. هل هم من أتى ذكرهم في النص أم أن هيومن رايتس ووتش تعيد اختراع الرواية والقصص بمواصفات أمريكية 100% لا تقبل حتى أي نوع من التدخل الأوروبي على وصفاتها (الشهية). هيومن رايتس ووتش هي الأخرى في بلادنا، نحن نعرف القليل عن أسرار الأحداث من فبراير 2011م وحتى فبراير 2013م، لكن أستاذ الأسرار هيومن رايتس ووتش ستعقد اليوم مؤتمراً صحفياً، حتماً ستقدم لنا الجديد والجديد العميق الذي يضع أمامنا فرصة التقاط خارطة مؤشرات بالتوجهات القادمة لتعاطي الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتباره ملفاً أمنياً وتبحث مثل الطائرات من غير طيار عن قضايا تعيد صياغة المشهد اليمني وفق أولويات تجعل كل الامتيازات الأمريكية التي حصلت عليها بالمجان كغنائم (ثورة مصانة)، فهل نستطيع غداً أن نقدم المعارف والمعلومات والضحايا والجلادين، ونعيد بناء تفاصيل مكونات مشاهد الأحداث كيمنيين؟، أم أن القارئ اللبيب سيغضب لعزته ويقول: هل نحن متهمون وهم القضاة، وهل تستحق هذه المنظمة أن نمنحها هذا القدر من الثقة. أقول له: "ادفع بالتي هي أحسن"، وضع في اعتبارك أن نصف المشكلة هي اختلاف اليمنيين على السلطة والثروة والنصف الآخر رغبة أمريكا في السيطرة على السلطة والثروة، وهيومن رايتس ذراع لهذه السياسة التي لها أكثر من وجه، فنحن مجبرون أن نحبها.