"يا حيا باكن، بقا شرهن ديسا قطري" .. نصيحة، لا داعي للانشغال بما هو مكتوب بين القوسين أعلاه.. ففي "سُقطرة" (450)كم من مدينة عدن ما هو أهم، خصوصاً إذا ما شاهد أحدكم- وهو يزور الجزيرة لأول مرة- مجموعة نساء يجلسن في خانة طقم عسكري مر للتو من أمامك يسابق الريح!.. أي جريمة ارتكبن؟ ذلك أول سؤال سيخطر على بالك وأنت تشاهدهن-ا لبعض جالسات وأُخر واقفات وشراشفهن- "عباءاتهن" السوداء- متروكة للريح. هل تقطعن لأحدٍ مثلا؟ أو قُمن بأعمال قرصنة في البحر لا سمح الله؟ هل، وهل؟ و....؟ وضعتُ يدي على قلبي- خائفاً- أسأل، لكن "ناظر" سائق السيارة التي تنقلت بها في الجزيرة همس غير مبالٍ بقلقي: "ذينه نساء من الجزيرة، رايحات- ذاهبات- في رحلة". تنفستُ بارتياح حينها، ثم عرفت أن ندرة سيارات النقل العمومية هناك طوَّعت قسوة "الميري" العسكري لصالح الناس ، وهذا شيء جيد.. نادراً ما تقوم الأطقم العسكرية بمهام غير مدفوعة الثمن. يوجد في "سقطرى"مطار طول مدرجه (3400) ويقع طبقاً لمعلومات عرفتها آنذاك على 7 خطوط دولية.. كما وبوسع طائرات العبور القادمة من كل مكان التوقف- لاحقاً- في المطار للتزود بالوقود، بيد أن الصعوبة بعينها في الجزيرة البالغ تعداد سُكَّانها قرابة "80-100" مواطن، أن تجد تاكسي أجرة أو باصات نقل عمومي! ستحتاج يومياً مبلغ (10,000) ريال، 50 دولاراً ويزيد، لتتمكن- بسيارة تصحبك طيلة اليوم من التنقل في واحدة من أجمل المواقع على سطح الكوكب.