يمثُل جون فارلي الرئيس التنفيذي السابق في بنك باركليز و3 من زملائه من كبار المصرفيين سابقا أمام محكمة ساوث وارك الملكية في لندن، حيث يتم محاكمتهم بتهم الكذب والتزوير في اتفاقيتين ل"خدمات استشارية"، تم تزويرهم لدفع عمولات سرية ومبالغ إضافية تزيد عن ما حصل عليه باقي المستثمرين في البنك 2008، إذعانا لمطالب جشعة من رئيس الوزراء القطري آنذاك الشيخ حمد بن جاسم شريطة الموافقة على إجراء تحويلات مالية عاجلة من صندوق الثروة السيادي القطري. قائمة المتهمين في الفضيحة وتشمل قائمة المتهمين، حتى الآن، توم كالاريس، المدير التنفيذي المقرب والموثوق من بوب دايموند، الذي كان رئيسا لمجلس إدارة البنك آنذاك، وريتشارد بوث، الذي ترأس فريق الخدمات المالية للبنك، بتهمة واحدة، هي المشاركة في التآمر والتزييف والتدليس في الحملة الأولى لاستقطاب تحويلات مالية للاستثمار في البنك، بداية من 1 مايو 2008.
ووفقا لما نشرته "بلومبيرغ" نقلا عن قائمة محكمة ساوث وارك كراون، يواجه فارلي وجنكنز، بالإضافة إلى متهم خامس هو كريس لوكاس، المدير المالي لبنك باركليز في عام 2008 نفس الاتهام، بالإضافة إلى اتهام مماثل فيما يخص دفعة ثانية من التحويلات خلال الفترة ما بين 1 يوليو 2008 و3 نوفمبر 2008. استدعاء حمد بن جاسم للمحاكمة وأفادت "فايننشيال تايمز" بأن مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الكبرى SFO أبلغ المتهمين بأن لوكاس، الذي يعاني من مرض باركنسون، لن يواجه أي تهم لتعارض الخطوة مع المصلحة العامة. ودار الكثير من الجدل حول عدم إدراج الكيانات القطرية، بصفتها الطرف الثاني في العقود المزيفة، مما يعني مسؤوليتها جنائيا، هي /أو الأفراد، الذين قاموا بتمثيلها في هذا التعاقدات "غير النزيهة" على حد وصف القاضي روبرت جاي، واستهدفت المناقشات تحديدا رئيس الوزراء القطري وقتذاك الشيخ حمد بن جاسم، والذي استغل الموقف على عدة مستويات سواء لصالح الشركة القابضة التي كان يرأس مجلس إدارتها في هذا الوقت، أو لصالح شركته الخاصة تشالنجر يونيفرسال ليميتد، التي أنشأها خصيصا في يونيو 2008 في فيرجن أيلاندز، ليستحوذ على حصة من أسهم بنك باركليز. ويذهب البعض إلى ضرورة استدعاء الشيخ بن جاسم للمثول أمام المحكمة /أو مطالبة السلطات البريطانية لقطر برد المبالغ التي تم الاستيلاء عليها بموجب الاتفاقيتين المزيفتين مع غرامات قاسية بالإضافة إلى محاكمة كل مواطنيها على هذه الجريمة. وبينما يرى البعض أن المسؤولين التنفيذيين السابقين في بنك باركليز هم ضحايا لسوء إدارتهم وتخطي حدود مهام وظائفهم والاحتيال والتزوير والتدليس والكذب بالإضافة إلى الجشع والطمع، يرى البعض أنهم ضحايا استغلال الشيخ حمد بن جاسم ونصائحه المسمومة أما الرأي الثالث، الذي يرى أن يتم التريث لحين صدور كلمة القضاء النهائية في المحاكم التي تأتي بعد 5 سنوات من التحريات والتحقيقات، التي أجراها مكتب SFO، وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن من هم هؤلاء الأربعة:
1- جون سيلفستر فارلي يقدم فارلي صورة نمطية للمصرفي الإنجليزي التقليدي، مرتديا نظارة طبية ويرتدي حمالات لرفع سروال البدلة، التي يتم تفصيلها خصيصا، ويتحدث بأناقة وفخامة. ولد جون سيلفستر فارلي في وارويك، لأب كان يعمل محاميا في كوفنتري، تلقى تعليمه في مدرسة داون سايد الكاثوليكية في باث، ثم التحق بكلية أوريل بجامعة أكسفورد حيث درس التاريخ ثم درس بكلية الحقوق في لندن. أصبح فارلي محاميًا في عام 1979. وانضم فارلي في عام 1982 إلى قسم تمويل الشركات في بنك باركليز ميرشانت آنذاك. وتدرج في المناصب حتى أصحب نائب المدير التنفيذي لشعبة الأسهم في بنك BZW، التابع لبنك باركليز كابيتال حاليا، ورئيس مكاتب BZW في جنوب شرق آسيا. وفي عام 1995 أصبح رئيسًا لقسم إدارة الأصول، ومن أبريل 1998 إلى أكتوبر 2000 كان الرئيس التنفيذي للخدمات المالية للأفراد. ثم انضم إلى مجلس إدارة بنك باركليز الرئيسي في 5 يونيو 1998، حيث عمل مديرًا للمجموعة المالية من 2000 حتى نهاية عام 2003. في 1 يناير 2004، أصبح فارلي نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، وفي 1 سبتمبر 2004، خلف ماثيو باريت في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة في بنك باركليز، وبلغ راتبه السنوي من بنك باركليز 1,075,000 جنيه إسترليني. وفي 1 يناير 2011، خلف روبرت دايموند كرئيس لبنك باركليز.
وأصبح فارلي أمينًا لمؤسسة "برنس أوف ويلز" الخيرية اعتبارا من عام2013. زواجه من سليلة عائلة راقية في عام 1981، تزوج من كارولين ثورن بيز، ابنة سير ريتشارد بيز، وهي سليلة عائلة كواكر بيز، التي أصبح بنكها، جزءًا من بنك باركليز في عام 1902. عاش فارلي وزوجته وطفليهما، طيلة فترة زواجهما التي استمرت لأكثر من 30 عاما، في بروك جرين في هامر سميث، غرب لندن، ويمتلكون منزل ريفي في هامبشاير. وتزوج فارلي مرة أخرى، في سرية تامة أواخر عام 2017، من بيتينا فون هاسي، أبنة سفير ألمانيا السابق في لندن، وزميلة دراسة فارلي في جامعة أكسفورد التي تعرف عليها خلال سبعينيات القرن الماضي. 2- روجر آلان جنكنز (رأس الأفعى) يشار إلى جنكنز، في بعض التحقيقات الصحفية البريطانية، ب"رأس الأفعى" لكونه الصلة المحورية في عقد الصفقات المشبوهة، التي جرت بين جنكنز نفسه وزملائه من كبار المصرفيين، والتي تعد من الصفقات الأكبر من نوعها في تاريخ المصارف حول العالم. ويلقب جنكنز بين زملائه ب"الكلب الكبير" لما دأب عليه من الولاء والوفاء التام لمصالح الجانب القطري وقتاله بشراسة للدفاع عنها. من عام 1994 إلى 2009، عمل في بنك باركليز في مجموعة متنوعة من المناصب، بما في ذلك كمدير تنفيذي لشعبة إدارة الأسهم الخاصة في باركليز كابيتال، ومن أبريل 2008 كرئيس تنفيذي لإدارة الاستثمار المصرفي وإدارة الاستثمار الشرق الأوسط. في عام 2008، لعب دوراً رئيسياً في صفقتين لجلب أموال ل"استثمار"، بقيمة 7.3 مليار جنيه إسترليني، في بنك باركليز، من الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر آنذاك، ومن صندوق الثروة السيادية القطري، والذي بدأت بعدهما تحريات وتحقيقات السلطات البريطانية بشأن قضية الاحتيال الحالية، والتي تجري حاليا جلسات محاكمته حيث يواجه اتهامات ستودي إلى سجن جنكنز لما يصل إلى 22 عاما إذا تم إدانته. أصبح جنكنز عضوًا في لجنة الإدارة ولجنة الاستثمار التابعة للبنك الاستثماري البرازيلي BTG Pactual في الفترة من 2011 إلى 2013. وكان مسؤولًا عن توسيع وزيادة صندوق الأسهم الخاصة. عمل جنكنز، في بداية حياته العملية، لفترة وجيزة في شركة بريتيش بتروليوم وانضم إلى بنك باركليز كمتدرب متخرج في عام 1978. من عام 1982 إلى عام 1984، شغل منصب رئيس قسم التوظيف الخاص في قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية في بنك باركليز Barclays de Zoete Wedd (BZW) في مدينة نيويورك، وترك في عام 1987 للعمل في Kleinwort Benson، حيث مكث هناك لمدة 7 سنوات. ثم عاد للانضمام إلى بنك باركليز في عام 1994 لإنشاء إدارة لتقديم استشارات للشركات حول إدارة المخاطر. وتشير التقديرات إلى أن جنكنز في عام 2005، حقق جنكنز إجمالي دخل، ما بين رواتب وحوافز ومكافآت تتراوح ما بين 40 مليون جنيه إسترليني و75 مليون جنيه إسترليني، والذي يعد من أعلى المصروفات المدفوعة في مدينة لندن، بينما حصل كل أعضاء مجلس إدارة بنك باركليز، الذي لم ينضم إليه جنكنز في عام 2005 نفسه، على 12.3 مليون جنيه إسترليني فقط شاملة كل الرواتب والحوافز والمكافآت. ولعب جنكنز دوراً رئيسياً في بيع شركة iShares لإدارة أصول "باركليز"، وهي "باركليز جلوبال إنفيستورز"، إلى شركة بلاك روك الأمريكية مقابل سعر بلغ 13.5 مليار دولار في يونيو 2009.
وغادر جنكنز باركليز في أغسطس 2009، محتفظا بدور استشاري في بنك باركليز، بينما أنشأ شركة استشارية خاصة به على أساس علاقاته واتصالاته في منطقة الخليج. في فبراير 2010 ، أطلق جنكنز شركة استشارية في دبلن، إلكستون كابيتال، تبحث في الفرص التي أوجدتها الأزمة المالية الأيرلندية. في أكتوبر 2011، بعدما أغلق شركته في دبلن، تم الإعلان عن انضمامه إلى بنك BTG Pactual كشريك إداري في لجان الإدارة والاستثمار العالمية للبنك. نشأته وأسرته: ولد جنكنز في 30 سبتمبر 1955، لأب يعمل مديرا لمصفاة نفط في إنجلترا. ودرس في أكاديمية أدنبره ثم التحق بجامعة هيريوت وات لدراسة الاقتصاد. وكان جنكنز، في شبابه عداءًا بارعًا، وقام بتمثيل اسكتلندا وبريطانيا من عام 1973 إلى عام 1978، وحصل على ميدالية فضية في دورة الألعاب العالمية للطلاب في روما عام 1975 على مسافة 400 متر. كما حصل شقيقه ديفيد على ميدالية فضية لبريطانيا في سباق التتابع 4 × 400 متر في دورة الألعاب الأولمبية عام 1972، لكنه أدين في وقت لاحق بتهريب المخدرات في الولاياتالمتحدة، واعترف بتعاطي المنشطات للفوز بالسباقات خلال مسيرته الرياضية، وتلقى حكماً بالسجن الفيدرالي مدته 7 سنوات تم تقليصه إلى 10 أشهر بعدما عرض أن يصبح مرشدا على شركائه في الجرائم. زوجاته وأولاده تزوج جنكنز، لأول مرة، من كاثرين ماكدويل، وهي ممولة ومصرفي في بنك باركليز، ولديهما ابنة واحدة. وفي عام 1999 تزوج من ديانا كاتيك، بعد نهاية زواجه الأول، وهي بوسنية الجنسية، هربت إلى لندن من سراييفو خلال حرب البوسنة، ولديهما طفلان من زواج عرفي. وفي أواخر عام 2011، أعلن جنكنز طلاقه من ديانا. ثم تزوج جنكنز لاريسا مكفرسون، ممثلة برازيلية تعيش في لوس أنجلوس، في 11 أغسطس 2018 في باهيا بالبرازيل. ويعيش جنكنز، بالقرب من منتزه تونا كانيون، في منتصف المسافة بين مدينة سانتا مونيكا وماليبو بكاليفورنيا.
3- توماس كالاريس هو مصرفي بريطاني، من مواليد نوفمبر 1955، وعمل مديرا تنفيذيا لشعبة إدارة الاستثمارات ورؤوس الأموال ببنك باركليز. حصل كالاريس على درجة البكالوريوس من كلية ديكنسون في كارلايل، بنسلفانيا، ثم حصل على درجة ماجستير إدارة الأعمال من جامعة شيكاغو. انضم كالاريس إلى باركليز في عام 1996، وأصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية للبنك اعتبارًا من نوفمبر 2009. كان كالاريس أحد المؤسسين لشركة Saranac Partners، وهي شركة لتوظيف الأموال وإدارة الاستثمارات، تدعمها شركة Standard Life Aberdeen، واستقال من إدارة الشركة في يونيو 2016، لكنه لا يزال يحتفظ بمنصب مستشار بالإضافة إلى امتلاكه حصة في أسهم الشركة.
4- ريتشارد بوث عمل ريتشارد بوث، البريطاني الجنسية، كمدير تنفيذي لإدارة التمويل في بنك باركليز.
ولد بوث لأب عمل مسؤولا تنفيذيا كبيرا في شركة للمواد الكيميائية، أما والدته فكانت ملكة جمال سابقة في مانشستر. حصل بوث على درجة البكالوريوس في علوم الإدارة من جامعة مانشستر. بدأ بوث مسيرته المهنية في عام 1980 مع Bank of America كمسؤول حساب مصرفي للشركات. وفي عام 1982، انضم إلى سيكيورتي باسيفيك، ثم في عام 1988، انتقل إلى ميريل لينش ومنها إلى سالومون برادرز في عام 1990. انضم بوث إلى بنك باركليز في عام 2000، واعتلى المناصب حتى وصل إلى رئاسة قسم المؤسسات المالية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA) بحلول عام 2013 ثم رئيس مجموعة المؤسسات المالية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في عام 2014. في عام 2016، غادر بوث باركليز، ولكنه يباشر دعوى قضايا، بمقتضى قانون العمل ضد البنك، والتي تأجل النظر فيها بالجلسة التي انعقدت في ديسمبر 2016.