تنطلق اليوم رسميًّا الحملات الإنتخابيَّة لمرشحي انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى في مصر، المقرر أنّْ تعقد مطلع الشهر القادم، حيث ينص القانون على عدم بدء الدعاية الإنتخابيَّة إلى حين إعلان القوائم النهائيَّة للمرشحين . ومن المقرر ان تعلن اللجنة العليا للإنتخابات برئاسة المستشار إنتصار نسيم رئيس محكمة إستئناف القاهرة الأسماء النهائية صباح اليوم، بعد ان انتهت لجنة الإعتراضات من فحص جميع الطعون التى تم تقديمها فى المرشحين . وتستمر الحملات الانتخابية 13 يوما فقط حيث تنتهي فى 30 مايو الجاري .
ونظراً لضيق الوقت، بدأ بعض المرشحين المستقلين والحزبيين حملاتهم الانتخابية مبكرا ولوحظت لافتات في الشوراع والميادين تحمل أسماء هؤلاء المرشحين ورموزهم الإنتخابية، كما شهدت بعض الدوائر نشاطاً مكثفاً لمرشحى جماعة الاخوان المسلمين دون إنتظار لإعلان القائمة النهائية .
وآثر الحزب الوطنى الحاكم، الذى يخوض الانتخابات ب 92 مرشحاً على 88 مقعداً، عدم البدء فى أي أنشطة تتعلق بالدعاية الإنتخابية خلال الايام الماضية، التزاماً بتوجيهات زعيم الحزب الرئيس مبارك بضرورة إتباع القانون، وفقا لقول مصدر قيادي بالحزب، مضيفاً ان "الحزب أصدر تعليمات لجميع المرشحين بعدم القيام بأى حملات انتخابية او انشطة دعائية إلا بعد إعلان اللجنة العليا للإنتخابات عن الأسماء النهائية ".
وقال المصدر ل"ايلاف": الحملة الإنتخابية لمرشحي الحزب ستبدأ اليوم وقد استعد لها الحزب جيداً، حيث تم عقد العديد من الإجتماعات مع أمناء الحزب بالمحافظات والمرشحين لشرح خطة التحرك للترويج للبرنامج الانتخابي وذلك بالتنسيق مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب بمجلسي الشعب والشورى فى الدوائر التى تجري بها الانتخابات". وأضاف ان الأمانات المركزية الجماهيرية للحزب استعدت باللافتات الخاصة بالحزب والمرشحين لبدء حملة انتخابية قوية تحت شعار "من أجلك انت"، لكسب ثقة المواطن .
وحول برنامج الحزب فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، يؤكد موقع الحزب الوطني على الإنترنت ان الحزب سيخوض إنتخابات الشورى ببرنامج يعطي الأولوية لقضايا الحياة اليومية للمواطنين ويحدد التعهدات التي يلتزم بها الحزب وحكومته فى السنوات الخمس القادمة فى كل المجااتل ويشمل الإطار الزمني لتنفيذ تلك التعهدات والموارد المالية اللازمة وكيفية تدبيرها . ويتضمن البرنامج الانتخابي شقين الأول يتمثل فى برنامج عام يشمل تعهدات ورؤى عامة لكافة القضايا الخدماتية والسياسية والاقتصادية والثانى يشمل برامج محلية لكل دائرة انتخابية من الدوائر ال 67 .
ويشمل البرنامج العام خمسة تعهدات رئيسية تضم إيجاد فرص عمل جديدة ومكافحة البطالة وتحسين المداخيل، و تطوير الخدمات العامة ومستوى الحياة، وتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية وتدعيم المواطنة، والحفاظ على مصر قوية وآمنة حيث يحرص الحزب على تبني سياسة خارجية فعالة ونشطة تهدف إلى تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط من خلال إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي، وإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة عاصمتها القدس، وتعزيز التعاون مع دول حوض النيل، والحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياهه .
وفي ما يتعلق بالبرامج المحلية على مستوى الدوائر الانتخابية فان الحزب يتقدم ببرنامج انتخابي محلي لكل دائرة يخوض فيها الانتخابات يتضمن رصداً موضوعياً لأهم ما تم إنجازه على مستوى الدائرة من خدمات أساسية فى المجالات المختلفة، كما يتضمن مجموعة من التعهدات المحلية المرتبطة بالدائرة مثل مياه الشرب، والصرف الصحي، ورصف الطرق، وخدمات الضمان الاجتماعي، وإقراض المشروعات الصغيرة، وإنشاء المدارس والوحدات الصحية، و يحق لكل مرشح أن يضيف على البرنامج المحلي ما يراه من إنجازات تحققت وتهم مواطني الدائرة وكذلك التعهدات ذات الأولوية على المستوى المحلي طبقا لمعايشته لأبناء دائرته .
وقد أعلن الحزب عن أسماء 92 مرشحاً يتنافسون على 88 مقعداً، سيطر الحرس القديم على 65% منهم، حيث تم اختيار 35 مرشحاً فقط من الوجوه الجديدة، و ترك الوطني 4 دوائر للمنافسة المفتوحة وتقدم فيها باثنين من المرشحين .
بينما تخوض جماعة الاخوان المسلمين، اقوى جماعة معارضة فى مصر، الانتخابات على 14 مقعداً فقط . وعلى الرغم من تحذير المستشار انتصار نسيم بعدم استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات واعلان الجماعة فى برنامجها تمسكها بالشعار الجدلي "الاسلام هو الحل" فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، إلا ان بعض مرشحيها نزلوا بمطبوعات ولافتات خلت من هذا الشعار، مفضلين شعارات اخرى مثل "معا للاصلاح"، الى جانب أوبريت غنائي حمل اسم "الخيبة الكبيرة" المناهض للحزب الوطني، يستعرض صور لإنتهاكات شهدتها الانتخابات البرلمانية والشورى والمحليات خلال الأعوام الخمس الماضية.
وتواترت فى الأيام الماضية أنباء عن القاء القبض على اشخاص بسبب دعايتهم لمرشحي الاخوان فى المحافظات . واعلنت الجماعة انها ستخوض انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى من اجل تحقيق مبدأ الفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة، واستقلال القضاء، وحرية تكوين الأحزاب، وحق إصدار الصحف، ومحاربة الفساد والاستبداد، وانتهاك حقوق الإنسان، ورفضها للقوانين المقيدة للحريات، وتخفيف الأعباء عن المواطنين وحل مشكلاتهم، وفق ما جاء على موقعها الالكتروني.
وتضمن برنامج الجماعة رؤيتها لقضايا لإصلاح والمجال السياسي، والسياسة الخارجية، والأمن، والقضاء، والجانب الاقتصادي، والفقر والبطالة، والصحة، التعليم والبحث العلمي، والاتصالات، والسياحة، والزراعة، والصناعة، والمؤسسات الدينية. وطالب بأن تقتصر مدة حكم الرئيس على فترتين رئاسيتين، مع ضرورة تحديد صلاحيات رئيس الدولة وإنهاء قانون الطوارئ، وتعديل المواد (76) و(77) و(88) وإلغاء المادة (179). ويتوقع المحللون ان "لا يسمح الحزب الحاكم للمعارضة بأن تتحدى سيطرته على المجلس"، الذى اسسه الرئيس الراحل انور السادات عام 1980، وفقا لقول ضياء رشوان الباحث بمركز الاهرام للدراسات والعلوم السياسية، مضيفا "هذا المجلس منذ ان انشئ لم ينجح فيه غير اثنان من المعارضة فقط ".
وقد امتنعت حوالي نصف الاحزاب عن المشاركة فى هذه الانتخابات، لأسباب متباينة تتعلق بثقتها في عدم نزاهة العملية الانتخابية، وتكلفة الحملة الانتخابية فى ظل اتساع دوائر الشورى عن دوائر مجلس الشعب، الامر الذى يتطلب من المرشحين جهد اكبر ومال اكثر .
وبحسب البيانات المتوفرة عن المرشحين الذين تقدموا بأوراقهم، دفع 13 حزبا بعدد 45 مرشحا فقط لخوض الانتخابات من بينهم 11 لحزب التجمع و10 مرشحين لحزب الوفد .
ومن المقرر ان تتم الانتخابات دون رقابة من المنظمات غير الحكومية، و غياب كامل للاشراف القضائي وفى ظل استمرار قانون الطوارئ، الذى مد البرلمان سريانه الأسبوع الماضي، هو ما تراه المعارضة أنه يعزز موقف مرشحي الحزب الوطني فى الانتخابات البرلمانية التى تمثل حجر زاوية وتحدد خريطة المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة في عام 2011 .
حيث تفرض المادة 76، وفقا للتعديلات الدستورية الاخيرة، قيودا على الترشح للرئاسة بالنسبة للمرشحين المستقلين، الذين يحتاجون الى جمع 250 توقيعاً من المجالس المنتخبة، البرلمان (الشورى والشعب) والمحليات .