أصدر الرئيس السوداني عمر البشير مساء الاثنين مرسوما يتضمن تشكيلة حكومته الجديدة التي ستقود هذا البلد نحو استفتاء على استقلال جنوب السودان مقرر في كانون الثاني/ يناير . وبحسب المرسوم الرئاسي الذي أوردته الصحافة، فقد أعلن الرئيس عمر حسن البشير في بيان أسماء الوزراء ووزراء الدولة. وتتألف الحكومة السودانية الجديدة التي تم تشكيلها بعد مرور شهرين على الانتخابات الرئاسية والاقليمية والتشريعية، من 35 وزيرا مقابل 31 وزيرا في الحكومة السابقة و42 وزير دولة. وحصل حزب المؤتمر الوطني الذي يتراسه البشير على 24 حقيبة وزارية فيما حصل المتمردون الجنوبيون السابقون على ثماني حقائب وكل من ثلاثة أحزاب صغيرة على حقيبة واحدة. وتمت ترقية مساعد وزير الخارجية سابقا علي كرتي إلى رتبة وزير ليتولى حقيبة وزارة الخارجية. والوزير كرتي الذي كان وزير دولة لشؤون العدل في الماضي، معروف بانه اسلامي متشدد. وتولى لوال اشويل دينق وزير الدولة السابق للشؤون المالية وعضو الحركة الشعبية لتحرير السودان (المتمردون الجنوبيون سابقا)، حقيبة النفط. والسودان، خامس دولة منتجة للنفط في افريقيا، يستخرج نحو 480 ألف برميل من النفط الخام في اليوم. وتقع كمية كبيرة من الموارد النفطية في جنوب السودان أو على الحدود بين الشمال والجنوب، وتشكل رهانا كبيرا في وقت يتوقع تنظيم استفتاء حول الاستقلال في كانون الثاني/ يناير المقبل في هذه المنطقة الجنوبية. وكانت أحزاب معارضة عدة أو وجوه سياسية بارزة قررت عدم المشاركة في هذه الحكومة، وفي مقدمها ياسر عرمان، منافس البشير الرئيسي في الانتخابات الرئاسية في نيسان/ ابريل. وقال عرمان مساء الاثنين لوكالة فرانس برس، لا أريد المشاركة في الحكومة ولست نائبا في الجمعية الوطنية. أريد الاستمرار في النضال من أجل تغيير ديمقراطي. والرئيس البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الاسانية في اقليم دارفور، غرب السودان، فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان/ ابريل وحصد حزبه غالبية المقاعد في البرلمان. وقد أقال البشير في نهاية ايار/مايو الحكومة التي تشكلت في غمرة اتفاق السلام الشامل الذي وضع حدا في 2005 ل21 عاما من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه. ويلحظ هذا الاتفاق إجراء استفتاء حول استقلال جنوب السودان في كانون الثاني/ يناير المقبل.