ارتفعت حصيلة المواجهات التي جرت اليوم الثلاثاء بين قوات صالح وحرس شيخ قبائل حاشد صادق الأحمر إلى 38 قتيلاً ومئات الجرحى من الجانبين. وأكد متحدث باسم آل الأحمر ل"المصدر أونلاين" سقوط 24 قتيلاً ونحو 150 جريحاً بينهم مشائخ ووسطاء أثناء قصف قوات صالح منزل الأحمر مساء الثلاثاء والمواجهات الأخرى. في حين قال مصدر في وزارة الداخلية إن 14 جندياً قتلوا أثناء المواجهات وجرح 29 آخرين، بينما فقد جنديين. وكانت المعارك المسلحة قد تجددت ظهر الثلاثاء حينما شنت قوات الأمن الموالية للرئيس صالح قصفاً مدفعياً على منزل الأحمر في وجود أعضاء الوساطة التي أرسلها صالح بقيادة اللواء غالب القمش، وحضور مشائخ قبليين من عدة مناطق كانوا قد توافدوا للتضامن مع الأحمر. وتلا ذلك اشتباك عنيف بين المسلحين القبليين من جهة وقوات الأمن والنجدة والحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح من جهة أخرى. وتوسع القتال ليصل إلى معسكر النجدة ومقر وزارة الداخلية، حيث أشارت بعض المصادر إلى تمكن المسلحين من السيطرة على وزارة الداخلية ومقار وزارت أخرى تحيط بمنطقة الحصبة حيث يقع منزل الشيخ الأحمر. واشتدت المعارك مع حلول المساء، حيث شنت قوات صالح قصفاً صاروخياً على منزل الأحمر ما إلى مقتل وجرح عدد من مشائخ الوسطاء ومرافقيهم، أبرزهم قائد الوساطة اللواء غالب القمش ورئيس جهاز الأمن السياسي الذي أصيب جراء القصف. وألحق القصف دماراً هائلاً بمنزل الأحمر. وكان مصدر خاص قد كشف للمصدر أونلاين اللحظات التي سبقت القصف الصاروخي على منزل الأحمر أثناء وجود الوساطة التي أرسلها الرئيس صالح للتفاوض مع آل الأحمر، وقال المصدر إن اللواء غالب القمش كان قد أجرى مكالمة هاتفية مع صالح من منزل الأحمر طالباً منه أن يأمر قواته بوقف إطلاق النار بعدما التزم الشيخ الأحمر بقرار الهدنة. يضيف المصدر "لكن صالح رد على القمش بأنه لا يصدق أن آل الأحمر التزموا بالقرار، طالباً منه أن يصل معاهم إلى القصر الجمهوري إن كانوا فعلاً ملتزمين بذلك". وما هي إلا دقائق بعد انتهاء المكالمة حتى وقع القصف. بحسب ما روى المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه. وفي أعقاب القصف الصاروخي لمنزل الأحمر، قالت وكالة الأنباء الحكومية إن صالح يدعو الرئيس صالح أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إلى وقف ما اسماها ب"اعتداءاتهم على أفراد الأمن والمواطنين، والاستجابة الفورية بإلزام عناصرهم بالخروج من المباني والمنشآت العامة التي قاموا بالسيطرة عليها". وذكرت الوكالة إن صالح وجه أيضاً الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية بإيقاف إطلاق النار والتحلي بمزيد من الصبر وضبط النفس وذلك "بما يحقن الدماء ويحقق السكينة العامة في المجتمع". على حد زعمه. وتوقفت الاشتباكات عند الساعة العاشرة مساءاً تقريباً ليسود الهدوء الحذر في المنطقة، في تحدثت بعض المصادر عن وجود وساطة جديدة يقودها الشيخ ناجي الشائف، وذلك في أعقاب إعلان الوساطة السابقة برئاسة القمش وعضوية مشائخ بارزين بينهم الشيخ أحمد أبو حورية شيخ سنحان والشيخ المعروف غالب الأجدع سحب وساطتهم وتحميل صالح المسؤولية الكاملة عن المواجهات بعد رفضه الالتزام بوقف إطلاق النار. كما وأعلنوا في بيان تلقاه المصدر أونلاين وقفوهم إلى جانب الشيخ صادق الأحمر.