فارس الحميري – بسمة الاصبحي ألقت الحالة الأمنية والسياسية المضطربة التي تمر بها اليمن منذ اكثر من سبعة اشهر بظلالها الكثيفة على انشطة الاستيراد والتصدير التي تأثرت بشكل كبير. وأكد خبراء ومسئولون يمنيون أن انخفاضا غير معهود تشهده عملية الاستيراد والتصدير للسلع في اليمن ، وعزوا ذلك إلى كثرة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها بعض الدول المجاورة لليمن. وأشاروا إلى أنه بتدهور الاوضاع الامنية وارتفاع نسبة التامين على الشحن تكدست السلع المختلفة بالاسواق المحلية، وعرقلت الكثير من الانشطة التجارية استيرادا وتصديرا. وقال عبدالجليل السلمي رئيس تحرير صحيفة مال واعمال الاقتصادية المتخصصة في اليمن إن الاضطرابات التي تعيشها اليمن اثرت بشكل كبير على كل مناحي الحياة الاقتصادية بما في ذلك تأثر التجارة الخارجية لليمن وانخفاض عملية الاستيراد والتصدير وبشكل عير معهود. وأضاف السلمي ان الازمة اليمنية الحالية لها تاثير عميق على التجارة الخارجية للبلد، مضيفا أنه لا توجد احصائية رسمية محددة لمعدل الانخفاض في التجارة الخارجية، لكن تقديرات الصحيفة تؤكد بأن نسبة الانخفاض تجاوزت ال 75 بالمائة. واشار إلى أن كبريات شركات الاستيراد والتصدير اليمنية توقفت عن النشاط التجاري نظرا لتعرضها لخسائر كبيرة، وأن هناك تخوفا حاليا لدى كثير من الوكالات من مشكلة عدم مقدرتها على السداد للشركات التي تمثلها في اليمن. وفي هذا السياق قال محمد محمد المهلا مدير عام الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة صنعاء بان عملية الاستيراد والتصدير توقفت بشكل شبه كلي بين اليمن والدول الاخرى. وقال المهلا لوكالة انباء (شينخوا) إن الازمة الحقيقية لعملية الاستيراد والتصدير تزامنت مع دخول ازمة المشتقات النفطية وازمة الكهرباء، بالاضافة الى اقحام العديد من الوسائل لعرقلة النشاط التجاري في البلاد ومع الدول الاخرى من قبل جميع اطراف الصراع السياسي في اليمن. واوضح أن التجار يعانون من صعوبات كبيرة في الاستيراد لعدم وجود العملة الاجنبية ولصعوبات في فتح اعتمادات مستندية، مشيرا إلى أن الشركات الموردة لليمن حاليا لا تفتح اعتمادات ولا تقبل التعامل بالآجل ، واحيانا ترفض التعامل حتى باستلام كامل المبالغ مقدما. ونوه إلى أنه بسبب ضعف القوى الشرائية وزيادة النفقات والموصلات والمصروفات وتدهور الاوضاع الامنية فان كثيرا من التجار اليمنيين احجموا عن نشاط الاستيراد التجاري. من جانبه، اكد فضل منصور مسئول العلاقات التجارية الدولية في اليمن لوكالة انباء (شينخوا) ان الأوضاع السائدة في البلاد اثرت على التجارة الخارجية مع اليمن بشكل عام ، مشيرا الى أن الدول الأخرى تعتبر اليمن منطقة خطر، وهو ما أدى الى ارتفاع بوالص التأمين على نقل البضائع وحركة السفن وغيرها من العوامل التي أثرت على عملية الاستيراد والتصدير. واوضح منصور أن الأوضاع السياسية أثرت على أداء التجارة الخارجية استيرادا وتصديرا خلال النصف الأول من العام 2011 حيث توقف تصدير جزء كبير من النفط، وكذلك الصادرات الصناعية نظرا لانخفاض الاستيراد من مدخلات الإنتاج وارتفاع أسعار الدولار. وكذلك انخفاض الإقبال على الشراء نتيجة لارتفاع الأسعار، وانخفاض السيولة لدى المواطنين، إضافة الى الأزمة في المشتقات النفطية التي أدت الى انخفاض الإنتاج الزراعي مما أثر على حجم الصادرات الزراعية و السمكية، مشددا على أن كل هذا اثر على حجم التجارة الخارجية استيرادا وتصديرا.