تحفظت قوى سياسية سودانية معارضة على دعوة الرئيس السوداني عمر البشير لحوار سياسي شامل يوقف الحرب الدائرة في بعض ولايات السودان ويحقق التحول المنشود، واعتبرت ألا جديد بالدعوة التي لا تتخطى المناسبة، وفق وصفها, مطالبة في الوقت ذاته باتباع الحكومة قولها بالعمل بالتوجه نحو حلول سياسية حقيقية لمشكلات البلاد. وبدا أن قوى المعارضة غير راغبة هذه المرة في التعاطي مع الدعوة بالقدر الذي ينقلها إلى خانة الفعل الحقيقي. فبينما أعلن البشير في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلال البلاد فتح الحوار مع كل القوى السياسية, لتقدم رؤاها للإصلاح وصناعة مستقبل زاهر للسودان، رأت أحزاب معارضة أن ذلك غير كاف لوضع حد لخلافات سياسية أرهقت البلاد منذ استقلالها. ودعا الرئيس السوداني للاستفادة من كل الخبرات المتراكمة لدى الكل من أجل المضي قدما بروح من التوافق الوطني للتعبير عن رؤية جامعة للسلام في البلاد. كما حث الأحزاب كافة على تقديم رؤى للمساهمة في تطوير القواسم المشتركة يبنى بها البرنامج السياسي التنافسي, "منطلقين جميعا من الالتزام بالمسلك الديمقراطي المسؤول الذي يحترم الرأي الآخر بعيدا عن العنف والتزاما بالقانون واحترام حقوق الآخرين". وأضاف أنه يريد أن تشهد الانتخابات المقبلة 2015 التعبير عن قدرة السودانيين على التزام مسلك تنافسي حر, يقبل بالنتائج الانتخابية بالروح الإيجابية. قديمة متجددة لكن حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الشيخ حسن الترابي شكك في مصداقية ما تطرحه الحكومة من مشاريع للوفاق الوطني, وقال إنها تطرح مشاريع دون التزام بأي نوع من المصداقية. كمال عبد السلام: البلد محاط بقوانين قمعية مع حروب بكافة أرجائه (الجزيرة-أرشيف) واعتبر الحزب عبر أمينه السياسي كمال عمر عبد السلام المقصود بالدعوة "القديمة المتجددة" مناسبة الاستقلال فقط، مشيرا إلى عدم توافق الدعوة مع ما يجري على أرض الواقع. ورهن عبد السلام قبول حزبه للحوار مع المؤتمر الوطني الحاكم بفتح باب الحريات العامة وإصدار قرار حكومي بتجميد كافة القوانين المقيدة لحرية الفرد السوداني سياسيا أو غير ذلك. وتساءل عن كيفية قبول المعارضة لدعوة البشير, وذكر أن البلد محاط بسياج من القوانين القمعية مع حروب في كافة أرجائه. في حين اعتبرها الحزب الشيوعي السوداني فرقعات إعلامية "تظهر ما تواجهه الحكومة من أزمات حقيقية"، مشيرا إلى عدم اتصال الرئيس البشير أو حزبه بقوى المعارضة "إلا من خلال مناسبات إعلامية معينة". تهيئة مناخ ووفق الناطق الرسمي باسم الحزب يوسف حسن الذي تحدث للجزيرة نت، فإن الحوار يقتضي تهيئة مناخ حقيقي لذلك، مشيرا إلى ما طرحته المعارضة من مبادرات سابقة لم تجد الاستجابة من البشير أو حزبه. ودعا الحكومة لقبول طرح المعارضة بقيام مؤتمر جامع لكل السودانيين, وإيقاف السياسات الحربية والتحول الديمقراطي، معتبرا دعوة البشير محاولة للهرب إلى الأمام. أما الجبهة الثورية فوصفت الدعوة بالتناقض، مشيرة إلى أنها تتعارض مع دعوة الحرب التي أعلنها الرئيس السوداني من قبل بتطهير البلاد من المتمردين. وقالت عبر متحدث باسمها جبريل آدم بلال إن جزءا من خطاب الرئيس السوداني يدعو إلى ضرورة مواصلة الحرب مما يعني عمليا عدم التوجه نحو الحوار ومعالجة القضايا السودانية سياسيا. وأعلن بلال ألا استجابة لأي حوار في وقت ترتكب فيه الحكومة جرائم في عدد من الولايات السودانية.