صنعاء – القبس والوكالات قتل 17 محتجا على الاقل واصيب عشرات آخرون بعد ان اطلق الجيش وقوات الامن اليمنية النار لتفريق متظاهرين في مدينة تعز (جنوب)، حسبما افاد مدير المستشفى الميداني للمعتصمين المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وقال الدكتور صادق الشجاع ان «الحالة سيئة جدا مع استمرار قوات الامن والجيش باطلاق النار» لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في «يوم غضب» في المدينة التي تشهد مواجهات دامية لليوم الثاني على التوالي. مجزرة عدن وذكر شهود عيان ان تعز تشهد توترا كبيرا بعد ان انطلقت تظاهرات من عدة نقاط نحو مبنى المحافظة، فيما اطلقت قوات الامن والجيش النيران عليهم. وافاد شهود ان المتظاهرين تمكنوا من دخول باحة مبنى المحافظة حيث اطلق النار عليهم ايضا مدنيون مناصرون للمحافظ وللنظام. وكانت المدينة شهدت أمس الاول تحركات ضخمة مطالبة برحيل صالح ومواجهات اسفرت عن قتيل و900 مصاب في صفوف المحتجين. وذكرت مصادر محلية ان السلطات اعتقلت حوالي 30 شخصا . مواجهات الحديدة إلى ذلك، اكدت مصادر طبية ان 13 شخصا اصيبوا بالرصاص في الحديدة (غرب) فيما اصيب 400 بحالات اختناق جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع و30 بجروح ناجمة عن الحجارة والهراوات. وذكر شهود عيان ان مواجهات قوية سجلت بعد ان سار عشرات الآلاف باتجاه القصر الجمهوري في المدينة الساحلية للمطالبة برحيل صالح. قوات منشقة وفي تطور متوقع، منعت قوات الجيش المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الاحمر حوالي 200 شرطي من اقتحام ساحة الاعتصام وسط صنعاء، حسبما افاد شهود لوكالة فرانس برس. وذكروا ان قوات الفرقة الاولى المدرعة صدت الشرطة وقوات الامن المركزي المسلحة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع بعدما حاولوا الدخول الى ساحة التغيير من الجهة الجنوبية عبر شارع الوحدة، واوقفوها من دون استخدام الرصاص. غير أن هذا لم يمنع اعتقال العشرات من المتظاهرين في شارع الزبيري بوسط صنعاء، وتم اقتيادهم الى جهة غير معلومة. سحب الدعم الأميركي من جهتها، افادت «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين اميركيين ويمنيين ان واشنطن في طور سحب دعمها للرئيس صالح، وتسهيل رحيله. واشارت الى ان ادارة باراك اوباما «تجنبت انتقاده علنا»، لكن مسؤولين ابلغوا حلفاءهم اليمنيين ان هذا الموقف غير قابل للاستمرار بالنظر الى الاحتجاجات الكبيرة، وأن على الرئيس مغادرة السلطة. ولفتت «نيويورك تايمز» الى ان هذا لا يؤدي في المقابل الى اعادة النظر في موقف واشنطن من العمليات الاميركية لمكافحة الارهاب في اليمن. وقال مسؤول اميركي ان المواجهة بين صالح ومعارضيه «كان لها اثر سلبي مباشر على الامن في سائر انحاء اليمن». وبحسب برقيات سرية كشفها ويكيليكس مؤخرا، فإن مسألة خلافة الرئيس اليمني مطروحة منذ 2005 في الولاياتالمتحدة. وسقوط حليف واشنطن سيمثل بحسب وزير الدفاع روبرت غيتس «مشكلة حقيقية».